أفاد موقع "أكسيوس" في تقرير نقلا عن مسؤولين أميركيين بأن البيت الأبيض أرسل رسالة خاصة شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مؤكداً أن اغتيال قائد عسكري بارز في "حماس" خلال عطلة نهاية الأسبوع يُعد انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأضاف التقرير أن هذه الرسالة الغاضبة من البيت الأبيض تأتي وسط تصاعد التوترات بين إدارة ترامب وحكومة نتانياهو بشأن المرحلة المقبلة من اتفاق إنهاء الحرب في غزة، وبشأن سياسة إسرائيل الإقليمية الأوسع. وأفاد المسؤولان الأميركيان بأن وزير الخارجية ماركو روبيو، ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، ومستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، يشعرون بإحباط شديد من نتانياهو. ومن المتوقع أن يلتقي نتانياهو بترامب في منتجع مارالاغو يوم 29 ديسمبر الجاري. وكانت إسرائيل قد اغتالت السبت الماضي نائب قائد الجناح العسكري لـ"حماس" رائد سعد، وأحد المتهمين بتنفيذ هجمات 7 أكتوبر 2023. وقال مسؤولون أميركيون إن الحكومة الإسرائيلية لم تُخطر الولايات المتحدة أو تستشرها قبل الضربة. وبحسب "أكسيوس"، قال مسؤول أميركي رفيع: "كانت رسالة البيت الأبيض إلى نتنياهو إذا كنتم ترغبون في تشويه سمعتكم وإظهار عدم التزامكم بالاتفاقيات، فأنتم مدعوون، لكننا لن نسمح لكم بتشويه سمعة الرئيس ترامب بعد أن توسط في اتفاق غزة". وأكد مسؤول إسرائيلي استياء البيت الأبيض، لكنه ادعى أن الرسالة كانت أقل حدة، إذ ذكرت أن "بعض الدول العربية" تعتبرها خرقًا لوقف إطلاق النار. انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار ووفقًا للمسؤولين الأميركيين، كان موقف البيت الأبيض واضحًا لا لبس فيه بأن إسرائيل هي من انتهكت وقف إطلاق النار. من جهة أخرى، أفاد المسؤول الإسرائيلي بأن الحكومة الإسرائيلية أبلغت إدارة ترامب أن "حماس" هي من انتهكت الاتفاق بمهاجمة الجنود واستئناف تهريب الأسلحة. وأشار التقرير إلى أنه فيما يتعلق بسوريا، ترى إدارة ترامب أن هجمات نتانياهو عبر الحدود تُقوّض الجهود الأميركية الرامية إلى مساعدة حكومة الرئيس أحمد الشرع على تحقيق الاستقرار في البلاد، وتُعرقل هدف التوصل إلى اتفاق أمني جديد بين سوريا وإسرائيل. يزور المبعوث الأميركي توم باراك إسرائيل اليوم الاثنين لإجراء محادثات مع نتنياهو حول هذه القضية. أما في الضفة الغربية، أفاد مسؤول أميركي رفيع المستوى ومصدر مطلع بأن البيت الأبيض يشعر بقلق متزايد إزاء عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وما يعتبره استفزازات إسرائيلية. وقال مسؤول أميركي: "لا تطلب الولايات المتحدة من نتانياهو المساس بأمن إسرائيل، بل تطلب منه عدم اتخاذ خطوات تُعتبر استفزازية في العالم العربي".استياء أميركي وفي غزة، يرى البيت الأبيض أن نتانياهو قصير النظر في العديد من القضايا، خاصةً فيما يتعلق بالانتقال إلى المرحلة الـ2 من اتفاق السلام، والتي تتطلب انسحابًا أوسع للقوات الإسرائيلية، بحسب أكسيوس. وقال مسؤول أميركي، في إشارة إلى ويتكوف وكوشنر: "ستيف وجاريد مستاءان من جمود الموقف الإسرائيلي حيال العديد من القضايا المتعلقة بغزة". ويسعى البيت الأبيض إلى تجاوز الحرب في غزة والتركيز على إصلاح العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي وتوسيع اتفاقيات أبراهام. لكن "أكسيوس" أفاد بأن قادة المنطقة لا يثقون بنتانياهو ثقةً عميقة، ولديهم اعتراضات واسعة النطاق على أي تواصل معه، وفقًا لمسؤولين أميركيين. وقال مسؤول أميركي: "لقد أصبح نتانياهو منبوذًا دوليًا خلال العامين الماضيين. عليه أن يسأل نفسه لماذا يرفض السيسي لقاءه".(ترجمات)۔

هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد