هبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ مايو/أيار الماضي، ليخسر خام برنت مستوى 60 دولارًا للبرميل، بينما تأرجح الخام الأميركي الخفيف فوق مستوى 55 دولارًا بقليل، مع تزايد احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، الأمر الذي عزز التوقعات بتخفيف محتمل للعقوبات على موسكو.
لكن احتمالات حل أزمة أوكرانيا، تقابلها حالة من الترقب الحذر لملف فنزويلا، بعد توجيه البحرية الأميركية ضربات إلى زوارق سريعة يُشتبه في استخدامها في تهريب المخدرات قبالة سواحل في سبتمبر/أيلول.
تفاقم هذا القلق بعد تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن توجيه ضربات داخل فنزويلا نفسها أصبح "مطروحًا على الطاولة"، مضيفًا أن "أيام" الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو باتت "معدودة".
وبهذا تحوّل البلد الذي لا يضخ سوى نحو 2% من إمدادات النفط العالمية إلى بؤرة توتر كامنة قادرة على إرباك خطط تحالف أوبك+ في أي لحظة.
النفط الفنزويلي في عام 2023، امتلكت فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، بلغت 303 مليارات برميل، وفقًا لأحدث تحليل أصدرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية، أي نحو 17% من الاحتياطي العالمي، متقدمة على السعودية وروسيا. غير أن العقوبات وسوء الإدارة ونقص الاستثمارات التي استمرت سنوات حدّت من إنتاجها عند أقل من مليون برميل يوميًا.
في نوفمبر/تشرين الثاني، أشارت بيانات شحن حديثة من LSEG Eikon وشركة النفط الوطنية الفنزويلية PDVSA، نقلتها رويترز، إلى أن فنزويلا رفعت صادراتها من النفط الخام والوقود إلى 921 ألف برميل يوميًا، بما يعد ثالث أعلى متوسط شهري هذا العام، متخطية بهذا عقبات نشوب حريق كبير في أحد معامل تطوير خام حزام أورينوكو، فضلًا عن تزايد الوجود البحري الأميركي في الكاريبي.
يظل إنتاج فنزويلا هامشيًا عند نحو 1.01 مليون برميل يوميًا وسط تحالف أوبك+ الأوسع، الذي بلغ إنتاجه 43.8 مليون برميل يوميًا في أكتوبر/تشرين الأول بحسب وكالة الطاقة الدولية.
في المقابل، تضخ السعودية وحدها قرابة 10 ملايين برميل يوميًا، بينما تنتج روسيا نحو 9.3 ملايين. ومع ذلك، فإن التهديد الذي يلوح فوق كراكاس دفع وزراء من الرياض إلى موسكو لإعادة النظر في خطط الطوارئ.
قراءات متباينة يُجمع بعض كبار المحللين على أن التطورات في كراكاس خلال الأشهر المقبلة مهما بلغت حدتها، سواء من حيث الضربات المحدودة، أو الاضطرابات الممتدة، أو حتى تغيير في النظام السياسي، فإن إنتاج فنزويلا النفطي سيظل محدودًا ذا قدرة بطيئة على التعافي، وبه من التعقيد ما لا يسمح له بقلب موازين فائض المعروض الذي يعاني منه تحالف أوبك+ أصلًا.
ويتفق المحللون على ضعف احتمالية توجيه ضربات مباشرة للبنية التحتية النفطية، حيث قال رئيس قسم الجغرافيا السياسية في Energy Aspects، ريتشارد برونز، لفوربس الشرق الأوسط أن القيود السياسية ترجح عدم استهداف إدارة ترامب لمنشآت النفط الفنزويلية. وأضاف: "نعتقد أن هناك حدودًا سياسية لما قد تمضي إليه إدارة ترامب في التصعيد العسكري، وعليه فلن تستهدف الضربات المباشرة البنية التحتية النفطية الفنزويلية.
وبحسب تقديرات محللين، فإن سيناريو تدخل عسكري محدود يهدف إلى الضغط على مادورو من المرجح ألا يطال البنية التحتية النفطية بشكل مباشر. وهو ما أشار إليه محلل أبحاث أميركا اللاتينية في S&P Global Energy، نيك بلانكو، في معرض حديثه لفوربس الشرق الأوسط قائلًا إن وقوع ضربات محدودة تستهدف مواقع عسكرية أو مرتبطة بالمخدرات أو أهدافًا سياسية داخل فنزويلا، يعني محدودية المخاطر التي قد تطال النفط أو البنية التحتية المرتبطة به.
يمتلك تحالف أوبك+ طاقة إنتاجية فائضة تُقدّر بنحو 3 ملايين برميل يوميًا، تتركز في الأساس لدى السعودية والإمارات، ما يمنحه القدرة على امتصاص أي انقطاع مؤقت في الإمدادات من دون اللجوء إلى تعديل حصص الإنتاج. غير أن سيناريو اندلاع صراع ممتد أو تمرد داخلي في فنزويلا قد يحمل في طياته تأثيرًا كبيرًا، في ظل تردّي البنية التحتية للبلاد أصلًا، من محطات الكهرباء إلى الموانئ وخطوط الأنابيب. وفي هذا السياق، حذّر بلانكو من أن اتساع رقعة الصراع سيرفع المخاطر على إنتاج النفط، ولا سيما في ما يتعلق بالموانئ ومنشآت توليد الطاقة وخطوط النقل.
من جانبه، شدد بوشان باهري، المدير التنفيذي لقطاع النفط العالمي في S&P Global Energy، في تصريح لفوربس الشرق الأوسط، على أن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط
