كيف سيواجه الاتحاد الأوروبي ضغوط ترامب ومخاوف بلجيكا؟

ستختبر قمة قادة الاتحاد الأوروبي، يوم غد الخميس، ما إذا كان الاتحاد سيصمد، أو ما إذا كان دونالد ترامب قادرًا على تقسيمه، بحسب تحليل لصحيفة "بوليتيكو".استخدام الأصول الروسية المجمدةوبحسب التحليل، فالخلاف الخطير بين الحكومات الأوروبية بشأن استخدام الأصول الروسية المجمدة منذ الحرب الروسية على أوكرانيا لتمويل إعادة بناء البلاد، يكشف عن انقسام أعمق في جميع أنحاء القارة حول كيفية التعامل مع النظام العالمي الجديد، والضغوط غير المسبوقة من الولايات المتحدة. وفي هذا الشأن، يقول مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي مطلع على العلاقات عبر الأطلسي والاستعدادات للقمة: "إنهم يريدون أن يجعلونا ضعفاء" .ويتعين على المجلس الأوروبي هذا الأسبوع أن يفعل شيئين، ويحتاج القادة إلى نتائج ملموسة، خصوصًا فيما يتعلق بتمويل أوكرانيا. لكن الحكومات الرئيسية تقول أيضًا، إنها بحاجة إلى الدفاع عن الاتحاد الأوروبي عندما يحاول البيت الأبيض التأثير على السياسة.معضلة تمويل أوكرانيامن جهته، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقابلة تلفزيونية، إن "الاتحاد الأوروبي سيتضرر بشدة لسنوات إذا فشل في التوصل إلى اتفاق بشأن تمويل أوكرانيا، وسنظهر للعالم أننا، في مثل هذه اللحظة الحاسمة من تاريخنا، غير قادرين على الوقوف معًا والعمل للدفاع عن نظامنا السياسي في هذه القارة الأوروبية".وقال 4 مسؤولين من الاتحاد الأوروبي شاركوا في المناقشات لصحيفة "بوليتيكو"، إنّ "مسؤولي إدارة ترامب يضغطون على الحكومات الأوروبية، تلك التي يعتبرونها الأكثر ودية على الأقل، لرفض خطة استخدام 210 مليارات دولار من الأصول الروسية لتمويل أوكرانيا".وعندما اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل في أكتوبر، فشلوا في التوصل إلى اتفاق بشأن الأموال النقدية المجمدة، لأن بلجيكا عارضت ذلك. وبعد شهرين، أصبح من الواضح أن مشكلة الاتحاد الأوروبي لا تكمن في بلجيكا حقًا، بل في ترامب.وكانت المفوضية الأوروبية والعواصم الأكثر نفوذًا تتفاوض مع بعضها البعض خلال تلك الفترة، في محاولة للحصول على دعم رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر، الذي يعد دعمه حاسمًا لأن بلاده موطن لمعظم الأصول الروسية المجمدة في أوروبا. وأصبحت المناقشات أكثر كثافة خلال الأسبوع الماضي، حيث سعى الاتحاد الأوروبي إلى منح بلجيكا ضمانات.لكن احتمالات التوصل إلى اتفاق أصبحت أسوأ وليس أفضل حتى يوم أمس الثلاثاء، حسبما قال المسؤول الأوروبي الكبير.موقف بلجيكا من استخدام الأصول الروسيةوتحتاج أوكرانيا بشدة إلى التمويل لأنها تواجه عجزًا في الميزانية قدره 71.7 مليار دولار العام المقبل. وإذا لم تبدأ الأموال في التدفق بحلول أبريل المقبل، فسوف يكون لزامًا عليها أن تخفض الإنفاق العام، وهو ما قد يؤثر سلبًا على معنوياتها وقدرتها على الاستمرار في الدفاع عن نفسها، بعد مرور ما يقرب من 4 سنوات على الحرب الروسية واسعة النطاق.وتقول الحكومة البلجيكية إن "معارضتها لاستخدام الأصول الروسية لتمويل أوكرانيا، ترجع إلى الحاجة إلى حماية دافعي الضرائب لديها من الوقوع في مأزق، في حالة الحاجة إلى سداد الأموال".أما بالنسبة للدول الأوروبية الأخرى، فالأمر يتعلق بالجغرافيا السياسية الأوسع.وقد أدت حملة النفوذ الأميركية، التي شهدت تجاوز مسؤولي إدارة ترامب لبروكسل والتواصل مع العواصم، إلى انضمام إيطاليا وبلغاريا ومالطا وجمهورية التشيك إلى مجموعة الدول المعارضة.إدارة ترامب المشاكسةوقال مسؤولون أوروبيون إن "الأمر سيكون كارثة على مكانة الاتحاد الأوروبي في العالم، نظرًا للرسالة التي سيرسلها، وهذا لا ينطبق فقط على إدارة ترامب المشاكسة التي قالت في استراتيجيتها للأمن القومي التي أصدرتها في وقت سابق من هذا الشهر، إنها ستدعم القوى المتشككة في أوروبا، بل ينطبق أيضًا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يشكك علنًا في سيادة الدول السوفييتية السابقة".بدوره، قدم زعيم حزب الشعب الأوروبي الذي ينتمي إلى يمين الوسط، تقييمًا مذهلًا يوم أمس الثلاثاء بشأن تدهور حالة العلاقات، حيث قال: "من الواضح أن الولايات المتحدة لم تعد زعيمة للعالم الحر، إذ إن إدارة ترامب تنأى بنفسها عنا".ويشير التحليل إلى أن "أوكرانيا المفلسة، سوف يكون لها دور أضعف في محادثات السلام، مما يقوض فرصها في الحصول على السلام الدائم الذي تحتاجه لإعادة بناء الدمار، الذي خلفته 4 سنوات من الحرب الشاملة".وقالت رئيسة الوزراء الإستونية كريستين ميشال لصحيفة بوليتيكو عندما سُئلت عما سيحدث إذا فشل الاتحاد الأوروبي في الحصول على صفقة قرض: "ليس لدي ما أوقوله، تحتاج كييف إلى معرفة أن أوروبا ستدعم أوكرانيا مهما حدث".تمويل جهود إعادة الإعمارووفقًا لمسودة خطة سلام مسربة تفاوض عليها البيت الأبيض والكرملين، تريد واشنطن استخدام جزء من أصول روسيا المجمدة لتمويل جهود إعادة الإعمار التي تقودها الولايات المتحدة. وإن الإفراج عن الأصول المجمدة لأوكرانيا كجزء من قرض التعويضات، من شأنه أن يسمح لكييف بتحديد المكان الذي ستوجه إليه الأموال، مع سعي فرنسا إلى اتباع نهج أوروبي أولًا في الإنفاق على الأسلحة.ويمارس ترامب أيضًا ضغوطًا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتنازل عن مساحات واسعة من الأراضي شديدة التحصين وذات الأهمية الاستراتيجية في دونباس لروسيا، وهي الأراضي التي لا يسيطر عليها الكرملين حاليًا. ورفض البيت الأبيض اتهامات بروكسل بالتدخل.وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيل:لا ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد التصريحات التي صدرت من مصادر مجهولة لم تكن حاضرة في هذه المناقشات.الهدف الوحيد للولايات المتحدة هو إحلال السلام في هذا الصراع.لقد أعلن كل من الأوكرانيين والروس مواقفهم بوضوح فيما يتعلق بالأصول المجمدة.مهمتنا الوحيدة هي تسهيل العملية ذهابًا وإيابًا، والتي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى التوصل إلى اتفاق.الخيار النوويوشهدت المفاوضات المتعثرة يوم أمس الثلاثاء إثارة المسؤولين والقادة في الاتحاد الأوروبي بشكل متزايد للخيار النووي، بعد الحديث عن احتمال تمرير قرض التعويضات عبر تصويت الأغلبية المؤهلة، وتجاهل بعض البلدان والاعتراضات، والمضي قدمًا على أي حال. لكن بعض المسؤولين قالوا إن "هذا من شأنه أن يمزق كتلة ممزقة بالفعل ومن المرجح أن يغرقها في أزمة حقيقية".والبديل الآخر هو أن تقوم بعض البلدان ببساطة بتقديم قروض ثنائية محدودة، بحسب التحليل.وقالت رئيسة وزراء لاتفيا إيفيكا سيلينا لصحيفة "بوليتيكو" يوم أمس الثلاثاء: "من المهم أن تشارك بلجيكا في الصفقة، ولكن دعونا نرى إذا كان تصويت الأغلبية المؤهلة سيكون الخيار الوحيد، فلما لا؟".وأضافت: "من المهم للاتحاد الأوروبي أن يظهر قوته وكذلك قدرته على اتخاذ قرار قوي، لأننا نعمل منذ فترة طويلة بالفعل ووعدنا أوكرانيا بأننا سنساعدها بالموارد المالية، والأصول المجمدة هي حقًا مصدر جيد، وبالنسبة لبلجيكا، أعتقد أنني لا أرغب في أن تصبح المجر الثانية".وذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأسبوع الماضي، أن "دبلوماسيين حذروا من أن بلجيكا معرضة لخطر العزلة في عملية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي، نتيجة لتمردها من صفقة الأصول".(ترجمات)۔


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ 6 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
قناة العربية منذ 4 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
بي بي سي عربي منذ ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 21 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 22 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 14 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 14 ساعة