أطفال "تيك توك"... شهرة مشروطة بسلب البراءة

ملخص بالنسبة إلى الأطفال يكون تأثير الشهرة أخطر بعد لأنهم لا يملكون القدرة النفسية على التعامل مع الضغط والنقد والمقارنة بالآخرين أو التقلبات المفاجئة في عدد المتابعين، وقد يخلق الاعتماد على الشهرة لديهم وهماً بأن النجاح لا يحتاج إلى دراسة أو جهد، مما يعرضهم للخيبة لاحقاً.

تيا ومجذوب وعلي درويش وماريا كاتاليا وكيان، وغيرهم كثر، هم من الأطفال الذين لا تشبه حياتهم تلك التي لغيرهم ممن هم في هذه المرحلة العمرية. فهؤلاء هم من المشاهير على منصات التواصل الاجتماعي الذين أصبحت الشهرة، ومعها العالم الرقمي، محور حياتهم فأبعدتهم عن كل ما يرافق الطفولة من براءة وحرية ومرح. فإذا كان للشهرة ثمن يدفعه الراشد الذي يبلغ هذه المرحلة، فكيف بالأحرى من لا يزال في مرحلة الطفولة التي يجب أن يغلب عليها اللعب والمتعة والبراءة؟ تلك الشهرة قد أعطتهم كثيراً ربما، إلا أنها سلبتهم ما هو أهم بكثير مما استطاعوا أن يحققوه بفضلها.

LIVE An error occurred. Please try again later

Tap to unmute Learn more عندما أصبح العالم الرقمي محور الحياة في أيامنا هذه أصبح العالم الرقمي مسيطراً على جوانب عديدة من حياتنا، لكن بالنسبة إلى الأطفال بصورة خاصة، أصبح محور الحياة. بات يحتل جزءاً كبيراً من حياتهم، مما جعل آثاره كبيرة، وهذا ما دفع دولاً عديدة إلى اتخاذ إجراءات في مواجهة ما يعتبرونه آفة في المجتمع اليوم. وقد يكون القرار الذي اتخذته أستراليا أخيراً بمنع الأطفال الذي هم دون سن الـ16 سنة على إنشاء حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي خير دليل على ما لهذا العالم من آثار خطرة على الأطفال. ويبدو الوضع أكثر خطورة بعد على الأطفال الذين يغوصون أكثر في هذا العالم ليحققوا الشهرة فيه عبر نشر فيديوهات ومحتوى معين على منصات معينة مثل "تيك توك"، و"يوتيوب"، فيتبعهم الآلاف وربما الملايين بعدها ويبدأون بتحقيق الأرباح إلى جانب الشهرة. قد يكونون أطفالاً صغاراً أو يمكن أن يكونوا من المراهقين الذين يجدون في العالم الرقمي مصدر دخل ومجالاً لتحقيق الشهرة ومساحة لنيل الإعجابات وكسب المتابعين. ومن الممكن أن يكون الأهل المشجعين على ذلك في مرحلة أولى، لكن في مراحل لاحقة يتعطش هؤلاء الأطفال للشهرة والمتابعة والأرباح وتسيطر كلها على حياتهم فيخسرون البراءة والطفولة وأكثر بعد. وتبدو شهرة الأطفال على منصات التواصل الاجتماعي مسألة جدلية، فإذا بهذا النوع من المحتوى يجذب كثراً ممن يستلطفون هؤلاء الأطفال، إلا أن آخرين ينفرون من فكرة إدخال أطفال في هذا العالم لما يتركه ذلك من آثار عليهم وعلى براءتهم.

تسلب الشهرة على منصات التواصل الاجتماعي الطفل طفولته وبراءته (وسائل التواصل الاجتماعي)

في السياق تأسف الاختصاصية في المعالجة النفسية روى حيدر لما بلغت إليه الأمور في تعريض الأطفال بصورة متواصلة لوسائل التواصل الاجتماعي وآثارها بالدرجة الأولى، "وقد أظهرت الدراسات أن وقت يمضيه الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي يرتبط إلى حد كبير بما يمكن أن يتعرضوا له لاحقاً من اكتئاب، أو قلق مرضي، أو غيرها من الاضطرابات النفسية. وتزيد منصات التواصل الاجتماعي بأنواعها خطر الإصابة بهذه الأمراض، وإن كانت لهذه الوسائل فوائد معينة، إذ يمضي الأطفال أوقاتاً طويلة خصوصاً ليلاً في متابعتها، ما يسبب لهم قلة النوم ويؤثر في العلاقات الاجتماعية، والنتائج المدرسية وغيرها. يضاف إلى ذلك أن التعرض لها يشجع الطفل على مقارنة نفسه مع الآخر، ويعزز الإحساس بالغيرة مما يملكه الآخر، بالاستناد إلى ما يظهر على منصات التواصل الاجتماعي، فيبدو أن الآخر على هذه الوسائل يتمتع بحياة مثالية، ويتمنى الطفل لو يملكها ما يسبب قلة الثقة بالنفس لديه".

