ربع القرن الأول من الألفية الثالثة كان مليئاً بالأحداث المفصلية التي طبعت تاريخ البشرية وغيّرت مجراه في نواح عدة. إليكم أبرز الأحداث التي شهدها العالم ما بين عامي 2000 و2025 #المجهر

ربع قرن من الأحداث التاريخية

ربع القرن الأول من الألفية الثالثة كان مليئاً بالأحداث المفصلية التي طبعت تاريخ البشرية وغيّرت مجراه في نواح عدة، وفي هذه الرحلة الزمنية نسافر سوياً عائدين للوراء 25 عاماً لنسترجع أبرز الأحداث التي شهدها العالم ما بين عامي 2000 و2025.

في أواخر التسعينيات ومع صعود استخدام الإنترنت، تدفقت الاستثمارات في الشركات العاملة في مجال الإنترنت وطاولت حتى الشركات التي لم يكن لديها أي ربح أو خطة حقيقية.

ارتفعت أسعار أسهم شركات التكنولوجيا بصورة هائلة بسبب المبالغة والمضاربة، وبلغت ذروتها في مارس (آذار) عام 2000 حين بدأت تتكشف الحقيقة وأن معظم هذه الشركات لم تكن تحقق أرباحاً.

إثر ذلك انهارت السوق متسببة بخسارة تريليونات الدولارات فأفلست كثير من الشركات الناشئة في ما عرف بـ "فقاعة دوت كوم"، بينما نجت الشركات الكبرى أمثال "أمازون" و"غوغل" واستطاعت لاحقاً السيطرة على سوق التكنولوجيا.

شكلت هذه الفقاعة درساً في الاستثمار غير العقلاني وأسهمت في تشكيل صناعة التكنولوجيا اليوم من خلال التخلص من الشركات الضعيفة وتهيئة المسرح لظهور شركات عملاقة مربحة.

في عام 2000 تولى فلاديمير بوتين رئاسة روسيا للمرة الأولى بعد أن دعمه بوريس يلتسين ليكون خلفاً له، فتدرج بوتين في المناصب العامة وصولاً إلى ترؤسه جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عام 1998، ثم تعيينه من قبل يلتسين رئيساً للوزراء عام 1999، وبعد استقالة يلتسين في الـ 31 من ديسمبر (كانون الأول) 1999 أصبح بوتين رئيساً بالوكالة قبل أن يفوز رسمياً بالمنصب بالانتخابات الرئاسية في مايو (أيار) 2000، مستفيداً من صعود سريع لشعبيته بفضل استعراضه للقوة ووعده بالاستقرار بعد فترة فوضى عارمة خلال التسعينيات.

صباح الـ 11 من سبتمبر (أيلول) 2001 استفاق الأميركيون والعالم على حدث غيّر مجرى القرن الـ 21، ففي ذلك اليوم نفذ تنظيم "القاعدة" سلسلة هجمات إرهابية منسقة على أراضي الولايات المتحدة بواسطة أربع طائرات مدنية استولى عليها 19 من عناصره، واقتاد الخاطفون طائرتين نحو برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وأسفر الاصطدام عن سقوطهما، وطائرة ثالثة اتجه بها الخاطفون للاصطدام بمبنى البنتاغون، فيما سقطت الطائرة الرابعة في بنسلفانيا بعدما حاول الركاب منع الخاطفين من تنفيذ مخططهم، وأسفرت الهجمات الأربع عن مقتل نحو 3 آلاف شخص وشكلت نقطة تحول في السياسة الخارجية الأميركية وتباعاً في السياسة الدولية، إذ دفعت واشنطن إلى إعلان الحرب على الإرهاب.

بعد أقل من شهر على هجمات الـ 11 من سبتمبر قادت الولايات المتحدة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2001 على رأس تحالف دولي حملة عسكرية على أفغانستان تحت عنوان "عملية الحرية الدائمة" بهدف القضاء على "القاعدة" والإطاحة بنظام حركة "طالبان" الذي وفّر بيئة حاضنة وراعية للتنظيم الإرهابي وقائده أسامة بن لادن، وبحلول ديسمبر سقطت حكومة "طالبان" لكن الصراع استمر مع فرار مسلحي الحركة والقاعدة إلى ملاذات آمنة داخل البلاد وإطلاقهم تمرداً مسلحاً بوجه القوات الأميركية وحلفائها في أفغانستان، وهذه المواجهة أصبحت أطول حروب الولايات المتحدة في الخارج على الإطلاق، إذ استمرت 20 عاماً حتى أغسطس (آب) 2021، وانتهت بعودة "طالبان" للسلطة عقب انسحاب القوات الأميركية من البلاد.

في الأول من يناير (كانون الثاني) عام 2002 أصبح الـ "يورو" العملة النقدية الموحدة المتداولة في 12 دولة في الاتحاد الأوروبي، آخذاً مكان العملات المحلية التي كانت قائمة مثل الفرنك الفرنسي والمارك الألماني والليرة الإيطالية، وعلى رغم أن الـ "يورو" وجد منذ عام 1999 كعملة إلكترونية ووحدة محاسبة بين دول الاتحاد لكنه لم يظهر مادياً على شكل أوراق نقدية وقطع معدنية سوى مطلع عام 2002، ليطبع واحدة من أهم التحولات النقدية في التاريخ الحديث، فقد استطاع تعزيز الاندماج الاقتصادي بين دول الاتحاد الأوروبي وتسهيل التجارة والتنقلات في ما بينها، وأصبح في غضون أسابيع ثاني أهم عملة في العالم بعد الدولار الأميركي.

في الـ 12 من أكتوبر عام 2002 اهتزت جزيرة بالي الإندونيسية على وقع سلسلة تفجيرات إرهابية استهدفت منطقة سياحية مزدحمة مما أسفر عن مقتل 200 شخص معظمهم من السياح الأجانب، فضلاً عن إصابة المئات. الهجمات شملت ثلاثة تفجيرات، تفجير انتحاري وسيارة مفخخة استهدفا ناديين ليليين في كوتا، وتفجير ثالث خارج القنصلية الأميركية في دنبسار، ونُسبت الهجمات إلى "الجماعة الإسلامية في جنوب شرقي آسيا" المتطرفة المرتبطة بـ "القاعدة"، وقد شكّلت هذه التفجيرات صدمة عالمية كبيرة وألحقت ضرراً شديداً بالسياحة في بالي ودفعت إندونيسيا إلى تشديد الإجراءات الأمنية في البلاد وتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب.

في عام 2002 اتخذ حلف شمال الأطلسي (ناتو) واحدة من أكبر خطواته التوسعية داعياً سبع دول في أوروبا الشرقية إلى الانضمام لصفوفه، شملت بلغاريا ورومانيا وسلوفينيا وسلوفاكيا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، وصدرت الدعوات في قمة براغ في إطار مسعى إلى تعزيز الأمن الأوروبي بعد نهاية الحرب الباردة ودمج دول كانت سابقاً ضمن نفوذ الاتحاد السوفياتي، وشكل هذا التوسع خطوة إستراتيجية مهمة غيرت ميزان القوى في أوروبا ورسخت دور الـ "ناتو" داخل القارة.

"جلب هذا اليوم أخباراً مروعة وحزناً كبيراً لبلدنا"، بهذه الكلمات أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش الابن في الأول من فبراير (شباط) 2003 تحطم مكوك الفضاء كولومبيا أثناء دخوله الغلاف الجوي للأرض عائداً من مهمة بحثية في الفضاء استمرت 16 يوماً، وأسفرت الكارثة عن مقتل جميع رواد الفضاء السبعة الذين كانوا على متن المكوك، وأظهرت التحقيقات أن سبب الحادثة هو تلف في الجناح الأيسر للمكوك حصل أثناء عملية الإطلاق عندما اصطدمت به قطعة من الرغوة العازلة، وقد سمح هذا التلف بدخول الغازات الحارة إلى الجناح خلال رحلة العودة مما أدى إلى تدمير المكوك، وفي ضوء الكارثة أجرت "ناسا" مراجعات واسعة لإجراءات السلامة وعلقت برنامج المكوك لفترة موقتة.

عام 2003 شهد محطة مفصلية في تاريخ الشرق الأوسط والعالم، ففي إطار الحرب التي شنتها على الإرهاب عقب تفجيرات سبتمبر 2001 قادت الولايات المتحدة بالتحالف مع بريطانيا غزواً شاملاً للعراق في الـ 20 من مارس 2003 بهدف معلن وهو القضاء على ما قيل إنها أسلحة دمار شامل وإنهاء حكم صدام حسين، فأسقطت الحملة العسكرية النظام بسرعة لكنها لم تنجح إطلاقاً في العثور على الأسلحة المزعومة، وأدى الغزو إلى أعوام من عدم الاستقرار والعنف الطائفي والتمرد، مما غير المشهد السياسي في العراق وترك تأثيراً كبيراً في السياسة الخارجية الأميركية وفي مسار أحداث الشرق الأوسط.

