في رأيي، لا يمكن الحديث عن تصنيع حقيقي ومستدام دون المرور أولا من بوابة نقل المعرفة، فالتصنيع ليس مجرد إنشاء للمصانع أو استيراد لخطوط إنتاج، بل هو تراكم للخبرات، وتوطين للمهارات، وبناء لعقول قادرة على الفهم والتطوير والتحسين. الدول التي نجحت في القفزات الصناعية الكبرى لم تبدأ من الصفر، بل بدأت باستقطاب التقنيات، ثم تفكيكها معرفيا، ثم إعادة إنتاجها محليا بشكل أكثر كفاءة وملاءمة لاحتياجاتها.
أرى أن نقل المعرفة يمثل الخطوة الأولى نحو أي مشروع صناعي جاد، خصوصا في القطاعات الإستراتيجية وعلى رأسها قطاع الطاقة بأنواعه المختلفة، من النفط والغاز، إلى الطاقة المتجددة، ومرورا بالطاقة النووية وتقنيات الهيدروجين.
هذه القطاعات لا تقاس فقط بحجم الاستثمارات، بل بعمق المعرفة المصاحبة لها، فبحسب تقارير دولية فإن أكثر من 70% من القيمة المضافة في الصناعات المتقدمة تأتي من المعرفة والابتكار، وليس من الأصول المادية وحدها.
أعتقد أن السعودية تمتلك فرصة تاريخية في هذا المجال، خاصة في ظل مستهدفات رؤية 2030 التي تركز على التوطين، وتنويع الاقتصاد، وبناء القدرات الوطنية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تشير بعض التقديرات إلى أن قطاع الطاقة المتجددة وحده قد يستقطب استثمارات تتجاوز 300 مليار ريال سعودي بحلول 2030، مع توفير عشرات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاقتصادية
