خالد بن حمد الرواحي. الفساد الذي لا يُرى

خالد بن حمد الرواحي

حين يُذكَر الفساد، يتبادر إلى الأذهان فورًا مشهدُ المال المسروق، أو الصفقة المشبوهة، أو الرقم الذي اختفى من بندٍ في الميزانية. غير أن أخطر أشكال الفساد لا تُقاس بالأرقام، ولا ترصدها تقارير الأجهزة الرقابية؛ لأنها لا تُسرق من الخزائن بل من القلوب. إنه الفساد الذي يسطو على أحلام الناس، ويستنزف مستقبلهم بصمتٍ لا يترك أثرًا، لكنه يترك وجعًا طويل الأمد.

ليس كل فاسدٍ من يمدّ يده إلى المال العام؛ لكن هناك من يمدّ يده إلى الفرص. فيغلق بابًا كان يمكن أن يُفتح، أو يُؤخِّر قرارًا كان يمكن أن يُنقذ، أو يُفرغ منصبًا من معناه حين يُسلَّم لغير أهله. هذا النوع من الفساد لا يترك أثرًا محاسبيًا مباشرًا، لكنه يخلّف جيلًا محبطًا، وطاقاتٍ معطّلة، وثقةً تتآكل ببطء.

حين يُحرَم شابٌّ من فرصة عملٍ عادلة، لا لقصورٍ في كفاءته؛ بل لغياب العدالة، فذلك شكلٌ صريحٌ من أشكال الفساد. وحين تُدار الملفات بعقلية التجاهل لا المسؤولية، ويُترك الناس معلّقين بين وعودٍ لا تُنفَّذ وقراراتٍ لا تُشرح، فإن المستقبل نفسه يُدار على الهامش. هنا لا يُسرق المال، بل يُسرق الأمل.

الفساد الأخطر هو ذاك الذي يُقنِع الناس بأن الجهد لا جدوى منه، وأن النزاهة عبء، وأن الطريق الأقصر ليس الأجدر؛ بل الأقرب إلى النفوذ. عندها لا نخسر مشروعًا أو وظيفةً فحسب، بل نخسر المعنى الذي يجعل العمل شريفًا، والالتزام قيمة، والوطن مساحة أمانٍ وثقة.

ويُمارَس هذا الفساد غالبًا بوسائل ناعمة لا تثير الشبهات؛ قرارٌ يُؤجَّل بلا مبررٍ واضح، وملفٌّ يُرحَّل من مكتبٍ.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرؤية العمانية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الرؤية العمانية

منذ 4 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 5 ساعات
صحيفة أثير الإلكترونية منذ 9 ساعات
شؤون عُمانية منذ 9 ساعات
إذاعة الوصال منذ 7 ساعات
هلا أف أم منذ 14 ساعة
إذاعة الوصال منذ 5 ساعات
وكالة الأنباء العمانية منذ 11 ساعة
شؤون عُمانية منذ 10 ساعات
عُمان نيوز منذ 12 ساعة