في ضريبة الشهرة أما الأطفال الذين يحققون الشهرة على منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" و"يوتيوب" فيبدو وضعهم مختلفاً. وتشير حيدر إلى أن دماغ الإنسان يبلغ ذروة النمو في عمر 25 سنة، أما قبل هذه السن فيكون الجزء المسؤول عن ضبط العواطف والمشاعر في طور النمو، "ما يجعل الإنسان في حال عدم اتزان عاطفي وفي مواجهة أزمة هوية، لذلك فإن تعرضه للشهرة بهذه المستويات في سن مبكرة يمكن أن يؤثر في النمو الصحي لدماغه، فما يسهم في نمو دماغ الطفل في مراحل مبكرة عوامل معينة مثل التواصل مع الآخرين، والحرية باللعب والاستكشاف، وغيرها من الأمور التي تساعده على التحكم بنفسه، وبمشاعره، وبقدرته على اتخاذ القرارات المناسبة. في الوقت نفسه، تعرض الشهرة في سن مبكرة الطفل لخطر فقدان زمام الأمور في هذا المجال، وكأنه لا يعود يعرف الحدود. في مثل هذه الظروف، يمكن أن يتفوق الآخر على الطفل ويصبح تحت رحمته وسيطرته على منصات التواصل الاجتماعي بما أن المجال يكون مفتوحاً للتعليقات وتكثر فيها تلك السلبية والمؤذية. هذا ما يجعل المتابع يتفوق على الطفل الذي يبحث عن الشهرة، فيسيطر عليه ويزيد تأثيره عليه بما يضعه من تعليقات، وإعجابات، ومتابعة تترك أثراً كبيراً فيه أكثر بكثير مما تفعل بأي شخص آخر".

اتخذت أستراليا قراراً بمنع إنشاء حسابات على وسائل التواصل لمن هم دون عمر 16 سنة (وسائل التواصل الاجتماعي)

تضيف الاختصاصية في المعالجة النفسية "بمجرد تحقيق الشهرة، تتغير المعايير، وربما المبادئ أحياناً، فتختلف لدى الطفل الذي يعيش تجربة من هذا النوع عن تلك التي لدى طفل آخر في ظروف مختلفة، حتى إن نظرته إلى الأمور تختلف في هذه الحالة، ومعها مفهوم الحب لديه، فيربطه بالإعجابات والمتابعة ويعتبر أنه يتطلب كثيراً من الجهد لكسبه، لأنه يأتيه من الناس ومن أعداد معينة من المعجبين، فيرتبط مفهوم الحب لديه عندها بالمنحى المادي، وبسبب هذا الواقع يمكن أن يخسر الطفل ما لديه من جانب صادق وحقيقي في شخصيته، وما يرتبط بالمشاعر والأحاسيس، لأن الأمور تتخذ بالنسبة إليه منحى مادياً". وتتابع حيدر "من المؤسف أن الجيل الجديد بات يشعر بأن بذل الجهد، والكفاءة، والعمل، والتعليم ليست معايير مطلوبة في أيامنا هذه لكسب المال، بوجود مشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي يحققون أرباحاً خيالية من دون جهد يذكر وبأبسط الطرق الممكنة عبر تصوير فيديوهات معينة". وما توضحه حيدر أن ما يبدو سهلاً إلى هذا الحد في جني الأرباح، ليس في الواقع بهذه السهولة كما يبدو للأطفال والمراهقين والشباب عامة، لأن هذا النجاح يسرق في الواقع شيئاً من الذات، "فالطفل أو الشاب الذي يحقق الشهرة على (تيك توك)، أو غيرها من المنصات لا يمكن أن يطل بصورته الحقيقية، بل يحتاج لأن تكون إطلالاته ملائمة لما يطلبه المتابعون، وما يريدونه منه، وما يحبونه فيه. لذلك، قد لا يبدو الأثر واضحاً في الفترة الأولى، إنما في المدى البعيد، وعند بلوغ الطفل مرحلة الرشد، من المؤكد أن ذلك يترك أثراً كبيراً فيه. لذلك، يبرز دور الأهل والمدارس في نشر الوعي حول أخطار هذا الواقع الذي.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 9 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 9 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 13 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 4 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 12 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 12 ساعة
قناة DW العربية منذ 6 ساعات
بي بي سي عربي منذ ساعتين
سي ان ان بالعربية منذ 6 ساعات