توقع خبراء اقتصاد تسجيل نمو الوظائف في الولايات المتحدة، تحسنًا ملحوظًا في نوفمبر، بعد انخفاض مرجح في عدد الوظائف غير الزراعية في أكتوبر، نتيجة خفض الحكومة الاتحادية للتكاليف، في تطور يعكس سوق عمل يضعف تدريجيًا دون أن يدخل في موجة تسريح جماعي للعمال.صعوبات في قراءة الصورة كاملةمن المقرر، أن ينشر مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل اليوم الثلاثاء، تقرير الوظائف المؤجل لشهر نوفمبر، إلى جانب تحديث جزئي لأرقام أكتوبر. ولن يتضمن التقرير، معدل البطالة ومقاييس أخرى لسوق العمل، بعدما حال إغلاق الحكومة الذي استمر 43 يوما دون جمع بيانات الأسر، ما يجعل قراءة الاتجاهات أكثر تعقيدًا للمحللين وصناع القرار.ويرى خبراء الاقتصاد، أن صعوبة تفسير البيانات لا تعني تغير الصورة العامة؛ إذ يعتقد أغلبهم أن سوق العمل الأميركي لم يخرج كثيرًا عن نمطه الأخير القائم على تباطؤ وتيرة خلق الوظائف، وارتفاع معدل البطالة تدريجيا مع مرور الوقت. ويعزون هذا المسار، إلى تراجع شهية الشركات للتوظيف في ظل ما يصفه البعض بـ"صدمة الرسوم الجمركية الشاملة" التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات.وأدت هذه الرسوم، إلى ارتفاع أسعار العديد من السلع، ما دفع المستهلكين، خاصة من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط، إلى أن يصبحوا أكثر حذرا في الشراء وتقليص الإنفاق، وهو ما انعكس على قرارات التوظيف في قطاعات مرتبطة بالطلب الاستهلاكي.تأثير الرسوم الجمركيةيوضح برايان بيثون، أستاذ الاقتصاد في كلية بوسطن، أن الشركات الأميركية "لا ترغب في توظيف مزيد من العاملين، لكنها في الوقت نفسه لا تلجأ إلى تسريحات واسعة كما يحدث في فترات الركود الحاد". ويشير إلى أنه عندما تتعرض الشركات الكبيرة لصدمة غير متوقعة، يكون أسهل حل أمامها هو وقف التوظيف الجديد بدلا من خفض أعداد العاملين الحاليين بشكل كبير.أظهر استطلاع أجرته رويترز وشمل خبراء اقتصاد توقع زيادة محتملة في عدد الوظائف غير الزراعية بنحو 50 ألف وظيفة في نوفمبر، بما يعكس استمرار نمو الوظائف في الولايات المتحدة ولكن بوتيرة أضعف من فترات سابقة. وفي المقابل، لم يتوصل الخبراء إلى تقدير موحد لأرقام أكتوبر، لكن أغلبية التقديرات ترجح انخفاضا في عدد الوظائف خلال ذلك الشهر.وتوقع بنك بي إن بي باريبا، تراجعًا يصل إلى 100 ألف وظيفة في أكتوبر، في إشارة إلى أثر خفض الإنفاق الحكومي وضغوط الرسوم الجمركية في تهدئة الطلب داخل سوق العمل، مع بقاء الصورة العامة بعيدة حتى الآن عن موجة ركود حادة، لكنها تعكس تدرجا واضحا في تباطؤ النشاط الاقتصادي.(رويترز)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
