روسيا تعلن رفض "هدنة عيد الميلاد": نريد تسوية نهائية للنزاع في أوكرانيا

أعلنت روسيا، الثلاثاء، رفض المقترح الأوكراني بشأن "هدنة عيد الميلاد"، مؤكدة أنها تسعى إلى تحقيق "سلام طويل الأمد"، وهي غير مستعدة لاستبداله بحلول قصيرة الأجل، مشيرة إلى أنها لا تعتزم "تقديم تنازلات" بشأن مسألة الأراضي في محادثات أوكرانيا، ولن توافق "تحت أي ظرف" على نشر قوات غربية.

وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، إن "هدنة عيد الميلاد" التي اقترحتها أوكرانيا ستعتمد على ما إذا كان سيجري التوصل إلى اتفاق سلام أم لا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إن كييف تؤيد فكرة وقف إطلاق النار، ولا سيما بالنسبة للضربات على البنية التحتية للطاقة، خلال فترة عيد الميلاد.

ورداً على سؤال حول الفكرة، قال المتحدث باسم الكرملين: "السؤال الآن هو ما إذا كنا، كما يقول الرئيس (دونالد) ترامب، سنتوصل إلى اتفاق أم لا".

واستبعد بيسكوف أن تشارك روسيا في هذه الهدنة إذا كانت أوكرانيا تركز على "حلول قصيرة الأجل وغير قابلة للاستمرار" بدلاً من تسوية دائمة، مضيفاً: "موقفنا معروف جيداً، وثابت، وشفاف، ومفهوم للأميركيين. ونحن على يقين من أنه مفهوم أيضاً للأوكرانيين".

قال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إن اجتماع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع الوفد الأميركي، استمر لأكثر من 5 ساعات، وأسفر عن "إحراز تقدم كبير".

وتابع: "إذا كان لدى الأوكرانيين رغبة جامحة في استبدال التوصل إلى اتفاقٍ بحلول قصيرة الأجل وغير قابلة للتطبيق لفترة طويلة، فمن غير المرجح أن نكون مستعدين للمشاركة بهذا"، وفق ما أوردت وكالة "تاس" الروسية للأنباء.

ومضى قائلاً: "نريد السلام، لا نريد هدنة.. لمنح أوكرانيا فرصة لالتقاط الأنفاس والتجهيز لاستئناف الحرب. نريد وقف هذه الحرب، وتحقيق أهدافنا، وحماية مصالحنا، وضمان السلام في أوروبا مستقبلاً. هذا ما نريده".

وأشار بيسكوف، إلى أن موسكو لم تطلع بعد على تفاصيل المقترحات بشأن الضمانات الأمنية الأميركية لأوكرانيا، على غرار ضمانات حلف الناتو، التي قال مسؤولون أميركيون وأوروبيون، إن واشنطن عرضتها على كييف.

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، إن موسكو "لن توافق تحت أي ظرف من الظروف على نشر قوات الناتو في أوكرانيا".

وأضاف ريابكوف في تصريحات لشبكة ABC News الأميركية، أن "روسيا تريد إنهاء الصراع في أوكرانيا وترحب بجهود الإدارة الأميركية"، معرباً عن استعداد موسكو لبذل "الجهود لتجاوز الخلافات في مناهج حل النزاع في أوكرانيا".

وأشار إلى أن روسيا "لا تزال تجهل ما اتفقت عليه وفود أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة في برلين بشأن تسوية النزاع الأوكراني"، مضيفاً: "نحن على وشك تسوية الأزمة الأوكرانية".

وفيما يتعلق بملف الأراضي، شدد ريابكوف على أن روسيا "لا تنوي تقديم تنازلات بشأن دونباس وخيرسون وزابوروجيا، وشبه جزيرة القرم".

في سياق آخر، اتهم جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، المسؤولين البريطانيين، بأنهم يخططون لـ"ابتزاز" الولايات المتحدة من خلال "آفاق التقارب" بين أوروبا والصين.

وذكر بيان المكتب الصحافي للجهاز: "وفق خطة المسؤولين البريطانيين، قد يصبح ابتزاز الأميركيين من خلال آفاق التقارب بين أوروبا والصين، وسيلة للتأثير على البيت الأبيض، وتم الاتفاق على أن لندن وباريس وبرلين ستبلغ واشنطن باستعدادها لبدء التحرك نحو بكين إذا استمرت الولايات المتحدة تقديم الاتفاق بشأن أوكرانيا الذي لا يناسب الأوروبيين"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي".

قالت الخارجية الروسية إن تجميد الاتحاد الأوروبي للأصول الروسية "عمل غير قانوني إطلاقاً"، معتبرة أن التصرف في الأصول السيادية الروسية يُعد "سرقة سافرة وواضحة".

وفيما بتعلق بقضية الأصول الروسية المجمدة، أفاد الجهاز بأن مسؤولين بريطانيين رفيعي المستوى "يمارسون ضغوطاً مكثفة"، خلال اتصالاتهم مع الاتحاد الأوروبي، لـ"سرقة" الأصول الروسية المجمدة.

وذكر البيان: "بحسب المعلومات التي تلقاها الجهاز، يقوم القادة البريطانيون رفيعو المستوى، في اتصالاتهم مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي، بالضغط بشكل يائس على بروكسل لتمرير قرارها بشأن الاستيلاء على الأموال الروسية المجمدة بمنصة يوروكلير في بلجيكا".

وأشارت الاستخبارات الخارجية الروسية، إلى أن لندن تدعو المفوضية الأوروبية لتبرير سرقة الأموال الروسية باستخدام ثغرات في معاهدة عمل الاتحاد الأوروبي والاستشهاد بـ"ظروف استثنائية"، بحسب البيان.

"تفاؤل" بشأن تقدم المفاوضات

يأتي ذلك فيما عرضت الولايات المتحدة تقديم "ضمانات أمنية" على غرار ضمانات حلف الناتو لكييف، بينما أفاد مفاوضون أميركيون وأوروبيون، بإحراز تقدم في محادثات إنهاء الحرب مع روسيا، لكن التوصل إلى اتفاق بشأن التنازل عن أراض "لا يزال بعيد المنال".

وقال مسؤولون أميركيون، إن المبعوثين اللذين أرسلهما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قدما هذا العرض "غير المسبوق" في محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في برلين، لكنهم حذروا من أن مثل هذا الاتفاق لن يكون مطروحاً على الطاولة إلى الأبد.

وأدت المحادثات في العاصمة الألمانية، إلى بعض التفاؤل من القادة الأوروبيين بشأن مسار إنهاء الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، لم توافق موسكو حتى الآن على أي من التغييرات التي نوقشت في ألمانيا ولم تبد أي استعداد للقيام بذلك.

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومسؤولون أوربيون وأوكرانيون "إحراز تقدم كبير" نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، خلال محادثات في العاصمة الألمانية برلين.

وقال ترامب بشأن الاتفاق على إنهاء الحرب خلال حديثه في البيت الأبيض، بعد أن دعا إلى مأدبة عشاء شارك فيها المسؤولون الرئيسيون في برلين "نحاول إنجاز ذلك"، مضيفاً: "أجرينا محادثات عديدة مع الرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين، وأعتقد أننا أقرب الآن مما كنا عليه في أي وقت مضى وسنرى ما يمكننا القيام به".

وقال مسؤول مطلع، إن الولايات المتحدة تميل أيضاً إلى سحب أوكرانيا قواتها من منطقة دونيتسك في الشرق، فيما سيكون "تنازلاً كبيراً" قد يتسبب في رد فعل عنيف في أوكرانيا.


هذا المحتوى مقدم من قناة الرابعة

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة الرابعة

منذ 10 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
قناة اي نيوز الفضائية منذ 10 ساعات
عراق 24 منذ 3 ساعات
قناة السومرية منذ ساعة
كوردستان 24 منذ 10 ساعات
قناة السومرية منذ 6 ساعات
قناة السومرية منذ 9 ساعات
قناة السومرية منذ 21 ساعة
قناة السومرية منذ ساعتين