قراءة في كتاب | طه حسين "من الانبهار بالغرب إلى الانتصار للإسلام" لمحمد عمارة - بقلم: محمود عبدالعليم

هل حقا تراجع طه حسين "عميد الأدب العربى" عن فكره الذي أثار الجدل والرأي العام؟

كتابه الأشهر - في الشعر الجاهلي ( 1926) - والذي ضمنه أهم أفكاره الصادمة للمجتمع والمؤسسات الحاكمة آنذاك، يعد من أكثر الكتب انتشارا للدكتور طه حسين والذي طرح فيه رؤيته للشعر الجاهلي وضمنه إنكار لوجود النبي إبراهيم .

هل صحيح أن الرجل - طه حسين - تراجع عن كل آرائه؟

تعالوا نتعرف على الإجابة متلمسينها في قراءة هذا السفر الهام للدكتور محمد عمارة.

عرف مؤلف هذا الكتاب بعقلانيته المتزنة وصرامته الشديدة في الكتابة فراح يقدم لنا ثلاث محطات في حياة طه حسين الفكرية.

لعل أولى تلك المحطات بدأت بالتحاقه بالأزهر قادما من قريتة؛ عزبة الكيلو مركز مغاغة محافظة المنيا. لكن مجادلات طه مع علماء الأزهر وتساؤلاته العميقة قد أدت لطرده من الأزهر!

التحق طريد الأزهر بالجامعة الأهلية المصرية والتي كان قد أسسها المفكر الليبرالي أحمد لطفي السيد(١٨٧٢ - ١٩٦٣) وتم افتتاحها ١٩٠٨ وظل لطفي السيد مديرها ورئيسها حتى ١٩٤١م .

سافر طه حسين (١٨٨٩ - ١٩٧٣) مبعوثا إلى فرنسا من قِبَل الجامعة المصرية لنيل درجة الدكتوراة من جامعة السوربون.

- كان أحمد لطفي السيد هو المفكر الرئيسي لحزب الأمة الذي كان داعية للوطنية المصرية والرافضة للقومية العربية، في المقابل، كان يوجد الحزب الوطني بزعامة مصطفى كامل والذي كان منحازا للهوية الإسلامية ومدافعا شرسا عن الخلافة العثمانية، هنا كان طه حسين مترددا في الهوية الحضارية لمصر!

* الدكتور محمد عمارة يؤكد في إجابته عن سؤال: لماذا هذا الكتاب؟ كاد طه حسين أن ينفرد بأن كل حياته الفكرية التي جاوزت نصف قرن، قد كانت بكاملها معركة فكرية شديدة الإثارة للجدل العنيف حول ما قدمه من أفكار وآراء.

من المعلوم أن آراء طه حسين مبثوثة في كتبه التي مازالت تثير نفس الجدل القديم.

_ الذين تعصبوا لفكر وآراء طه حسين وهم في الغالب تلاميذه؛ قد وقفوا عند أفكاره التي مثلت مرحلة انبهاره بالغرب والنموذج الحضاري الغربي، وتلك هي المحطة الثانية في حياته، فالرجل قد حاول جاهدا أن يلحق العقل المصري بالعقل الغربي وأعلن: أن أمتنا المصرية، من أجل حياة أفضل؛ عليها أن تسير سيرة الغرب العلماني في الإدارة والحكم والتشريع، وأن تتقبل هذا النموذج الحضاري الغربي كله، حلوه ومره خيره وشره.

هؤلاء تبنوا آراء طه حسين في مرحلته الفكرية الثانية ولم يروا في طه حسين إلا رجلا منبهرا بالغرب ويؤكد - الدكتور عمارة - أن هؤلاء قد عميت عيونهم وحُجبت بصائرهم وعقولهم عن التطورات الفكرية التي طرأت على فكر الرجل وآرائه وإبداعاته التي باعدت بينه وبين الإنبهار بالثقافة الغربية.

_ أطلق عمارة على المحطة الأخيرة في حياة طه حسين الفكرية، (مرحلة الإياب التدريجي) و (المخاض الحافل بالتناقضات) والتي بدأت عام ١٩٣٢ حتى موته ١٩٧٣.

مؤلفات طه حسين خلت تماما في تلك المرحلة من أي إساءة للإسلام ورموزه.

قدم عماره في هذا الكتاب نصوصا لطه حسين نفسه، مقصيا أي كتابات كتبها عنه الآخرون، سواء المتعصبون له أو المتعصبون ضده.

بداية نذكرك عزيزي القارئ بالآتي:

انعقدت لجنة في وزارة المعارف مشكلة من محمد حسنين الغمراوي بك، أحمد العوامري بك، الشيخ محمد عبد المطلب، ومما جاء في هذا الهجوم على الدكتور طه أنه: أضاع على الأمة الوحدة القومية والعاطفة الدينية وكل ما يتصل بهما. أضاع عليهم الإيمان بتواتر القرآن وقراءاته، أضاع عليهم الاعتقاد القرآن وتنزهه عن الكذب، وتنزيهه عن التهكم والازدراء بما كتب في سورة الجن وفي صحف وملة إبراهيم.. إلخ

من كان يظن عزيزي القارئ أن هذا الرجل سيكتب في ذكرى الثورة الفرنسية ١٩٣٤: "ليس صحيحا أن الثورة الفرنسية قد حررت الإنسان، فما زال الإنسان يستعبد الإنسان، وما زال الفرنسيون الذين كانوا.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة المشهد المصرية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة المشهد المصرية

منذ 11 ساعة
منذ 8 ساعات
منذ 10 ساعات
موقع صدى البلد منذ 10 ساعات
موقع صدى البلد منذ 12 ساعة
موقع صدى البلد منذ 3 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 7 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 15 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 17 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 19 ساعة
مصراوي منذ 3 ساعات