لحم الغزال بـ30 دولارا وزوج للتربية بـ1700.. عراق اوبزيرفر تتبع توسع السوق الفاخرة في العراق

في عراق تتقاطع فيه الأزمات الاقتصادية مع تحوّلات الذائقة الاستهلاكية، تشق لحوم الغزلان طريقها بهدوء إلى موائد فئة من العائلات والمطاعم الراقية، لتتحول من رمز بري للجمال والرشاقة إلى طبق فاخر تحدد قيمته بالدولار. فبين محميات طبيعية تكافح للحفاظ على ما تبقى من هذا الحيوان المهدد، ومزارع أهلية توسع نشاطها استجابة للطلب المتصاعد، تتشكل ظاهرة جديدة تثير أسئلة بيئية واقتصادية وأخلاقية في آن واحد.

خلال السنوات الأخيرة، شهد العراق تزايدًا ملحوظا في الإقبال على لحوم الغزلان، على الرغم من التحذيرات المتكررة من خطر انقراض بعض أنواعها، لاسيما في مواسم التزاوج. هذا الإقبال لم يعد مقتصرا على فضول محدود، بل تحول إلى سوق قائمة بذاتها، تغذيها مطاعم تسعى للتميز، وزبائن يبحثون عن طعم مختلف يحمل دلالة الرفاه والخصوصية.

ومع أن أسعار هذه اللحوم تعد مرتفعة مقارنة باللحوم التقليدية، إلا أن ذلك لم يشكل عائقا أمام توسع الطلب، إذ يصل سعر الكيلو الواحد إلى نحو 40 ألف دينار عراقي، أي قرابة 30 دولارا أمريكيا، وهو رقم يضع لحم الغزال في خانة الأطعمة الفاخرة بامتياز.

ويُعتبر غزال الريم الأشهر في العراق، إلى جانب غزلان فلودير المستوردة من أوروبا، وأنواع أخرى بدأت تشق طريقها إلى المزارع المحلية. هذا التنوع أتاح للمربين خيارات أوسع، وللسوق منتجات متعددة تلبي أذواقًا مختلفة.

يبلغ سعر الكيلو الواحد من لحم الغزال نحو 40 ألف دينار، فيما تصل أسعار الغزلان نفسها إلى أرقام لافتة، إذ يبلغ سعر زوج الغزلان الصغيرة (ذكر وأنثى) نحو 1500 دولار، في حين تتراوح أسعار الإناث الكبيرة غير الحامل بين 1300 و1400 دولار، وترتفع إلى ما بين 1600 و1700 دولار إذا كانت الأنثى حاملًا، أما الذكر فيتراوح سعره بين 600 و700 دولار.

المطاعم.. محرك الطلب الخفي

لا يمكن فهم تصاعد الإقبال على لحوم الغزلان دون التوقف عند دور المطاعم، ولا سيما الراقية منها، فقد اعتمدت مطاعم في بغداد ومحافظات أخرى تقديم أطباق خاصة بلحوم الغزلان، بوصفها عنصر جذب للزبائن الباحثين عن تجربة مختلفة. ويؤكد مربون أن أغلب زبائنهم من أصحاب هذه المطاعم، إضافة إلى مشاريع ترفيهية وحدائق خاصة.

طريقة الطبخ

يقول سرمد علي، طباخ في أحد المطاعم العراقية في حديث لـ عراق اوبزيرفر ، إن طرق تحضير لحم الغزال تتنوع من الشواء في الفرن مع الخضار، إلى تقديمه مع الأرز بطريقة تقليدية مزينة بالمكسرات والفواكه، وصولا إلى طهوه على الحطب لساعات طويلة وهذا يسمى الغزال المدخن .

ويشير إلى نقطة مهمة، قائلاً: إن الطلب على لحوم الغزال غير مرتفع (خاصة في المطعم الذي يعمل به)؛ فالأسعار لا تبدو مناسبة للكثير من العائلات العراقية لاسيما متوسطة الدخل .

محميات في مواجهة السوق

يمتلك العراق عدة محميات طبيعية مخصصة لرعاية الغزلان، من بينها محمية ساوة في السماوة، ومحمية علي الغربي، اللتان تعنيان بغزلان الريم على وجه الخصوص. وتتميز هذه الغزلان برشاقتها وطولها الذي يتراوح بين 90 و130 سنتيمترا، إضافة إلى قدرتها على التكيف مع البيئات الجبلية والصحراوية.

غير أن المختصين يعزون تراجع أعداد الغزلان في العراق إلى عوامل عدة، أبرزها الحروب المتعاقبة، والجفاف، والصيد الجائر. هذه العوامل مجتمعة جعلت من الغزال حيوانا مهددا، ودفعت إلى إطلاق مبادرات أهلية لتربيته، في محاولة للحفاظ عليه ومنع انقراضه.


هذا المحتوى مقدم من عراق أوبزيرڤر

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من عراق أوبزيرڤر

منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 36 دقيقة
منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 4 ساعات
قناة السومرية منذ 5 ساعات
قناة السومرية منذ 11 ساعة
قناة السومرية منذ 3 ساعات
قناة السومرية منذ 4 ساعات
قناة الرابعة منذ 4 ساعات
قناة السومرية منذ 23 ساعة
قناة السومرية منذ 10 ساعات
قناة الرابعة منذ 3 ساعات