من تدمر وإدلب إلى سيدني.. تشابه كبير واختلاف واحد

شهدت ثلاث مناطق متباعدة جغرافيا خلال أيام متقاربة هجمات دامية أعادت طرح أسئلة جوهرية حول طبيعة التهديدات الأمنية العابرة للحدود.

في شمال غرب سوريا، قُتل أربعة عناصر من قوى الأمن الداخلي السورية في هجوم مسلح استهدف دورية تابعة لإدارة أمن الطرق في ريف إدلب الجنوبي، وفق ما نقلته

وكالة الأناضول عن وزارة الداخلية السورية.

وفي وسط البلاد، هزّ هجوم مسلح مدينة تدمر، حيث قُتل جنديان أميركيان ومترجم مدني أميركي خلال اجتماع أمني مشترك قرب القاعدة، قبل أن تؤكد دمشق وواشنطن مقتل المنفذ لاحقا، حسب موقع

فرنس 24

وفي الطرف الآخر من العالم، شهدت مدينة سيدني الأسترالية إطلاق نار خلال احتفالات عامة، وفق

ذا سيدني مورنينغ هيرالد أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، في حادثة أعادت الجدل حول خلفيات المنفذين وإمكانية ارتباطهم بأطر أوسع من مجرد تحرك فردي.

هذه الوقائع الثلاث، على اختلاف مسارحها، تطرح سؤالا واحدا: هل نحن أمام هجمات نفذتها "ذئاب منفردة"، أم أمام خلايا نائمة جرى تفعيلها في لحظة محددة؟

Police1 الخلية النائمة بأنها مجموعة سرّية من العناصر، غالبا ما تكون مرتبطة بدولة أجنبية أو بتنظيم متطرف، تعيش داخل مجتمع مستهدف من دون نشاط ظاهر، وتبقى "خامدة" لفترات طويلة إلى أن تتلقى أوامر بتنفيذ مهمة محددة، قد تشمل أعمالا إرهابية أو تخريبية أو تجسسية أو عنفا موجها.

وتكمن خطورة هذه الخلايا، بحسب المصدر نفسه، في قدرتها على الاندماج الكامل في المجتمع المحيط، أحياناً لسنوات، من دون إثارة أي شبهات، على عكس المنفذين الاندفاعيين أو الذئاب المنفردة.

وتشير Police1 إلى أن عناصر الخلايا النائمة غالباً ما يكونون مدربين تدريبا عاليا، بعضهم تلقى تدريبات عسكرية أو استخباراتية، ويتمتعون بصبر استراتيجي وقدرة على الانتظار الطويل، مع اعتمادهم على دعم لوجستي ومالي من شبكات عابرة للحدود.

ووفق التعريف ذاته، فإن عمليات هذه الخلايا لا تكون عشوائية، بل مخططة ومنسقة، وغالبا ما تنفذ في توقيت يخدم أهدافا أيديولوجية أو سياقات جيوسياسية أوسع.

مؤسسة جامس تاون فتعرف "النائم" بأنه عنصر يعمل تحت غطاء عميق في بيئة معادية، بهدف الإفلات من الأجهزة الأمنية وإنجاز مهمته.

وتورد المؤسسة، في تقريرها حول الخلايا النائمة والذئاب المنفردة، تفاصيل إرشادات نُشرت على منتديات متطرفة حول كيفية التخفي، من إتقان لغة ولهجة المجتمع المحلي، وتغيير المظهر بما لا يعكس الأصل، إلى استخدام هويات مزيفة، واختيار أماكن السكن بعناية، والتدرّب على الأسلحة والمراقبة والتقنيات الرقمية.

وتشير الدراسة إلى أن بعض التيارات المتطرفة برّرت سلوكيات تتعارض مع العقيدة الدينية.

معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى فإن "الذئاب المنفردة" هم أفراد ينفذون أعمالا مسلحة بشكل فردي، باستخدام وسائل مختلفة، بدوافع قد تكون عقائدية أو أيديولوجية أو نفسية أو اجتماعية، من دون ارتباط تنظيمي واضح، ومن دون صلة مباشرة بشبكات على الأرض في الدولة المستهدفة.

ويعود استخدام مصطلح "الذئب" إلى دلالته الرمزية، باعتباره حيوانا يتميز بالقدرة على اقتناص الفرص والمباغتة.

ويميز المعهد بين نوعين من الذئاب المنفردة: الأول تحركه دوافع نفسية أو اجتماعية، كالأزمات العائلية أو المهنية، فيسعى المنفذ إلى الانتقام أو لفت الانتباه؛ أما النوع الثاني، وهو الأخطر، فيتحرك بدوافع أيديولوجية أو عقائدية أو قومية.

ويشير التقرير إلى أن هذا المصطلح برز بقوة بعد هجمات نفذها أفراد في أوروبا والولايات المتحدة، تبيّن لاحقا أنهم لا يظهرون مظاهر تدين أو تشدد، وبعضهم كان يعيش أنماط حياة بعيدة ظاهريا عن الخطاب المتطرف.

ويضيف معهد واشنطن أن تنظيم "داعش" نفسه كشف في كتيبات أمنية، وضعت أصلا لعناصر "القاعدة"، إرشادات للذئاب المنفردة والخلايا النائمة في الدول الغربية، تركز على عنصر المفاجأة وتشفير الاتصالات وتجنب السلوكيات التي قد تثير انتباه الأجهزة الأمنية.

وتكمن المعضلة الأساسية، وفق التقرير، في صعوبة رصد هؤلاء الأفراد، لأنهم لا ينتمون إلى بيئات دينية أو تنظيمية واضحة، وغالبا ما يتم اكتشافهم فقط بعد تنفيذ الهجوم، عبر تسجيلات كاميرات المراقبة.


هذا المحتوى مقدم من Blinx - بلينكس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من Blinx - بلينكس

منذ 7 ساعات
منذ ساعة
منذ 8 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 17 ساعة
قناة DW العربية منذ 11 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 17 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 14 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 10 ساعات
بي بي سي عربي منذ 6 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 9 ساعات
قناة العربية منذ 12 ساعة