اربيل / عراق اوبزيرفر
تحل في السابع عشر من كانون الأول من كل عام ذكرى يوم العلم الكوردستاني، مناسبة تتجاوز بعدها الاحتفالي لتلامس جوهر الهوية الكوردي، وتستحضر تاريخاً طويلاً من التضحيات والنضال والبحث المستمر عن الحرية والاستقرار.
هذا اليوم لم يعد مجرد تاريخ رمزي، بل تحوّل إلى محطة وجدانية جامعة يستذكر فيها الشعب الكوردي مسيرته، ويجدّد ارتباطه براية باتت عنواناً لهويته الوطنية.
وفي هذا السياق، أكد عضو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني أحمد الهركي، في تصريح لـ عراق أوبزيرفر ، أن يوم العلم الكوردستاني يُعد يوماً مهماً ومؤثراً لدى الشعب الكوردي ، مشيراً إلى أن العلم يحظى باحترام واسع، كونه يمثل تاريخ التضحيات التي قدمها هذا الشعب عبر عقود طويلة.
وبين الهركي أن العلم الكوردستاني اكتسب خلال السنوات الأخيرة شهرة دولية كبيرة، لا سيما بعد الدور البارز الذي أدته قوات البيشمركة في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، حيث ظهر العلم في ساحات القتال والمحافل الدولية بوصفه رمزاً للشجاعة والصمود.
وأوضح أن هذا الرمز لم يعد مقتصراً على الداخل الكوردستاني، بل بات شاهداً على مسيرة نضال وطني طويلة، وتعبيراً صادقاً عن تطلعات الشعب الكردي المشروعة نحو الحرية والأمن والاستقرار.
وأشار إلى أن الاحتفال بهذا اليوم يستند إلى أساس قانوني واضح، إذ أقرّ برلمان إقليم كوردستان قانون العلم في 11 تشرين الثاني عام 1999، قبل أن تصدر حكومة الإقليم القرار رقم 48 في 19 حزيران 2009، والذي حدد السابع عشر من كانون الأول يوماً رسمياً للاحتفال بالعلم الكوردستاني.
وتحمل هذه الذكرى، التي تصادف هذا العام عامها السادس عشر منذ إقرارها رسمياً، رمزية خاصة لدى الكرد، إذ ترتبط ألوان العلم بمعان متجذرة في الذاكرة الجمعية. فاللون الأحمر يرمز إلى دماء الآباء والأجداد التي سالت في سبيل الحرية والعيش الكريم، وهو لون يختصر تاريخاً طويلاً من المواجهة والصمود. أما الأخضر، فيعكس ارتباط الإنسان الكوردس بأرضه الجبلية وطبيعته المتجددة، ويجسد الأمل بالحياة والنماء رغم قسوة الظروف.
اللون الأبيض في العلم الكوردستاني يحمل رسالة السلام والتعايش، ويعكس روح الانفتاح التي عُرف بها المجتمع الكوردي، حيث احتضن عبر تاريخه مكونات متعددة عاشت وتعايشت على هذه الأرض، ووجدت فيها ملاذاً آمناً. فيما تتوسط الشمس العلم بأشعتها الواحد والعشرين، لتكون الرمز الأبرز فيه، فهي تمثل الحقيقة والنور والحياة، وترمز إلى ثوابت لا تقبل المساومة.
ويكتسب الرقم 21 دلالة خاصة في الوجدان الكردي، إذ يرتبط بيوم 21 آذار، عيد نوروز، الذي يرمز إلى انتصار الإرادة على الظلم وبداية حياة جديدة، كما يحمل قدسية خاصة لدى الكورد الإيزيديين، ما يمنح الشمس بعداً دينياً وثقافياً إضافياً.
هذا المحتوى مقدم من عراق أوبزيرڤر
