حكاية الغرام المستحيل بين تاسو وإليانور وإلهاماتها

ملخص الحقيقة أن الفارق الاجتماعي بين إليانور رائعة الحسن المنتمية إلى طبقة لا يمكن أن يصل إليها إلا من ولد في أروقتها، وبين تاسو الذي، مهما علا شأنه، كان شاعراً وحسب، هذا الفارق كان هائلاً.

في نهاية الأمر يمكننا القول إن حكاية غرام الكاتب الروماني توركواتو تاسو بالمركيزة إليانور داستي تعد من أكثر الفصول الواقعية التباساً وفتنة في تاريخ الأدب الإيطالي، وليس فقط لأنها حكاية تحمل ملامح قصة حب مأسوية غير مكتملة، بل لأنها في النهاية قصة تكشف عن الصراع العميق بين الشاعر ونفسه، بين الرغبة والواجب، وبين الخيال والحدود الاجتماعية التي يبدو أنها حكمت عصر النهضة الإيطالية ومجالات تحكم الأفراد بحياتهم الخاصة فيه.

LIVE An error occurred. Please try again later

Tap to unmute Learn more نعرف طبعاً أن تاسو كان شاعر ملحمة "القدس المحررة"، ولكن هل ترانا تساءلنا يوماً عما نعرفه من أن هذا الشاعر كتب ملحمته وهو في السجن؟ لقد تقبلنا هذا الواقع التاريخي كما هو، ولا شك أن الوقت قد حان لربطه بحكاية الهوى الذي "عاشه" تاسو مع الكونتيسة، محاولين العثور على رابط يجمع الواقعية التاريخية بالخيال الشعري.

اللورد بايرون (1788 - 1824) (غيتي)

تاريخياً، نعرف أن الشاعر كان قد وصل إلى بلاط آل داستي في مقاطعة فيرارا في ستينيات القرن الـ16، شاباً موهوباً تتطلع إليه العيون وتنتظر منه أوروبا كلها عملاً أدبياً شعرياً يوازي ملحمتي "فرجيليوس" و"أنتي". وهناك التقى تاسو إليانور، بطلة الحكاية، ابنة الدوق ألفونسو الثاني التي يذكرها التاريخ حتى اليوم بوصفها سيدة مثقفة راعية للفنون، ذات حضور هادئ ونبيل، سيدة كان من بين زوار صالونها مبدعون من طينة دا فنشي وبوتيتشيلي.

والحقيقة أن الفارق الاجتماعي بين إليانور رائعة الحسن المنتمية إلى طبقة لا يمكن أن يصل إليها إلا من ولد في أروقتها، وبين تاسو الذي، مهما علا شأنه، كان شاعراً وحسب، هذا الفارق كان هائلاً.

ومن المؤكد أنه سيؤدي الدور الأكبر في الحكاية بأسرها، بل حتى في نظرة الشاعر الإنجليزي اللورد بايرون إلى هذه الحكاية معبراً عنها في قصيدة اشتهرت له عنوانها "شكوى توركواتو تاسو" (نشرت عام 1817). الإبداع يلعب لعبته غير أن الأدب، على عادته، عرف هنا من جديد كيف يسبق الواقع، ونحن ما زلنا نتحدث بالطبع عن قصيدة تاسو وليس عن قصيدة بايرون بعد. فلقد بدأت ملامح الكونتيسة تتسرب إلى الشخصيات النسائية في شعر تاسو، فإذا بها تصبح مرآة لأحلامه وأوهامه، والوجه الذي راح يتمنى أن يشيده في فردوسه الشعري، لم يكن غراماً معلناً على أية حال، بل كان مجرد همس مستتر تلتقطه الرسائل والملاحظات والمقاطع الشعرية، وهذا ما جعل المؤرخين ينقسمون بين من يرى العلاقة حقيقة عاطفية مكتومة، ومن يعدها مجرد إسقاط شعري لا أكثر.

والحقيقة أن سؤالنا هنا لن يدور إلا من حول قصيدة اللورد بايرون: فإلى أي النظرتين ترى صاحبنا شاعر بدايات القرن الـ19 يميل؟

من التاريخ إلى الشعر في الحقيقة أن اللورد بايرون لم يكن أول الرومنطيقيين الذين استولوا على تلك الحكاية، بل كان واحداً من آخرهم. فقد سبقه عديد من المؤرخين والمبدعين النهضويين وصولاً إلى غولدوني وكومبانيوني، بل حتى سبقه، الألماني الكبير غوتهولو من منظور آخر.

بيد أن أحلى ما فعله بايرون.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 6 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ ساعتين
قناة العربية منذ 7 ساعات
سكاي نيوز عربية منذ 22 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 9 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 3 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 5 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 5 ساعات
قناة DW العربية منذ 4 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 10 ساعات