أكد الدكتور أيمن أبو عمر، عضو المكتب الفني لمفتي الديار المصرية، أن البيان الختامي الصادر عن المفتي لاقى استحسانًا واسعًا وقبولًا وتأييدًا من جميع المشاركين، مشيرًا إلى أن هذه الفعالية تمثل الندوة الدولية الثانية، بعد الندوة الأولى التي جاءت بعنوان «الفتوى والأمن الفكري».
وأوضح الدكتور أيمن أبو عمر، خلال مداخلة هاتفية بحلقة برنامج "مع الناس" المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن الندوة التي عُقدت يومي 15 و16 ديسمبر جاءت بعنوان «الفتوى وقضايا الواقع الإنساني نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات»، وهو عنوان يعكس أهمية الندوة في توقيتها الحالي، خاصة أنها تزامنت مع اليوم العالمي للإفتاء الموافق 15 ديسمبر، وبمناسبة رعاية كريمة من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما منحها ثقلًا دوليًا كبيرًا، وبإشراف كامل من فضيلة المفتي الأستاذ الدكتور نظير عياد، وبمشاركة دولية مشرفة.
وأشار إلى أن الندوة حملت رسالة بالغة الأهمية تؤكد ضرورة العيش في اللحظة الإنسانية الراهنة بقدر عالٍ من المسؤولية، في ظل واقع شديد التعقيد تتقاطع فيه الحروب والنزاعات مع الأزمات الصحية والاقتصادية، إلى جانب اضطراب منظومة القيم وسوء توظيف الفتوى من قبل أصحاب الأفكار المتطرفة، وهو ما يُحدث إرباكًا كبيرًا داخل المجتمعات.
وأكد عضو المكتب الفني لفضيلة مفتي الديار المصرية أن الندوة شددت على أن الفتوى ليست مجرد حكم فقهي يُقال وينتهي، وإنما هي مسؤولية أخلاقية وإنسانية تمس حياة البشر وكرامتهم وأمنهم، وتتطلب وعيًا حقيقيًا بالواقع الإنساني، مشددًا على أن الفتوى قرار مؤثر في مصائر الناس وليست كلامًا عابرًا.
ولفت إلى أن من أبرز مخرجات الندوة التأكيد على أن القضية الفلسطينية ليست شأنًا سياسيًا فقط، بل قضية إنسانية وأخلاقية وشرعية في المقام الأول، حيث جاء البيان حاسمًا في التنديد بالجرائم والانتهاكات التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني، إلى جانب الإعلان عن حزمة من المخرجات العملية والمؤسسية، من بينها إطلاق نموذج «الفتوى الذكية»، وإنشاء منصة «الفتوى من أجل الإنسانية» متعددة اللغات، وتدشين بنك الفتاوى التنموية العالمي، فضلًا عن إطلاق «ميثاق الفتوى والكرامة الإنسانية» كمرجعية أخلاقية عالمية تضبط مسار الفتوى في القضايا الإنسانية الكبرى.
هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال
