حياكة الرمز القومي.. كواليس صناعة "علم كوردستان" بين فخامة "الساتان" ومقاومة "الراشيل"

أربيل (كوردستان 24)- في داخل إحدى الورش المتخصصة، تدور عجلات الطابعات العملاقة لترسم ألوان الشمس والراية، حيث تتحول الأقمشة الخام إلى رمز قومي يرفرف فوق المباني والساحات.

يشرف محمد فاضل على صناعة وطباعة الأعلام في إقليم كوردستان وتحدث عن التفاصيل الفنية الدقيقة والمواسم التي ينتعش فيها سوق "العلم".

يشرح فاضل في الورشة المواصفات الفنية المعتمدة، مشيراً إلى أن نوعية القماش تختلف باختلاف الغرض من الاستخدام.

يقول: "نستخدم قماش (الساتان) الفاخر للأعلام الداخلية التي توضع في المكاتب والقاعات، بينما نعتمد على قماش (الراشيل) الشبكي للأعلام الخارجية لقدرته على مقاومة الظروف الجوية".

موضحاً أن هذه الخامات يتم استيرادها بشكل أساسي من تركيا.

تتفاوت أحجام الأعلام التي تنتجها الورشة بشكل كبير لتلبي كافة الاحتياجات. وبحسب القائمين على العمل، فإن الأحجام تبدأ من الأعلام المكتبية الصغيرة (20 سم 60 سم) وتصل إلى أحجام عملاقة.

ويؤكد محمد فاضل: "أكبر علم قمنا بصناعته حتى الآن بلغت أبعاده 10 أمتار عرضاً و15 متراً طولاً".

تخضع أسعار الأعلام لمعيار الحجم ونوعية القماش والمجهود المبذول. فبينما تبدأ أسعار الأعلام الصغيرة والبسيطة من 2000 دينار عراقي، قد تصل تكلفة الأعلام العملاقة المصممة خصيصاً للمناسبات الكبرى إلى مليون دينار، كما كان الحال مع العلم الذي بلغت أبعاده (10 15) متراً، حيث تراوح سعره ما بين 900 ألف إلى مليون دينار.

يقدر الإنتاج السنوي للورشة ما بين 5000 إلى 6000 علم، ويتم تصريفها للقطاعين الحكومي والخاص. إلا أن حركة السوق ليست ثابتة، إذ ترتبط بشكل وثيق بالرزنامة السياسية والاجتماعية.

وعن ذروة الطلب، يقول محمد فاضل: "تنتعش المبيعات بشكل ملحوظ في مناسبات محددة، أبرزها يوم العلم، وأعياد نوروز، وبداية الموسم الدراسي"، مستدركاً أن "الحملات الانتخابية والدعاية السياسية تظل هي الموسم الأقوى والأكثر طلباً لطباعة الأعلام".

ويحتفل الكورد بيوم العلم، نسبة إلى اليوم الذي رُفِع فيه العلم الكوردستاني فوق مبنى البلدية بمدينة مهاباد تزامناً مع إعلان ولادة جمهورية كوردستان عام 1946.

وعلم كوردستان مكون من ثلاثة ألوان رئيسية، هي الأحمر الذي يرمز إلى التضحية التي يقدمها الشعب الكوردي في سبيل رفع الظلم عن نفسه.

والأخضر يرمز إلى طبيعة كوردستان الخلابة، أما اللون الأبيض فيرمز إلى السلم والأمان والتعايش والتسامح.

ويتوسط العلم شمس صفراء اللون لها 21 شعاعاً، ترمز إلى الديانات القديمة للكورد.

في عام 1919 أظهر الدكتور كامران بدرخان علم كوردستان للدول الأوروبية، وفي الستينيات رفع اتحاد الطلاب الكورد في أوروبا العلم ذاته في مناسبات مختلفة.

وبعد الانتفاضة الكوردية عام 1991 في إقليم كوردستان، رُفِع العلم فوق مقرات الحزب الديمقراطي والمؤسسات الإعلامية.

وأعلنت حكومة الإقليم بموجب قرار رقم 48 تاريخ 19/6/2009، يوم السابع عشر ديسمبر كانون الأول من كل عام، يوم علم كوردستان.

وبعد رفعه في ساحات القتال ضد الإرهاب، صار علم كوردستان في جميع المحافل الدولية رمزاً معروفاً لمقاومة البيشمركة.


هذا المحتوى مقدم من كوردستان 24

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من كوردستان 24

منذ 32 دقيقة
منذ 36 دقيقة
منذ 4 ساعات
منذ 40 دقيقة
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
قناة السومرية منذ ساعتين
قناة السومرية منذ ساعة
قناة السومرية منذ 4 ساعات
قناة السومرية منذ 16 ساعة
قناة السومرية منذ 21 ساعة
قناة السومرية منذ 5 ساعات
قناة السومرية منذ ساعتين
كوردستان 24 منذ 3 ساعات