تستعد بريطانيا لسماع أول خطاب لرئيسة جهاز الاستخبارات الخارجية MI6 الجديدة بلايز ميترويلي، التي ستؤكد أن التهديدات الروسية لم تعد محصورة في ساحات محددة بل باتت تمتد إلى كل مكان عبر مخططات اغتيال، عمليات تخريب، هجمات إلكترونية وحملات تضليل إعلامي.
وبحسب تقرير لصحيفة "غارديان"، ستصف ميترويلي المرحلة الحالية بأنها "عصر جديد من عدم اليقين"، حيث يعاد رسم قواعد الصراع بفعل العدوان الروسي المتواصل بعد الهجوم في أوكرانيا.
في مقتطفات من خطابها، شددت على أن "تصدير الفوضى" يمثل جوهر النهج الروسي في التعامل مع العالم، وأن هذا المسار سيستمر ما لم يُجبر الرئيس فلاديمير بوتين على إعادة حساباته.
وأكدت أن دعم بريطانيا لأوكرانيا سيبقى ثابتا، رغم أن الموقف الأميركي ما زال يكتنفه الغموض في ظل تباين المواقف السياسية خلال الأسابيع الأخيرة.
تهديدات قائمة
واجهت المملكة المتحدة بالفعل سلسلة من الهجمات والعمليات العدائية، أبرزها محاولة اغتيال سيرجي ويوليا سكريبال في مدينة سالزبري عام 2018 باستخدام غاز أعصاب والتي أودت بحياة المواطنة البريطانية دون ستورجيس.
وخلصت التحقيقات الأخيرة إلى تحميل بوتين "مسؤولية أخلاقية" عن الحادث.
كما تتهم السلطات الروسية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لنشر معلومات مضللة على نطاق واسع، بما في ذلك إنتاج مقاطع فيديو تستهدف تقويض الدعم الشعبي لأوكرانيا أو نشر شائعات حول شخصيات عامة.
وفي مايو الماضي، أُدين 6 بلغاريين مقيمين في بريطانيا بتورطهم في شبكة تجسس مرتبطة بموسكو.
الموقف العسكري والسياسي
سيؤكد رئيس أركان الجيش البريطاني ريتشارد نايتون في خطاب منفصل أن الوضع الأمني "أكثر خطورة مما عرفه خلال مسيرته"، داعيا إلى تعبئة وطنية شاملة لمواجهة التهديدات.
ويرى أن نجاح القوات المسلحة يعتمد على إعادة ربط المجتمع بمفهوم الدفاع ليصبح أولوية وطنية.
في الوقت ذاته، يسعى رئيس الوزراء كير ستارمر لعقد قمة طارئة في برلين مع قادة أوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بحضور مبعوث أميركي خاص، في محاولة لإقناع واشنطن بخطة سلام أوروبية بديلة.
دور التكنولوجياميترويلي التي تولت قيادة MI6 خلفا لريتشارد مور في أكتوبر، كانت سابقا مسؤولة عن قسم التكنولوجيا والابتكار في الجهاز.
وتؤكد أن "إتقان التكنولوجيا يجب أن يكون جزءا من عقلية كل ضابط"، مشيرة إلى ضرورة الجمع بين المهارات التقنية والقدرة التقليدية على إدارة المصادر البشرية.
وترى أن التحدي الأكبر في القرن الـ21 لا يكمن في امتلاك أقوى التقنيات بل في توجيهها بحكمة، معتبرة أن أمن الدول وازدهارها يرتبطان بقدرتها على استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول وأخلاقي.(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