في الأول من مايو عام 2004 أنجز الاتحاد الأوروبي "التوسع الكبير" في خطوة اعتبرت رمزاً لإعادة توحيد القارة الأوروبية، وهذا التوسع أكبر عملية انضمام في تاريخ الاتحاد شملت 10 دول دفعة واحد وهي بولندا والمجر وتشيكيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وإستونيا و لاتفيا وليتوانيا ومالطا وقبرص، وشكّل هذا الحدث خطوة مفصلية نحو دمج دول أوروبا الشرقية والوسطى بعد نهاية الحرب الباردة، ووسع السوق الأوروبية الموحدة وعزز التعاون السياسي.

في الـ 26 من ديسمبر عام 2004 شهد العالم واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية دموية في تاريخ البشرية الحديث، وفي هذا اليوم وقعت موجة تسونامي في المحيط الهندي نتجت من زلزال ضخم تراوحت قوته ما بين 9.1 و9.3 درجة على مقياس ريختر، ضرب تحت البحر قبالة ساحل سومطرة في إندونيسيا، وتسبب في موجات تسونامي هائلة بلغ ارتفاع بعضها 30 متراً ضربت إندونيسيا وسريلانكا والهند وتايلاند ودولاً أخرى، مما أسفر عن مقتل 220 ألف شخص في 14 دولة، وتشريد الملايين وتدمير مجتمعات ساحلية كاملة، وكذلك أدت الكارثة إلى جهود إغاثية عالمية واسعة ودفعت الدول إلى إنشاء نظام الإنذار الباكر للتسونامي في المحيط الهندي.

في الـ 14 من فبراير عام 2005 هز انفجار ضخم العاصمة اللبنانية بيروت وكان اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، والتفجير الذي أسفر أيضاً عن مقتل 21 شخصاً آخرين أدى إلى اندلاع غضب واسع النطاق في لبنان وأطلق ما بات يعرف بـ "ثورة الأرز"، وعلى إثر التفجير شهد لبنان سلسلة من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بانسحاب الجيش السوري وإنهاء نفوذ دمشق في البلاد، فنجحت التحركات الشعبية واضطرت سوريا إلى سحب قواتها من لبنان بحلول أبريل (نيسان) من العام نفسه.

في السابع من يوليو (تموز) 2005 استفاق البريطانيون على سلسلة هجمات إرهابية منسقة في العاصمة البريطانية، حين استهدف أربعة انتحاريين شبكة النقل العام بتفجيرات طاولت ثلاث محطات مترو وحافلة خلال ساعة الذروة الصباحية، مما أسفر عن مقتل 52 شخصاً وإصابة أكثر من 770 آخرين، وقد نفذ الهجمات أربعة متطرفين وكانت الأكثر دموية في المملكة المتحدة منذ تفجير لوكربي عام 1988، وأدت إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في أنحاء البلاد.

في يناير عام 2006 حققت حركة "حماس" فوزاً مفاجئاً في الانتخابات التشريعية الفلسطينية متغلبة على حركة "فتح" التي هيمنت على الساحة السياسية لأعوام طويلة، وحصلت على الغالبية في المجلس التشريعي الفلسطيني مما أدى إلى تصاعد التوترات السياسية والصراع على السلطة بينها وبين "فتح"، وانتهى الخلاف بالانقسام السياسي بين الضفة الغربية الخاضعة للسلطة الفلسطينية بقيادة "فتح"، وقطاع غزة الذي سيطرت عليه "حماس"، وكانت هذه المحطة نقطة مفصلية في تطورات الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

في الـ 12 من يوليو 2006 نفذت ميليشيات "حزب الله" في لبنان عملية "الوعد الصادق" العسكرية أسرتْ خلالها جنديين إسرائيليين قرب الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وإثر ذلك شنت إسرائيل حربا شاملة على لبنان رد خلالها الحزب بإطلاق آلاف الصواريخ على شمال إسرائيل، واستمر الصراع 34 يوماً وأسفر عن دمار واسع في لبنان ومقتل أكثر من 1000 شخص، معظمهم من المدنيين، مع نزوح أكثر من مليون، ثم انتهت الحرب باتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة في إطار القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن الدولي في الـ 11 من أغسطس من العام ذاته.

