تقرير وظائف ناقص.. ضباب أم تباطؤ يهز الدولار والذهب؟

تقرير وظائف أميركي تأخّر بسبب إغلاق حكومي يصدر ببيانات ناقصة. فهل يخفي النقص تباطؤاً حقيقياً، أم يخلق ضباباً مؤقتاً فقط؟

لأن المسألة ليست "وظائف" فحسب، بل هي الاختبار الذي تُبنى عليه رهانات الفائدة المقبلة، ومنها يتحدد مزاج الدولار، وحدود اندفاعة الذهب عند مستويات مرتفعة.

وقبل صدور تحديثات أكتوبر/ نوفمبر من دون معدل البطالة بعد 43 يوماً من الإغلاق، بدأت الأسواق تُسعّر الاحتمالات:

الدولار قريب من أدنى شهرين.

والأسهم في آسيا وأوروبا تخفّف المخاطرة.

43 يوماً بلا بيانات.. ماذا سيكشف التقرير؟

من المقرر أن ينشر مكتب إحصاءات العمل الثلاثاء تقرير الوظائف المؤجل لشهر نوفمبر مع تحديث جزئي لشهر أكتوبر، بعد أن حال إغلاق الحكومة الذي استمر 43 يوماً من دون جمع بيانات من الأسر.

وبسبب ذلك، لن يتضمن التقرير معدل البطالة ومقاييس أخرى.

ورغم صعوبة تفسير البيانات، يقول خبراء اقتصاد إنهم لا يعتقدون أن سوق العمل انحرفت كثيراً عن نمطها الأخير، تباطؤ وتيرة التوظيف وارتفاع معدل البطالة تدريجياً.

رسوم ترامب.. تجميد توظيف بلا تسريحات كبرى

يربط اقتصاديون هذا الضعف التدريجي بتراجع أصحاب العمل عن التوظيف، في ما وُصف بأنه صدمة ناجمة عن الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات.

الرسوم رفعت أسعار سلع عدة، ما جعل المستهلكين، خاصة من الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط، أكثر انتقائية في المشتريات، مع تقليص الإنفاق في نهاية المطاف.

ويلخّص أستاذ الاقتصاد في كلية بوسطن، برايان بيثون، الصورة بالقول إن الشركات لا ترغب في توظيف المزيد، لكنها لا تقوم بتسريح جماعي كما في فترات الركود، إذ يصبح "التوقف عن التوظيف" الحل الأسهل عند الصدمات غير المتوقعة.

وفي استطلاع أجرته رويترز، توقع خبراء اقتصاد زيادة محتملة في الوظائف غير الزراعية بمقدار 50 ألف وظيفة في نوفمبر. أما أكتوبر، فلم يتبلور تقدير متفق عليه، لكن غالبية الخبراء توقعت انخفاضاً، بينما توقع بنك بي.إن.بي باريبا تراجعاً قد يصل إلى 100 ألف وظيفة.

الدولار قرب أدنى شهرين.. والين يترقب

على وقع ترقب البيانات، تراجع الدولار إلى قرب أدنى مستوى في شهرين في بداية جلسة التداول الآسيوية الثلاثاء.

انخفض مؤشر الدولار أمام سلة من 6 عملات 0.2% إلى 98.261، مقترباً من أدنى مستوياته منذ 17 أكتوبر.

وتراجع الدولار مقابل الين 0.1% إلى 155.07 ين، وسط ترقب قرار البنك المركزي الياباني بشأن أسعار الفائدة يوم الجمعة.

في المقابل، استقر اليورو عند 1.17535 دولار، والجنيه الإسترليني عند 1.3376 دولار، في وقت أشارت فيه رويترز إلى تقدم محادثات السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا مع عرض الولايات المتحدة تقديم ضمانات أمنية على غرار ضمانات حلف شمال الأطلسي لكييف.

الذهب يتراجع.. والرهان على خفض يناير

وسط الحذر نفسه، انخفضت أسعار الذهب الثلاثاء قبل نشر بيانات رئيسية للوظائف والتضخم في الولايات المتحدة.

هبط الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 4289.17 دولارا للأوقية بحلول 0450 بتوقيت غرينتش، بينما انخفضت العقود الأميركية الآجلة 0.5% إلى 4315.8 دولاراً.

ورغم التراجع اليومي، قفز الذهب بأكثر من 64% هذا العام، محطما أرقاما قياسية عدة في 2025. وقال إيليا سبيفاك من "تيستي لايف" إن السوق قريبة جدا من أعلى مستوى سابق عند نحو 4380 دولاراً في منتصف أكتوبر، ما يفتح سؤالاً حول ما إذا كانت هناك "ثقة كافية" لمواصلة الصعود أو أن الزخم يبدأ بالتلاشي عند هذه المستويات.

وبحسب أداة فيد ووتش التابعة لسي.إم.إي، يتوقع المستثمرون بنسبة 76% خفضاً آخر بواقع 25 نقطة أساس في اجتماع يناير، بينما قد تقدم البيانات هذا الأسبوع أدلة حول وتيرة تيسير السياسة النقدية في 2026.

أما المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 1.7% إلى 62.88 دولاراً بعد أن لامست مستوى قياسياً عند 64.65 يوم الجمعة، وارتفع البلاتين 1.7% إلى 1812.8، وصعد البلاديوم 0.6% إلى 1579.44 دولاراً للأوقية.

طوكيو وأوروبا تتراجعان قبل الأرقام

الحذر امتد إلى الأسهم. في اليابان، تراجع نيكي أكثر من 1% متأثرا بهبوط أسهم شركات الرقائق وغيرها المرتبطة بالذكاء الاصطناعي قبل صدور بيانات التوظيف الأميركية. وأغلق نيكي منخفضا 1.6% عند 49373.25 نقطة ليتراجع دون عتبة 50 ألفا لأول مرة منذ 3 ديسمبر، بينما خسر توبكس 1.8% إلى 3370.5 نقطة.

سجّل سهم ياسكاوا إلكتريك هبوطا 7%، وتراجع فوجيكورا 6.7%، وهبط رينيساس 5.1% وشين-إيتسو كيميكال 4.1% كما انخفض سهم سوفت بنك 1.7% بعد أن كان قد تراجع في وقت سابق 4.5%، وتراجع أدفانتست 1.4% ومن بين 225 سهماً على نيكي، انخفض 188 وارتفع 36 واستقر سهم واحد.

وفي أوروبا، تراجعت الأسهم الثلاثاء بعد مكاسب قوية في الجلسة السابقة: هبط ستوكس 600 0.1% إلى 581.87 نقطة بحلول 08:11 بتوقيت غرينتش. كما انخفضت السوق الألمانية 0.5% والفرنسية 0.1%.

وقالت رويترز إن المستثمرين يترقبون تقارير الوظائف الأميركية لشهري أكتوبر ونوفمبر كأولى المؤشرات المهمة هذا الأسبوع التي قد تشكل توقعات السياسة النقدية في العام المقبل.

وفي قطاع الدفاع، أثّر التقدم في محادثات إنهاء الحرب في أوكرانيا سلباً على أسهم شركات الصناعات الدفاعية، تراجع راينميتال 4.3% وهينسولدت 4% وليوناردو 3.4%، وانخفض مؤشر الطيران والدفاع الأوروبي 1.9%.

كما ضغطت أسهم التكنولوجيا مع هبوط إيه.إس.إم.إل 2% وساب 1.7%، بينما واصلت أسهم البنوك ارتفاعها مؤشر القطاع +0.3% وصعد سهم يو.بي.إس 1.6% بعد رفع بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش تصنيفه من "محايد" إلى "شراء".


هذا المحتوى مقدم من Blinx - بلينكس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من Blinx - بلينكس

منذ 6 ساعات
منذ 12 ساعة
منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ ساعة
منذ ساعة
بي بي سي عربي منذ 6 ساعات
قناة العربية منذ 11 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 16 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 9 ساعات
قناة DW العربية منذ 11 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 17 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 10 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة