أغلقت الأسهم الأميركية جلسة الثلاثاء على أداء متباين، إذ أنهى مؤشر «ناسداك» التداولات على ارتفاع، بينما تراجع كل من «ستاندرد آند بورز 500» و«داو جونز» تحت ضغط هبوط أسهم قطاعي الرعاية الصحية والطاقة، في وقت قيّم فيه المستثمرون بيانات اقتصادية متأخرة لاستشراف مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال العام المقبل. وأظهر تقرير لوزارة العمل الأميركية أن الوظائف غير الزراعية ارتفعت بنحو 64 ألف وظيفة في نوفمبر تشرين الثاني، بعد انخفاضها في أكتوبر تشرين الأول نتيجة خفض الإنفاق الحكومي، في المقابل، ارتفع معدل البطالة إلى 4.6% في نوفمبر، وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي المرتبطة بالسياسة التجارية الصارمة للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي تقرير منفصل، كشفت بيانات صدرت الثلاثاء أن مبيعات التجزئة استقرت دون تغيير في أكتوبر، مقارنة بتوقعات اقتصاديين استطلعت رويترز آراءهم بارتفاع طفيف قدره 0.1%، وأشار محللون إلى احتمال تأثر الأرقام ببطء جمع البيانات نتيجة الإغلاق الحكومي الأخير.
وقال مارك هاكيت، كبير استراتيجيي الأسواق في شركة «نيشن وايد»: «هذه البيانات باتت معروفة إلى حد كبير، ومعظم المؤشرات الاقتصادية تُقرأ من زاوية تأثيرها المحتمل على الفيدرالي، والبيانات الصادرة اليوم من غير المرجح أن تغيّر الصورة بشكل كبير».
البيانات بات المستثمرون يسعّرون خفضاً في أسعار الفائدة لا يقل عن 58 نقطة أساس خلال العام المقبل، أي أكثر من ضعف الخفض البالغ 25 نقطة أساس الذي أشار إليه الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن الرئيس ترامب من المقرر أن يجري مقابلة مع عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر، الأربعاء، في إطار البحث عن مرشح لمنصب رئيس الفيدرالي.
وعلى صعيد المؤشرات، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي 302.30 نقطة، أو 0.62%، ليغلق عند 48,114.26 نقطة، كما انخفض مؤشر «إس آند بي 500» بنحو 16.25 نقطة، أو 0.24%، إلى 6,800.26 نقطة، في المقابل، ارتفع مؤشر «ناسداك المركب» 54.05 نقطة، أو 0.23%، إلى 23,111.46 نقطة.
وسجلت ثمانية من أصل 11 قطاعاً رئيسياً ضمن «إس آند بي 500» خسائر، وتصدرت أسهم الطاقة التراجعات بانخفاض يقارب 3%، مع هبوط أسعار النفط الخام إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2021.
كما تراجع قطاع الرعاية الصحية بنسبة 1.28%، بعدما هبط سهم «فايزر» 3.4% عقب توقعات الشركة بعام 2026 صعب، في ظل تراجع مبيعات منتجات «كوفيد-19» وضغوط على هوامش الربحية، وانخفض سهم «هيومانا» 6% بعد إعلان شركة التأمين الصحي عن تغييرات إدارية لم تكشف تفاصيلها.
في المقابل، قفز سهم بنك الاستثمار «بي. رايلي» بنحو 53.8% بعد إعلان الشركة تحقيق أرباح في الربع الثاني، مقارنة بخسارة في الفترة نفسها من العام الماضي، وذلك في تقرير ربع سنوي متأخر، كما صعد سهم «كومكاست» 5.4% عقب تكهنات صحفية حول احتمال دخول مستثمر ناشط على هيكل الملكية.
وفي تطور منفصل، ذكرت رويترز أن شركة «ناسداك» تقدمت بمستندات إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية لإطلاق تداول الأسهم على مدار الساعة، بعد أشهر من إعلانات مماثلة من بورصة نيويورك و«سي بي أو إي غلوبال ماركتس».
وعلى مستوى حركة السوق، فاقت الأسهم المتراجعة نظيرتها الصاعدة في بورصة نيويورك بنسبة 1.63 إلى 1، مع تسجيل 127 قمة جديدة مقابل 88 قاعاً جديداً، وفي «ناسداك»، ارتفعت أسهم 2,064 شركة مقابل تراجع 2,596 شركة، بنسبة 1.26 إلى 1 لصالح الأسهم الهابطة.
وسجل مؤشر «إس آند بي 500» 14 قمة جديدة خلال 52 أسبوعاً مقابل خمسة قيعان، فيما حقق «ناسداك المركب» 86 قمة جديدة و196 قاعاً جديداً. وبلغ حجم التداول في البورصات الأميركية 16.70 مليار سهم، مقارنة بمتوسط 16.99 مليار سهم خلال آخر 20 جلسة تداول.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
