برنارد هنري ليفي: استقرار الشرق الأوسط لا يتحقق إلا بدولة كوردية

أربيل (كوردستان 24)- أكد المفكر والفيلسوف الفرنسي المعروف برنارد هنري ليفي أن مخاطر تنظيم داعش ما تزال قائمة في المنطقة ولم تنتهِ بعد، مشدداً على أن أكبر خطأ ارتكبه الغرب كان التخلي عن الكورد بعد الاستفتاء. ويرى أن العراق وسوريا دولتان فاشلتان، وأن الطريق الوحيد نحو الاستقرار هو تأسيس دولة كوردية.

وقال برنارد هنري ليفي في مقابلة مع كوردستان24، إن "المخاطر في الشرق الأوسط لم تتغيّر"، وقال إن "داعش والتطرّف الديني ما يزالان يشكّلان تهديداً حقيقياً؛ فحتى إن سقطت خلافة التنظيم، فإن الخلايا النائمة والأيديولوجيا ما تزال موجودة، وعلى الجميع، ولا سيما الغرب، أن يكونوا على دراية بذلك".

وأشاد ليفي بشجاعة قوات البيشمركة، وقال: "شهدت بنفسي بطولات البيشمركة في جبهات القتال، وليس لدي أدنى شك في أن لا قوة خلال العقد الماضي تصدّت للإرهاب كما فعلت البيشمركة والمقاتلون الكورد (شەڕڤانان)".

وفي إجابته عن سؤال حول ما إذا كان الخطر الأكبر هو داعش أم النظام المركزي، قال ليفي: "بالتأكيد داعش خطر، لكن بالنسبة للكورد فإن المركزية (Centralization) تشكّل خطراً آخر. فالمركزية تعني تجميع كل السلطات في المركز وانتهاك حقوق الكورد".

وأضاف: "الدولة العراقية والدولة السورية دولتان فاشلتان، لم تنجحا في تحقيق حكمٍ رشيد أو ضمان حقوق المكوّنات، ولا سيما حقوق الكورد".

وشدّد المفكّر الفرنسي الصديق للكورد، على ثبات موقفه قائلاً: "منذ أكثر من ثلاثين عاماً لم أغيّر رأيي؛ أؤمن أنه ما لم تُنشأ دولة كوردية، فلن يتحقق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط. الشعب الكوردي أمة حقيقية، لها أرض وتاريخ، وتستحق دولة. لا توجد أمة في العالم تستحق الدولة بقدر ما يستحقها الكورد؛ فقد تعرّضوا لجرائم الإبادة والأنفال، وواجهوا الإرهاب نيابةً عن الغرب بأسره".

وبشأن استفتاء عام 2017، قال ليفي: "اليوم الذي تلا الاستفتاء كان أسود أيام حياتي، عندما رأيت كيف تخلى العالم والغرب عن الكورد بعد أن قاتلوا الإرهاب وحدهم نيابةً عن العالم كله. ما جرى بحق الكورد بعد الاستفتاء كان خطأً فادحاً ووصمة عار على جبين العالم الحر".

وفي ما يتعلّق بالوضع السياسي في العراق وعدم تشكيل الحكومة، قال ليفي: "لا أرغب في الخوض كثيراً في تفاصيل السياسة الداخلية، لكن ما أعلمه أن الكرة في ملعب بغداد لا أربيل. أربيل والبيشمركة دفعوا ثمناً باهظاً وقدّموا تضحيات كبيرة، وعلى بغداد أن تضمن الحقوق الدستورية والمالية للإقليم".

كما وجّه انتقادات لاذعة للوضع في العراق، قائلاً: "للأسف، العراق اليوم واقع تحت هيمنة دول أخرى ويُعامل كأنه تابع، وهذا أمر مخزٍ لسيادة العراق".

وعن أوضاع الكورد في كوردستان سوريا، حذّر ليفي من أن نظام الأسد لم يسقط، والقادة الجدد للبلاد ما يزالون يحملون العقلية نفسها، ونصح الكورد هناك بعدم التنازل عن مطالبهم باللامركزية والإدارة الذاتية، مؤكداً: "لا ينبغي أن يسمحوا بإعادتهم مرة أخرى إلى قبضة السلطة المركزية المطلقة".

وفي ختام حديثه، أعرب ليفي عن أمله في أن تتعلّم دول الغرب من أخطاء الماضي، وأن تدعم حلفاءها الحقيقيين، أي الكورد، لمنع عودة "الإرهاب" ووقوع صدمات جديدة في المنطقة.


هذا المحتوى مقدم من كوردستان 24

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من كوردستان 24

منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 10 ساعات
منذ 26 دقيقة
منذ 11 ساعة
قناة السومرية منذ 9 ساعات
عراق 24 منذ 13 ساعة
قناة اي نيوز الفضائية منذ 10 ساعات
قناة السومرية منذ 22 ساعة
قناة الرابعة منذ 14 ساعة
قناة السومرية منذ 10 ساعات
قناة السومرية منذ 8 ساعات
قناة السومرية منذ 20 ساعة