ملخص أجرى قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان أمس الإثنين محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في العاصمة الرياض ناقشت الأزمة التي يعانيها السودان والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار.
تصاعدت حدة المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في إقليم كردفان بصورة غير مسبوقة، حيث تبادل الطرفان أمس الإثنين عمليات القصف الجوي بالمسيرات في عدد من المناطق بولايات كردفان الثلاث، شمال وجنوب وغرب، في وقت دفعا فيه بتعزيزات وحشود عسكرية كبيرة، بخاصة في شمال كردفان.
LIVE An error occurred. Please try again later
Tap to unmute Learn more وبحسب مصادر عسكرية فإن طيران الجيش شن غارات جوية على مواقع وتجمعات "الدعم السريع" في ولاية شمال كردفان، وتحديداً في مناطق بارا، وغرب الأبيض، وشرق جبرة الشيخ بشمال كردفان، والخوي، وأبو زبد، والنهود بغرب كردفان، حيث تتمركز الأخيرة في تلك المناطق منذ أشهر، مما أدى إلى تدمير عدد من المركبات القتالية بكامل تسليحها، فضلاً عن مقتل وإصابة عشرات العناصر من تلك القوات.
ولفتت المصادر إلى أن "الدعم السريع" عززت مواقعها في مناطق شمال كردفان بقوات عسكرية كبيرة، معظمها وصلت من غرب كردفان ودارفور، استعداداً لخوض معارك فاصلة خلال الأيام القادمة، بينما دفع الجيش من جانبه بتعزيزات ضخمة في مناطق سيطرته بولاية شمال كردفان بهدف التقدم نحو مدينة بارا تمهيداً لاستعادتها من قبضة "الدعم السريع"، مما يعد تصعيداً استراتيجياً في مسار الصراع بين القوتين.
وتسعى "الدعم السريع" من خلال هذه الحشود الجديدة، وفقاً لمراقبين، إلى تطويق أو السيطرة الكاملة على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، التي تعد نقطة استراتيجية حاسمة باعتبارها خط الدفاع الأهم للجيش عن وسط البلاد، فضلاً عن كونها ممراً لوجيستياً حيوياً يربط الغرب والجنوب بالعاصمة الخرطوم. بيدَ يقوم الجيش بتعزيز مواقعه الدفاعية حول هذه المدينة، مع استمرار تبادل الهجمات بطائرات المسيرات من الجانبين.
هجمات جنوب كردفان وتعرضت، وفقاً لتلك المصادر، مدينة الدلنج الواقعة في ولاية جنوب كردفان، لليوم الثاني على التوالي، لهجمات جوية نفذتها طائرات مسيرة تابعة لقوات "الدعم السريع" والحركة الشعبية - شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. كذلك استهدفت المسيرات ذاتها الفرقة العاشرة مشاة بأبو جبيهة، بجنوب كردفان، التابعة للجيش، إضافة إلى تواصل القصف على مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، التي تعاني من حصار خانق وحالة من الخوف والذعر وسط المواطنين، في أعقاب سيطرة قوات تحالف السودان التأسيسي "تأسيس" على منطقة كيقا الخيل، التي تعد خط الدفاع الأمامي للفرقة 14 مشاة بكادوقلي.
وأفاد مواطنون بأن هذه التطورات دفعت آلاف المواطنين في كادوقلي إلى محاولة مغادرة المدينة خوفاً من اندلاع مواجهات عسكرية وشيكة، على الرغم من عدم ضمان أمان الطرق، حيث توجد ثلاثة مسارات للخروج من المدينة، منها طريقان يمران بمناطق خاضعة لسيطرة الحركة الشعبية - شمال، والثالث باتجاه مدينة الدلنج.
وتعاني كادوقلي منذ اندلاع الحرب أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد وأزمة اقتصادية خانقة، فضلاً عن عزلة شبه كاملة بعد إغلاق الطريق القومي بواسطة قوات "الدعم السريع" في منطقة الدبيبات، وتوقف خط النقل البديل عبر غرب كردفان.
وكان تحالف قوى جبال النوبة المدنية أعلن أخيراً عن إجراء مشاورات واسعة مع قيادات سياسية ومجتمعية وعسكرية من أبناء المنطقة داخل البلاد وخارجها، بهدف احتواء الوضع ومنع اندلاع المواجهات داخل المدن.
في حين أكدت الحركة الشعبية شمال، على لسان رئيس هيئة أركان جيشها عزت كوكو أنجلو، نشر أن سيطرتها على كادوقلي والدلنج حتمية، وأنها مسألة وقت فقط.
ودعا أنجلو ما وصفهم بالشرفاء والعقلاء من عناصر الجيش إلى الانسحاب العاجل والتسليم من دون خسائر، فضلاً عن مناشدته بفتح ممرات آمنة لخروج المواطنين وعدم منعهم من حماية أرواحهم.
ودفعت هذه التطورات أعداداً كبيرة من المواطنين في مدينتي الدلنج وكادوقلي وأريافهما إلى النزوح نحو مناطق أكثر أماناً، بخاصة ولاية شمال كردفان التي باتت تستقبل أعداداً متزايدة من النازحين، وهو ما يضع ضغوطاً إضافية على البنية التحتية والخدمات في شمال كردفان، التي تحولت إلى وجهة رئيسة للنازحين الفارين من مناطق النزاع.
دعوة للمغادرة في الأثناء أبدى مجلس جبال عموم النوبة قلقه البالغ إزاء تطور العمليات العسكرية بصورة متسارعة في ولاية جنوب كردفان، بخاصة في المناطق التي تشهد وجوداً مكثفاً.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية
