أكد وزير الخارجية اليمني الأسبق خالد اليماني أن اليمن لم يعد كيانًا سياسيًا موحدًا، مشيرًا إلى تشكّل واقع جديد يقوم على وجود كيانين سياسيين بحكم الأمر الواقع في الشمال والجنوب، في ظل التحولات العسكرية والسياسية المتسارعة.
وأوضح اليماني، في مقال نشره موقع Middle East Forum، أن قيام دولة مستقرة في جنوب اليمن قد يمثل مكسبًا استراتيجيًا مهمًا للولايات المتحدة بكلفة أقل، خاصة مع تصاعد التنافس الدولي في البحر الأحمر وتنامي أدوار قوى إقليمية ودولية في المنطقة.
وأشار إلى أن تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي لتعزيز نفوذه في محافظتي حضرموت والمهرة أسهمت في إنهاء الوجود العسكري لفصائل موالية لجماعة الإخوان المسلمين ومتعاونة مع الحوثيين، معتبرًا أن هذه التطورات كرّست الانقسام السياسي القائم.
وفي السياق ذاته، لفت اليماني إلى أن مليشيا الحوثي أحكمت سيطرتها على شمال اليمن عبر نظام ذي طابع ديني مرتبط بإيران، ومعادي للمصالح الغربية، ويتعاون مع الحرس الثوري الإيراني، ويوفر بيئة لتسهيل تهريب السلاح وفتح المجال أمام نفوذ روسي وصيني في المجال البحري.
وحذّر من أن غياب انخراط أميركي فعّال في تطورات الجنوب قد يتيح لإيران توسيع نفوذها في البحر الأحمر، ويمنح الصين وروسيا فرصًا أكبر لتعزيز وجودهما البحري، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تقف أمام خيارين: إما التأثير في مسار الأحداث أو القبول بنتائج يفرضها الآخرون.
وأكد اليماني أن المجلس الانتقالي الجنوبي يدير مناطق الجنوب بدعم من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ويسهم في تأمين الموانئ الرئيسية، ومكافحة تنظيم القاعدة، واعتراض عمليات التهريب المرتبطة بالحوثيين، إلى جانب حماية مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية العالمية.
وأضاف أن موانئ عدن والمكلا، إضافة إلى جزيرة بريم وأرخبيل سقطرى، توفر مواقع استراتيجية موثوقة للخدمات اللوجستية البحرية ومكافحة الإرهاب، وتمنح القوات الأميركية إمكانية وصول بحري أكثر استقرارًا مقارنة بمناطق خاضعة لنفوذ إيراني.
وختم اليماني بالتأكيد على أن وجود إدارة جنوبية مستقرة ومتوافقة مع الغرب ينسجم مع أولويات الأمن القومي الأميركي، خصوصًا في ما يتعلق بحماية سلاسل الإمداد العالمية، وتأمين طرق الملاحة الدولية، والحد من نفوذ وكلاء إيران، ومنع توسع الصين وروسيا في البحر الأحمر وخليج عدن.
هذا المحتوى مقدم من نافذة اليمن
