لا أفضل الخلط بين الرياضة والسياسة، حيث إن إدخال السياسة إلى الملاعب يفسد المعنى ويشوّه المتعة. ويُقال أيضًا إن كل شيء في الحياة سياسة. وبين هاتين المقولتين المتقابلتين، تضيع أحيانًا مساحة أكثر اتزانًا للفهم؛ فليس كل ما يصل إلى الناس يصل عبر خطاب أو شعار كلامي ليكون مؤثّرًا. ولا كل ما هو سياسي يجب أن يُمارَس بوصفه سياسة مباشرة.
الرياضة، كالفن والمسرح، تعمل داخل نسقها الخاص. قوتها لا تكمن في التنظير، بل في الفعل. اللاعب الذي يدخل الملعب ليلعب بصدق، ويبدع دون ادعاء، ويعيش لحظة شبابه بعفوية، لا يقدم موقفًا سياسيًا معلنًا، لكنه يصنع معنى عامًا يتجاوز الملعب: معنى الانتماء، والفرح المشترك، والعمل الجماعي، والقدرة على الاجتماع حول شيء جميل في زمن مثقل بالتوتر.
في هذا السياق، يمكن النظر إلى يزن النعيمات بوصفه أكثر من لاعب كرة قدم. فحضوره لم يكن قائمًا على خطاب أو رمزية مصطنعة، بل على أداء صادق جعل الناس تلتف حوله دون تنظير أو تأطير أو وصاية. من خلال اللعب النظيف، والالتزام، والفرح البسيط، حكى عن الهوية الأردنية أكثر مما تفعل كثير من الخطابات، وجسّد معنى اللحمة الوطنية بالفعل، لا بالشعارات الرنانة.
ولعل السؤال الأعمق هنا ليس عمّن يصل إلى البرلمان، بل عمّن يملك أصلًا القدرة على جمع الناس. تخيّلوا حجم الثقة الشعبية التي يمكن أن يحصدها شخص يحظى بهذا القدر من القبول العام، دون توتر، دون مشاحنة، ودون خطاب تعبوي. مفارقة كهذه لا تقول الكثير عن الرياضة، بقدر ما تكشف حال السياسة نفسها، والمسافة التي باتت تفصلها عن الناس.
غالبًا ما يُختزل التحديث السياسي في.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية
