يفتح الاتحاد الأوروبي تحقيقًا جديدًا لمكافحة الاحتكار ضد غوغل، بسبب استخدام الذكاء الاصطناعي لمحتوى الإنترنت، في خطوة تعكس تشدد بروكسل المتزايد تجاه طرق توظيف نماذج الذكاء الاصطناعي في سوق المحتوى الرقمي، بحسب ما نشرته "بلومبرغ".ويستهدف التحقيق ما إذا كانت غوغل قد استغلت هيمنتها عبر فرض شروط غير عادلة على صناع المحتوى والناشرين، أو منحت نماذجها الخاصة أفضلية تنافسية على حساب منافسين آخرين، بما قد يؤدي إلى خنق المنافسة في سوق يتشكل بسرعة حول خدمات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.لماذا يفتح الاتحاد الأوروبي هذا الملف الآن؟ويركز تحقيق المفوضية الأوروبية على سؤالين محوريين،الأول، هل استخدمت غوغل موقعها المهيمن في البحث لفرض قواعد قد تضر الناشرين وتحد من قدرتهم على التفاوض؟أما الثاني، هل منحت غوغل لنموذجها الخاص أفضلية غير عادلة عبر آليات العرض والتلخيص الذكي داخل نتائج البحث؟وترجع أهمية هذه النقطة إلى أنّ الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة مساعدة للبحث، بل أصبح واجهة تستهلك المحتوى وتعيد تقديمه للمستخدم بشكل مختصر، وهو ما قد يقلل زيارات المواقع الأصلية ويضغط على نماذج أعمالها الإعلانية والاشتراكاتية.تركيز خاص على محتوى الناشرينوقالت المفوضية، إنها ستفحص إلى أيّ مدى تعتمد أدوات غوغل الجديدة مثل AI Overviews وAI Mode على محتوى ناشري الويب، وما إذا كان هؤلاء يحصلون على تعويض مناسب مقابل استخدام هذا المحتوى في توليد الإجابات والملخصات.وبهذا، ينتقل الصراع من سؤال "من يملك التقنية؟" إلى سؤال أكثر حساسية: "من يملك القيمة الاقتصادية للمحتوى الذي تُبنى عليه هذه التقنية؟".تعكس تصريحات مفوضة المنافسة في الاتحاد الأوروبي تيريزا ريبيرا، أنّ القضية ليست فقط نزاعًا تقنيًا، بل إشارة تنظيمية لحماية الصحافة الرقمية وصناع المحتوى، وضمان منافسة عادلة في أسواق الذكاء الاصطناعي الناشئة.ويعني ذلك، أنّ أوروبا تسعى لوضع قواعد تمنع تحويل الذكاء الاصطناعي إلى قناة إعادة توزيع للقيمة لصالح المنصات الكبرى فقط، مع إبقاء المنتجين الأصليين للمحتوى ضمن معادلة العائد.ما الذي قد يترتب على ذلك؟إذا انتهى التحقيق إلى وجود ممارسات مناهضة للمنافسة، فقد تواجه غوغل ضغوطًا لإعادة ضبط شروط التعامل مع الناشرين، أو تعديل آليات عرض المحتوى الملخص، أو وضع نماذج تعويض أكثر وضوحًا.كما قد يشكل هذا التحقيق سابقة تنظيمية تؤثر في شركات أخرى تقدم خدمات بحث وتلخيص تعتمد على المحتوى المفتوح على الإنترنت.(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
