على الرغم من أن السلطنة العثمانية أُلغيت بمرسوم برلماني في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1922، إلا أن ذلك، لم يمح الأسرة التي حكمت الإمبراطورية العثمانية لأكثر من 600 عام من التاريخ. فماذا يعني أن تكون وريثاً عثمانياً؟

أين انتهى المطاف بسليلي الأسرة العثمانية، وكيف يُنظر إليهم في تركيا؟ حكمت الأسرة المؤسسة للإمبراطورية العثمانية الدولة لأكثر من 600 عام. وعلى عكس العديد من الممالك والإمبراطوريات حول العالم، لم ينتقل العرش إلى أسرة أخرى.

وبعد خسائر إقليمية فادحة وهزائم في الحرب العالمية الأولى عام 1918، انهارت الإمبراطورية. وقررت الجمعية الوطنية الكبرى، التي أنشأها قادة حرب الاستقلال التركية في 23 أبريل/ نيسان 1920، إلغاء السلطنة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1922.

غادر آخر سلاطين الدولة العثمانية، محمد السادس (وحيد الدين)، البلاد، لكن ابن عمه عبد المجيد أفندي احتفظ بلقب الخليفة.

واستمر ذلك حتى الثالث من مارس/ آذار 1924، حين أُلغيت الخلافة، ونُفيت الأسرة العثمانية خارج البلاد.

وبموجب قرار النفي، غادر أكثر من 150 شخصا من الأسرة تركيا.

وفي عام 1952، مُنحت النساء من السلالة العثمانية المنفية إذنا بالعودة إلى تركيا، ومُنح الرجال الإذن نفسه عام 1974.

ولا يزال أحفاد أفراد السلالة العثمانية الذين غادروا البلاد عام 1924 على قيد الحياة حتى اليوم، ويعيشون حياة مختلفة تماما في بلدان مختلفة، بما فيها تركيا.

وبين الحين والآخر، يتصدر بعضهم عناوين الصحف في تركيا بوصفهم "أحفاداً عثمانيين".

تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة

الأكثر قراءة نهاية

لكن، ما معنى مصطلح "العائلة العثمانية" اليوم، ومن يشمل؟

للإجابة على هذا السؤال، استشرنا أولا مؤرخين حول ما مثّلته السلالة منذ تأسيسها، وكيف تغير نظام الخلافة، والمنعطفات الحاسمة التي أدت إلى المنفى.

تحدثنا أيضا مع عثمان صلاح الدين عثمان أوغلو، سليل الجيل الرابع للسلطان مراد الخامس، وإبراهيم جور، سليل الجيل الخامس للسلطان عبد الحميد الثاني، حول كيفية حفاظ الأسرة العثمانية على هذا الإرث داخليا.

التقينا عثمان أوغلو في منزله قرب مدينة أكسفورد، البريطانية. وكان والده، الأمير، ووالدته، السلطانة، من بين المنفيين.

فترة التأسيس: "اختيار سلالة بديلة لم يكن خيارا" تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة قناتنا الرسمية على واتساب

تابعوا التغطية الشاملة من بي بي سي نيوز عربي

يستحق الانتباه نهاية

يشدد المؤرخ البروفيسور الدكتور، فريدون إميجن، على الأهمية التاريخية لعثمان بك، الشخصية التي سُميت السلالة والعائلة العثمانية باسمها، ويشير إلى أنه، وفقا للمصادر البيزنطية، كان قائدا عسكريا قويا.

وفي ذلك الوقت، كان مفهوم السلالة يشير في المقام الأول إلى النسب والقيادة.

وقد عزز توسع الدولة باتجاه البلقان، خلال عهدي أورهان بك (ابن عثمان) ومراد الأول، مكانة الدولة العثمانية كقوة لا غنى عنها.

ووفقا لما ذكره البروفيسور إميجن في حديثه مع بي بي سي التركية، فإنه على الرغم من وجود صراعات بين الأبناء، لم يُنظر قط في تولي أسرة أخرى الحكم.

وفي البداية، كان السلطان على صلة وثيقة بالشعب.

وتقول المؤرخة الدكتورة بورجو بيلي: "كان عثمان بك وأورهان بك يجلسان على موائدهما ويحضران الجنازات. وفي هذه المرحلة، كان رأس الدولة شخصية قريبة جدا من الناس".

لكن، بدءا من عهد محمد الفاتح، بدأت الدولة تنأى بنفسها عن العامة.

ويشير إميجن إلى أن "السلطان رُفع إلى مكانة أكثر قدسية. وقد ساهمت عادات مثل عدم حضور المجلس الإمبراطوري وتناول الطعام منفردا في إبعاد الدولة عن الشعب".

صدر الصورة، Universal Images Group via

يقول المؤرخ البروفيسور الدكتور إدهم إلدم، في حديثه مع بي بي سي التركية: "لم تتمكن السلالة العثمانية قط من سد هذه الفجوة".

ووفقا لإلدم، فبعد الثورة الفرنسية عام 1789، برزت السلالات الحاكمة الأوروبية بشكل أكبر من خلال التحديث وسعت إلى ترسيخ شرعيتها. أما السلالة العثمانية، فقد ازدادت انغلاقاً على نفسها.

ونتيجة لذلك، لم تظهر تركيبة العائلة الملكية المؤلفة من ملك وملكة وورثة.

من هم أفراد السلالة العثمانية، وكيف تغير نظام الخلافة؟ في السياق العثماني، كان مصطلح "السلالة" يشير في المقام الأول إلى السلطان وأبنائه الذكور.

ولم يكن للسلطان وريث مُعيّن.

يقول إميجن: "الله وحده هو من يمنح السيادة. وكان لجميع الأبناء الحق في تولي العرش مستقبلاً"، موضحا أن نظام الخلافة لم يكن قائما على قواعد مكتوبة، بل تطور عبر الزمن.

ومنذ البداية، كان قتل الإخوة لبعضهم متفشياً في الإمبراطورية العثمانية. ومن أبشع الأمثلة على ذلك قيام السلطان محمد الثالث بخنق 19 من إخوته. إلا أنه عند وفاته، كان ابناه لا يزالان صغيرين فلم يُقتلا، مما أدى إلى ترسيخ عادة تولي الأمير الأكبر العرش.

ويذكر إمجين مثالاً آخر، فبعد وفاة عثمان الثاني الذي لم يُرزق بأبناء، تولى عمه مصطفى الأول العرش.

وهكذا، لم تقتصر السلالة العثمانية على الأبناء فحسب، بل شملت أيضا الإخوة.

ومع ذلك، لم يكن الأمراء شخصيات بارزة، بل كانوا يعيشون أحيانا في القصر أشبه بالسجناء.

ويقول إلديم: "من كان السلطان؟ هل كان الناس يعرفون اسمه أصلا؟ لست متأكدا من ذلك"، مضيفا أنه على الرغم من ذلك، لم يشكك أحد في شرعية السلطان.

"الملك العصري" يذكر البروفيسور إلديم أن السلطان محمود الثاني، والذي حكم في القرن التاسع عشر، بنى صورته كـ "حاكم عصري".

واستمر هذا النهج خلال عهدي السلطان عبد المجيد والسلطان عبد العزيز.

ورغم أجواء التحديث، ظلت النساء محرومات من هذا الظهور.

ويوضح إلديم أن "السلطان عبد الحميد الثاني (الذي حكم بين عامي 1876 و 1909)، من جهة أخرى، أخفى السلالة تماما بالانسحاب إلى قصر يلدز وإبعاد الأمراء عن الأنظار. ولم يتسنَّ تحرير السلالة إلا مع ثورة تركيا الشابه عام 1908 (العهد الدستوري الثاني)، والتي أنهت الحكم المطلق تماما".

صدر الصورة، ullstein bild/ullstein bild via

وتؤكد المؤرخة بورجو بيلي، في حديثها مع بي بي سي، أنه خلال هذه الفترة، ورغم تراجع ظهور السلالة والسلطان، لم يشكك العامة قط في صورة السلطان القوي.

فبعد أحداث 31 مارس/آذار (الانتفاضة المناهضة للدستور في إسطنبول في 13 أبريل/نيسان 1909)، بدأ السلطان محمد الخامس (رشاد) وبعض أفراد السلالة بالظهور علنا.

ماذا مثّلت السلالة المنفية للشعب؟ بعد إلغاء السلطنة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1922، غادر آخر سلاطين الدولة العثمانية، محمد السادس (وحيد الدين)، البلاد.

وفي عام 1924، أُلغيت الخلافة، ونُفي أفراد السلالة العثمانية.

وبحلول ذلك الوقت، تضاءلت القوة السياسية والرمزية للسلالة بشكل كبير. ووفقا لإلدم، لم يكن لأفراد السلالة المنفيين حضور بارز في المجتمع "فقد غادروا البلاد وهم شبه مجهولين للعامة، ولم تظهر أسماؤهم في الصحف إلا نادرا في مناسبات مثل حفلات الزفاف والخطوبة".

ولهذا السبب، نُفذ قرار النفي دون أن يثير انتفاضة كبيرة في البلاد.

الجانب الإنساني للنفي: ماذا حدث؟ بعد قرار النفي، مُنح أفراد الأسرة الحاكمة جوازات سفر صالحة لمدة عام، وألف ليرة تركية، وعشرة أيام تقريبا لمغادرة البلاد.

وانتقلت فروع مختلفة من العائلة إلى مدن متفرقة حول العالم.

قال عثمان صلاح الدين عثمان أوغلو لبي بي سي: "انتقل معظم أفراد العائلة إلى أوروبا والشرق الأوسط، وتحديدا فرنسا ولبنان، بينما انتقل البعض إلى أماكن مثل سوريا والأردن وألمانيا وصوفيا".

لم يكن السلاطين وأفراد الأسرة الحاكمة يقيمون في القصر نفسه على الرغم من أن عثمان صلاح الدين عثمان أوغلو ينتمي إلى الأسرة العثمانية، إلا أنه يوضح أن والديه لم يلتقيا قط في إسطنبول.

ويدل هذا على أنه في العصر العثماني، لم يكن السلطان وإخوته يقيمون في القصر نفسه، ونادرا ما كانت تجتمع عائلاتهم.

ويذكر عثمان أوغلو.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بي بي سي عربي

منذ 4 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 18 دقيقة
منذ ساعة
منذ 6 ساعات
منذ ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 10 ساعات
سكاي نيوز عربية منذ 23 ساعة
قناة DW العربية منذ 5 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 10 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 10 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 6 ساعات
قناة العربية منذ 20 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 11 ساعة