السدود والبرك أنقذت أربيل من الكوارث.. والتجاوزات على مجاري المياه فاقمت أزمة "كرميان"

أكد آري أحمد، المدير العام للموارد المائية في إقليم كوردستان، أن الاستراتيجية التي اتبعتها التشكيلة الحكومية التاسعة في بناء السدود والبرك المائية (البوندات) لعبت دوراً حاسماً في حماية مدينة أربيل من الفيضانات هذا العام، رغم تضاعف معدلات هطول الأمطار مقارنة بالعام الماضي. جاء ذلك خلال حلقة خاصة من برنامج "للجميع" (بۆ هەمووان) على شاشة كردستان 24، والتي خُصصت لمناقشة تداعيات السيول الأخيرة.

واستهل "أحمد" حديثه بتقديم التعازي لضحايا السيول التي ضربت مناطق "كرميان" و"جمجمال"، مشيراً إلى أن نمط الأمطار في الإقليم شهد تغيراً جذرياً منذ أواخر الثمانينيات بسبب التغير المناخي. وأوضح أن الأمطار لم تعد تهطل بشكل ديمي ومستمر لأيام، بل أصبحت "بقعية" وغزيرة جداً في فترات زمنية قصيرة، مما يؤدي إلى تشكل سيول جارفة تفوق قدرة الأرض على الامتصاص.

وفي معرض حديثه عن الإجراءات الحكومية، كشف المدير العام أن حكومة الإقليم في تشكيلتها التاسعة وضعت ملف السدود كأولوية قصوى. وأعلن عن العمل على إنشاء 9 سدود جديدة (تم إنجاز 3 منها بالكامل)، بالإضافة إلى إصدار قرارات بإنشاء 97 بركة مائية (بوند)، تم الانتهاء من 43 منها حتى الآن.

وأشار "أحمد" إلى أن السدود والبرك التي أُنشئت حول أربيل (مثل تلك في دارتو ومرتفعات تارين) نجحت في حجز مئات الآلاف من الأمتار المكعبة من المياه، مما منع تكرار سيناريو فيضانات عام 2021 في المحافظة، مؤكداً أن هذه المشاريع لا تحمي المدن فحسب، بل تساهم في تعزيز المخزون الجوفي والقطاع السياحي.

وحول أسباب الخسائر في بعض المناطق، ألقى "أحمد" باللوم جزئياً على التجاوزات السكنية والزراعية على "الوديان الموسمية" ومحرمات مجاري المياه. وأوضح أن العديد من المواطنين قاموا بالبناء أو الزراعة في مسارات السيول الطبيعية التي تجف صيفاً، مما يعيق حركة المياه شتاءً ويؤدي إلى كوارث، مؤكداً أن لجان التحقيق تعمل حالياً لتحديد مواطن الخلل، سواء كانت تقصيراً حكومياً أو تجاوزات غير قانونية، لمعالجتها فنياً وقانونياً.

وشهد البرنامج مداخلات من مواطنين متضررين ومستفيدين. حيث أشاد أحد مواطني قرية "كوري" في أربيل بسرعة استجابة الحكومة وتعويض المتضررين في حوادث سابقة، لكنه طالب بتفعيل نظام إنذار مبكر أكثر دقة من قبل هيئة الأنواء الجوية لتحذير السكان قبل حدوث السيول بوقت كافٍ.

من جانبه، أكد مواطن آخر من منطقة "سماقولي" أهمية سد "كوماسبان"، مشيراً إلى أن المنطقة عانت لسنوات من الجفاف وانخفاض منسوب المياه الجوفية، معرباً عن أمله في أن يساهم السد في إنعاش الآبار الجوفية والزراعة في المنطقة التي يعتمد سكانها كلياً على المياه.

واختتم المدير العام للموارد المائية حديثه بالتأكيد على أن درء مخاطر الفيضانات مسؤولية مشتركة. فبينما تواصل الحكومة بناء السدود وإزالة التجاوزات وتنسيق الجهود بين الوزارات والبلديات والدفاع المدني، يتعين على المواطنين الالتزام بالتحذيرات الجوية والابتعاد عن مجاري السيول، والتبليغ عن أي انسدادات أو تجاوزات قد تشكل خطراً مستقبلياً.


هذا المحتوى مقدم من كوردستان 24

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من كوردستان 24

منذ 3 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 58 دقيقة
منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ ساعتين
قناة السومرية منذ 10 ساعات
قناة السومرية منذ ساعة
قناة السومرية منذ 8 ساعات
قناة السومرية منذ 3 ساعات
قناة السومرية منذ 3 ساعات
قناة السومرية منذ 4 ساعات
موقع رووداو منذ 6 ساعات
موقع رووداو منذ 3 ساعات