شخص، معظمهم من المدنيين، مع نزوح أكثر من مليون، ثم انتهت الحرب باتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة في إطار القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن الدولي في الـ 11 من أغسطس من العام ذاته.

في أكتوبر 2006 أجرت كوريا الشمالية أول اختبار نووي تحت الأرض داخل موقع بونغي -ري في خطوة مثلت تصعيداً كبيراً في مواجهتها مع المجتمع الدولي، فدان الاختبار كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة والقوى الإقليمية، وأظهر إصرار بيونغ يانغ على تطوير برنامجها النووي على رغم العقوبات والضغوط الدبلوماسية، وقد أدى هذا الحدث إلى زيادة التوتر في شرق آسيا وفرض عقوبات دولية أكثر صرامة على كوريا الشمالية.

في عام 2007 كشفت شركة "أبل" الأميركية عن أول جهاز "آيفون" لتطلق بذلك عصر الهواتف الذكية الحديثة، وقد أحدث الـ "آيفون" ثورة في عالم الهواتف عبر تقديم شاشة كبيرة تعمل باللمس المتعدد وتجربة تصفح لشبكة الإنترنت كاملة، وواجهة استخدام بسيطة من دون الحاجة إلى قلم، وشكّل إطلاق الـ "آيفون" نقطة تحول رئيسة في تكنولوجيا الهواتف وألهم الشركات المنافسة ومهد للطرز القائمة على التطبيقات والشاشات اللمسية المستخدمة اليوم حول العالم.

في عام 2008 شهدت دول العالم أزمة مالية كانت أشد أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير، وبدأت في الولايات المتحدة نتيجة انهيار سوق الإسكان وفشل الرهون العقارية عالية الأخطار، مما أدى إلى إفلاس مؤسسات مالية كبرى أو اضطرارها إلى الحصول على دعم حكومي، وبسرعة كبيرة امتدت الأزمة إلى دول العالم مسببة خسائر هائلة في الوظائف وانخفاضاً حاداً في التجارة الدولية، وانكماشاً اقتصادياً عميقاً في كثير من الدول، فغيرت كثيراً من القوانين المالية وكشفت عن نقاط ضعف كبيرة في النظام الاقتصادي العالمي.

في أغسطس 2008 تصاعدت التوترات بين سلطات جورجيا ومنطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليتين والمدعومتين من روسيا، ودخل الطرفان مناوشات مسلحة على طول حدود أوسيتيا الجنوبية، وإثر ذلك أطلقت جورجيا ليل السابع والثامن من أغسطس 2008 عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على أوسيتيا الجنوبية، مما دفع روسيا للتدخل عسكرياً بصورة واسعة برياً وجوياً، وبذلك تحولت المواجهات إلى حرب شاملة استمرت خمسة أيام وانتهت باتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة الاتحاد الأوروبي، وبعد الحرب اعترفت روسيا بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا كدولتين مستقلتين مما زاد التوتر مع الغرب الذي يعتبرهما تحت الاحتلال، وأعاد تشكيل التوازن الأمني في منطقة القوقاز.

في أبريل 2009 تعرف العالم إلى فيروس جديد هو الـ "إتش-1 أن-1"، المعروف أيضاً بإنفلونزا الخنازير، حيث انتشر بسرعة حول العالم ونتج من سلالة جديدة من فيروس الإنفلونزا "A" تجمع مواد وراثية من فيروسات إنفلونزا الخنازير والطيور والبشر، وفي يونيو (حزيران) 2009 أعلنت منظمة الصحة العالمية "إتش-1 أن-1" وباء عالمياً، وعلى رغم سرعة انتشاره فقد ساعدت حملات التلقيح في الحد من تأثيره ليعلن انتهاؤه في أغسطس عام 2010.

