مع بلوغ العلاقات اللبنانية الإيرانية الرسمية أدنى مستوياتها منذ عقود، على خلفية رفض وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي زيارة طهران وعدم اعتماد أوراق تعيين سفير إيراني جديد لدى بيروت، إلى جانب مطالبته الاتحاد الأوروبي بإدراج قضية «الأذرع الإقليمية» ضمن أي مفاوضات مع إيران، تبرز تحركات غير معلنة داخل «حزب الله» تقودها أجنحة متشددة في صفوفه، بالتزامن مع إمساك مثلث إيراني متشدد يضم المرشد الأعلى علي خامنئي، والأمين العام لمجلس الأمن القومي علي لاريجاني، ورئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف، بمفاصل القرار الإيراني الفعلي، ما يهمّش قدرة حكومة الرئيس مسعود بزشكيان على المناورة في الملفات الخارجية الاستراتيجية، لا سيما تلك المرتبطة بالمفاوضات مع واشنطن.
وكشف مصدر مقرّب من علي لاريجاني لـ«الجريدة» عن اجتماع عُقد مساء أمس الأول، ضمّ لاريجاني، ومستشار خامنئي للشؤون الخارجية علي أكبر ولايتي، وممثلين عن قاليباف، الذي تعذّر عليه الحضور، وذلك في محاولة لرصّ صفوف التيار الأصولي المتشظي.
أوضح المصدر أن الاجتماع تناول ملف المفاوضات النووية مع واشنطن، وتطرّق إلى ما اعتبره المجتمعون «إصرار التيار الإصلاحي على المضي في التفاوض وتقديم تنازلات للجانب الأميركي».
وأضاف أن لاريجاني شدّد على رفض إدراج أي ملفات غير نووية ضمن أي مسار تفاوضي، مؤكداً أن إيران لا ينبغي أن تقبل بما سبق أن وافقت عليه خلال الجولات التفاوضية الخمس التي أُجريت مع واشنطن، والتي توقفت منذ الهجوم الإسرائيلي المفاجئ في يونيو الماضي.
يأتي ذلك في ظل معطيات تفيد بأن الاعتراض الجوهري على التفاوض يصدر عن خامنئي نفسه، الذي يرفض تقديم أي تنازلات من شأنها إحداث تغيير في وجهة إيران أو عقيدتها.
ويبدو أن هذا التباين داخل إيران ينعكس بدوره على «حزب الله».....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الجريدة
