أربيل / عراق اوبزيرفر
شهد مقر المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني في منتجع صلاح الدين، اليوم الثلاثاء، اجتماعا مطولا جمع وفدين عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، في لقاء وصف بأنه مفصلي في مسار التفاهمات السياسية داخل إقليم كوردستان وعلى مستوى الحكومة الاتحادية.
الاجتماع، الذي انطلق عند الساعة الحادية عشرة صباحا واستمر حتى الثالثة بعد الظهر، أي قرابة أربع ساعات، يأتي في توقيت بالغ الحساسية، مع اقتراب موعد انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان الاتحادي في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، وما يرافقه من استحقاقات دستورية تتعلق بمنصب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومات.
وفي هذا السياق، أكد عضو الاتحاد الوطني الكردستاني محمود خوشناو، في تصريحات خاصة لـ عراق أوبزيرفر ، أن اللقاء انتهى بحالة من التفاؤل بإمكانية استئناف التواصل بين الحزبين خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن الأجواء كانت إيجابية رغم تعقيد الملفات المطروحة.
وأوضح خوشناو أن القضايا الأساسية التي جرى بحثها تمحورت حول منصب رئيس الجمهورية، إلى جانب ملف تشكيل حكومة إقليم كوردستان، فضلاً عن شكل الحكومة الاتحادية المقبلة، لافتا إلى أن هذه العناوين ستبقى على رأس جدول المفاوضات بين الطرفين في المرحلة المقبلة.
وأضاف أن الحزبين يعولان على هذه اللقاءات للوصول إلى تفاهمات مشتركة تفضي إلى نتائج ملموسة قبل موعد التاسع والعشرين من الشهر الجاري، وهو التاريخ الذي حدده رئيس الجمهورية لانعقاد الجلسة الأولى للبرلمان، مؤكدا أن نجاح هذه التفاهمات سيمنح العملية السياسية دفعة قوية نحو الاستقرار.
وشدد خوشناو على أن الوصول إلى اتفاق نهائي سيسهم في دفع الطرفين للعمل بروح من التعاون والانسجام، بما ينعكس إيجابا على المشهد السياسي في الإقليم والعراق عموما، مبينا أن الثقة ما تزال قائمة بإمكانية تجاوز الخلافات عبر الحوار.
وفي المقابل، أشار إلى أنه في حال تعذر التوصل إلى اتفاق شامل، فإن اللجوء إلى الفضاء الوطني سيكون الخيار المتاح أمام الأطراف السياسية، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذا الخيار لا يعني نهاية الحوار أو انهيار فرص التفاهم.
من جانبه، قال وفا محمد، عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، لـ عراق أوبزيرفر ، إن الاجتماع عقد في تمام الساعة 11 صباحًا وانتهى عند الساعة الثالثة عصرا، واستمر أربع ساعات متواصلة، ما يعكس جدية النقاشات وحجم الملفات التي تم تداولها خلال اللقاء.
ويأتي هذا الاجتماع بعد فترة من التوتر والتباين في المواقف بين الحزبين، على خلفية الخلافات المتعلقة بالرئاسات وتشكيل الحكومات، إلا أن استمرار اللقاءات الثنائية يعكس حرص الطرفين على تجنب التصعيد والدفع باتجاه حلول سياسية توافقية.
ويرى مراقبون أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مآلات هذا الحوار، خصوصا مع اقتراب الاستحقاقات الدستورية، إذ إن أي تفاهم كوردي كوردي من شأنه أن ينعكس بشكل مباشر على شكل التحالفات داخل البرلمان الاتحادي، وعلى مسار تشكيل الحكومة المقبلة.
هذا المحتوى مقدم من عراق أوبزيرڤر