في الـ 12 من يناير عام 2010 ضرب زلزال عنيف جزيرة هايتي قرب العاصمة بورت أو برنس بقوة بلغت سبع درجات، ما تسبب في دمار كارثي شمل المباني الرئيسة والمنازل والبنية التحتية، وأسفرت الكارثة عن مقتل 220 ألف شخص إضافة إلى مئات آلاف الجرحى وأكثر من مليون مشرد، وأدى الزلزال إلى إطلاق استجابة إنسانية دولية واسعة، إلا أن إعادة إعمار هايتي لا تزال عملية طويلة وصعبة بسبب الفقر وعدم الاستقرار السياسي وضعف البنية التحتية.

في ديسمبر عام 2010 أضرم بائع متجول تونسي يدعى محمد البوعزيزي النار في نفسه احتجاجاً على مضايقات الشرطة والظروف الاقتصادية الصعبة، فأشعلت الحادثة موجة من الغضب والاحتجاجات الواسعة في تونس انتهت بسقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي الذي حكم البلاد زهاء 24 عاماً، وسرعان ما انتقلت شرارة الاحتجاجات بسرعة إلى دول عربية أخرى مطالبة بالتغيير السياسي والعدالة الاجتماعية وإنهاء الفساد في ما أصبح يعرف بـ "الربيع العربي"، وهو أحد أبرز التحولات السياسية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.

في الـ 11 من فبراير عام 2011 انتهى حكم الرئيس المصري حسني مبارك الذي استمر 30 عاماً بعد 18 يوماً من الاحتجاجات الشعبية الواسعة خلال "الربيع العربي"، فقد طالب المتظاهرون بالإصلاح السياسي وإنهاء الفساد وتوسيع الحريات، وتحت ضغط الشارع والجيش أعلن مبارك تنحيه ونقل السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، في محطة مفصلية من تاريخ مصر الحديث، وبعد أيام قليلة من سقوط مبارك انطلقت في ليبيا المجاورة في الـ 15 من فبراير موجة احتجاجات ضد النظام سرعان ما تحولت إلى قتال بين الثوار ونظام معمر القذافي، وفي الـ 20 من أكتوبر من العام نفسه، وبعد تدخل الـ "ناتو"، ألقي القبض على القذافي في مسقط رأسه سرت ثم قُتل بعد وقت قصير لينتهي بذلك حكمه الذي استمر 42 عاماً، لكنه ترك ليبيا في حال من عدم الاستقرار والصراع السياسي المستمر.

لم تبق سوريا بمنأى عن "الربيع العربي"، ففي مارس عام 2011 خرجت احتجاجات سلمية في مدينة درعا بعد اعتقال وتعذيب عدد من المراهقين الذين كتبوا شعارات مناهضة للنظام على جدران مدرستهم، ومستلهمة من الثورات العربية طالبت الاحتجاجات بإصلاحات سياسية ووضع حد للفساد، فرد نظام بشار الأسد بقمع عنيف أدى إلى توسع التظاهرات واندلاع اشتباكات في مختلف المناطق، وخلال أشهر تحول الوضع إلى صراع مسلح بين قوات النظام والمعارضة، ولاحقاً جماعات متطرفة، ليصبح أحد أكثر الحروب دماراً خلال القرن الـ 21.

في الـ 11 من مارس عام 2011 كان العالم على موعد مع كارثة طبيعية جديدة بتبعات نووية، فقد ضرب زلزال ضخم وتسونامي اليابان مما تسبب بأضرار جسيمة لمحطة فوكوشيما دايتشي النووية، وأدت الحادثة إلى ذوبان المفاعلات وانبعاث مواد مشعة جعله أحد أسوأ الحوادث النووية في التاريخ، فاضطر الآلاف إلى الإجلاء وثارت مخاوف عالمية في شأن سلامة الطاقة النووية.

بعد 10 أعوام من هجمات الـ 11 من سبتمبر 2001 تمكنت القوات الأميركية أخيراً من الوصول إلى زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن وقتله في الثاني من مايو عام 2011 خلال عملية نفذتها قوات البحرية الأميركية الخاصة (SEALs) في مدينة أبوت آباد في باكستان، وقد شكلت وفاته لحظة مهمة في الحرب العالمية ضد الإرهاب واُعتبرت على نطاق واسع إنجازاً كبيراً للولايات المتحدة في مكافحة تنظيم "القاعدة".

في عام 2011 واجه الاتحاد الأوروبي أزمة ديون حادة نشأت بصورة رئيسة بسبب الديون العامة غير المستدامة والعجز المالي في اليونان التي احتاجت إلى حزم إنقاذ دولية عدة لتجنب التخلف عن السداد، بينما واجهت دول أخرى في منطقة اليورو مثل إيرلندا والبرتغال وإسبانيا عدم استقرار مالي، وفي عام 2012 بلغت أزمة منطقة اليورو مرحلة حرجة مع إكمال اليونان أكبر إعادة هيكلة ديون سيادية في التاريخ، مما أدى إلى خسارة المستثمرين الخاصين 53.5 في المئة من سنداتهم، وتبع ذلك عدم استقرار سياسي في اليونان حين أدت الانتخابات في مايو ويونيو 2012 إلى تشكيل حكومة ائتلافية لمواصلة تنفيذ إجراءات التقشف، وفي الوقت نفسه قدم البنك المركزي الأوروبي والمؤسسات الأوروبية دعماً مالياً مستمراً لاستقرار الأسواق ومنع انتشار الأزمة إلى إسبانيا وإيطاليا ودول أخرى متضررة.

في الرابع من يوليو عام 2012 أعلن علماء مركز الأبحاث النووية الأوروبي (CERN) اكتشاف جسيم جديد يدعى "بوزون هيغز" في اكتشاف وصف بالعظيم، إذ يفسر هذا الجسيم كيفية اكتساب الجسيمات الأخرى لكتلتها، مؤكداً جزءاً أساساً من النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات، وكان خطوة علمية كبيرة لفهم اللبنات الأساس للكون.

في أواخر أكتوبر عام 2012 ضرب إعصار "ساندي" منطقة الكاريبي وشرق الولايات المتحدة وخصوصاً نيوجيرسي ونيويورك، متسبباً بفيضانات واسعة وانقطاع الكهرباء وأضرار كبيرة في البنية التحتية والمنازل والشركات، وأدى الإعصار إلى وفاة أكثر من 230 شخصاً في ثماني دول وتسبب في أضرار تزيد قيمتها على 70 مليار دولار، مما جعله أحد أكثر الأعاصير كلفة في تاريخ الولايات المتحدة.

في عام 2013 عرف العالم تنظيماً متطرفاً جديداً أثار الرعب بأساليبه الوحشية للغاية، بما فيها ذبح وحرق الأعداء وهم أحياء، فقد ظهر تنظيم "داعش" كقوة رئيسة في الحرب السورية والعراق، وكان في الأصل فرعاً لـ "القاعدة" في العراق لكنه توسع بسرعة وسيطر على مدن في سوريا أيضاً معلناً إقامة "خلافة" عام 2014، وقد اشتهر التنظيم بأساليبه العنيفة وجرائمه، بما في ذلك الإعدامات الجماعية والإرهاب واضطهاد الأقليات.

في ذلك العام أيضاً كشف الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية (NSA) إدوارد سنودن عن وثائق سرية تكشف برامج مراقبة عالمية واسعة النطاق تستخدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها، وأظهرت التسريبات أن الحكومات كانت تجمع كميات ضخمة من بيانات الاتصالات الخاصة بالمواطنين مما أثار جدلاً عالمياً حول الخصوصية والأمن وشفافية الحكومات، وكان لتسريبات سنودن تأثير كبير في التكنولوجيا والقانون والعلاقات الدولية دفعه إلى الفرار واللجوء إلى روسيا التي منحته جنسيتها عام 2022 بقرار من الرئيس فلاديمير بوتين.

بعد الثورة الأوكرانية والإطاحة بالرئيس الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش ضمت روسيا في مارس 2014 شبه جزيرة القرم الأوكرانية بعد استفتاء مثير للجدل اعتبره المجتمع الدولي غير قانوني، وأدى هذا التحرك إلى تصاعد التوترات بين روسيا والغرب واندلاع الصراع في شرق أوكرانيا، مما استتبع فرض عقوبات غربية على روسيا.

في عام 2014 شهد غرب أفريقيا أكبر تفش لفيروس إيبولا في التاريخ، وتأثرت فيه بصورة رئيسة غينيا وليبيريا وسيراليون وتسبب في وفاة 11 ألف شخص وإصابة 28 ألفاً آخرين، وقد أرهق هذا التفشي أنظمة الرعاية.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 35 دقيقة
منذ 11 ساعة
منذ ساعتين
منذ ساعة
منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات
قناة العربية منذ 6 ساعات
قناة العربية منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 5 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 19 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 9 ساعات
قناة العربية منذ 13 ساعة