لم يكن الصعود الاقتصادي للصين مجرد قصة نجاح؛ بل هو أقرب إلى تجربة متكاملة توضح توظيف القوة الاقتصادية لإعادة موقع الدولة في النظام الدولي - عبد الله الردادي #رأي_الشرق_الأوسط

يُستخدم مفهوم «الحكم الاقتصادي» (Economic Statecraft) لوصف الكيفية التي توظف بها الدول التجارة والاستثمار والتمويل، وسلاسل الإمداد، لخدمة أهداف سياسية واستراتيجية أوسع من مجرد تحقيق النمو. ووفق هذا المنظور، يصبح الاقتصاد امتداداً للسياسة، وأحد أكثر أدوات النفوذ فاعلية.

وقد أصدر «المعهد الملكي للشؤون الدولية» المشهور بـ«تشاتام هاوس» مؤخراً، تقريراً عن الصين، محاولاً تفكيك العلاقة بين نفوذها الاقتصادي والسياسي مع دول الجنوب العالمي، ويأتي هذا التقرير ضمن سلسلة من التقارير التي تصدرها مراكز الفكر الغربية في هذا الشأن، فهل حاولت الصين فعلاً استخدام اقتصادها كأداة للنفوذ السياسي؟ وما مدى نجاحها في ذلك؟

لم يكن الصعود الاقتصادي للصين مجرد قصة نجاح؛ بل هو أقرب إلى تجربة متكاملة توضح توظيف القوة الاقتصادية لإعادة موقع الدولة في النظام الدولي، فمنذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، أدركت الصين أن الاقتصاد هو الطريق الأكثر استدامة لتحقيق النفوذ الدولي، بعيداً عن الصدامات العسكرية، ويمكن تقسم رحلة الصين في هذا الشأن إلى ثلاث مراحل حسب رؤسائها الأربعة.

ففي مرحلة الرئيس دنغ شياو بينغ، من نهاية السبعينيات حتى بداية التسعينيات، كان الاقتصاد أداة داخلية بالدرجة الأولى، وركزت الحكومة الصينية آنذاك على جذب الاستثمارات الأجنبية، وفتح الأسواق، وتحقيق نمو سريع، مع تبنِّي سياسة خارجية تتجنب أي صدام سياسي قد يهدد مسار التنمية. وهدفت هذه المرحلة إلى بناء قاعدة اقتصادية صلبة فحسب، دون استخدامها كوسيلة ضغط أو نفوذ خارجي.

وفي مرحلة جيانغ زيمين، وهو جينتاو، من بداية التسعينيات حتى بداية العقد الثاني من الألفية، بدأت الصين تطبيق سياسة «الخروج إلى الخارج» بصورة أوضح. في هذه المرحلة شُجعت الشركات الصينية على الاستثمار في الخارج، وبناء حضور تجاري وصناعي خارج حدود الدولة، وهنا بدأ الاقتصاد يتحول تدريجياً من أداة تنمية داخلية إلى وسيلة لبناء موقع دولي، دون أن يُقدَّم بعد بوصفه أداة نفوذ سياسي صريحة.

وجاءت المرحلة الثالثة مع تولي الرئيس شي جينبينغ مقاليد الحكم عام 2013؛ حيث انتقلت الصين إلى توظيف أكثر تنظيماً وعلنية للقوة الاقتصادية في سياستها الخارجية، ولا سيما مع إطلاق مبادرة «الحزام والطريق»، حينها لم يعد الاقتصاد مجرد داعم للسياسة؛ بل أصبح في صميمها، فغدت شبكات البنية التحتية والاستثمار والتمويل أدوات استراتيجية، تهدف إلى ربط الاقتصادات بالمجال الاقتصادي الصيني؛ خصوصاً في الجنوب العالمي.

وهنا تبرز ورقة «تشاتام هاوس» التي افترضت أن الصين حاولت بالفعل خلال السنوات الماضية استخدام اقتصادها كأداة نفوذ سياسي، ولكنها اصطدمت بحدود هذا.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الشرق الأوسط

منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعة
منذ ساعتين
منذ 11 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 14 ساعة
قناة العربية منذ 6 ساعات
قناة العربية منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 6 ساعات
بي بي سي عربي منذ 6 ساعات
قناة العربية منذ 20 ساعة
قناة العربية منذ 9 ساعات
قناة العربية منذ 11 ساعة