سادت حالة من التردّد في الأسواق العالمية اليوم الأربعاء، قبيل صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة، في حين سجّل النفط والذهب ارتفاعاً على وقع إعلان أميركي بفرض حصار يستهدف صادرات الخام الفنزويلي.
في أوروبا، وبحدود الساعة 14 بتوقيت غرينتش، تراجعت بورصة باريس 0.36%، وفرانكفورت 0.18%، وزيوريخ 0.12%، بينما ارتفعت لندن 1.51% وميلانو 0.37%.
وفي وول ستريت، أشارت العقود الآجلة للمؤشرات الثلاثة الرئيسية إلى افتتاح مرتقب على ارتفاع طفيف.
وقال باتريك مانيللي، من «تيك ميل غروب» لوكالة «رويترز»: «الأسواق المالية بقيت من دون اتجاه واضح، إذ إن تقرير الوظائف الأميركي الذي كان منتظراً بشدة لم يُحدث في النهاية تأثيراً كبيراً في الأسواق».
الأسواق تراهن على نهاية دورة خفض الفائدة في أوروبا
وبحسب وزارة العمل الأميركية، ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.6% في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في أربع سنوات، في حين جرى تسجيل 64 ألف وظيفة جديدة الشهر الماضي.
وأشار التقرير، الذي تأخر صدوره بسبب الإغلاق الحكومي («شلَت داون») الذي ضرب الولايات المتحدة في مطلع الخريف، إلى أن الاقتصاد الأميركي فقد 105 آلاف وظيفة في أكتوبر.
وقالت إيبيك أوزكاردسكايا، من «سويسكوت»: «تتجه الأنظار الآن إلى بيانات التضخم الأميركية المنتظر صدورها الخميس، وهي آخر عنصر رئيسي يدخل في حسابات نهاية العام لمجلس الاحتياطي الفيدرالي».
وأضافت: «تضخم أضعف سيمنح الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) هامش مناورة أوسع».ومن المنتظر أيضاً هذا الأسبوع صدور سلسلة قرارات عن بنوك مركزية، من بينها بنك إنجلترا، والبنك المركزي الأوروبي، وبنك اليابان.
تحسّن تدريجي بقدرة شراء المنازل في أميركا خلال 2026
وارنر ترفض «باراماونت»
تراجعت أسهم «وارنر براذرز ديسكفري» 1.38% في التداولات الإلكترونية قبل افتتاح وول ستريت، بعدما رفضت العرض المقابل الذي قدّمته «باراماونت سكاي دانس» (-2.02%)، وفضّلت عرض الاستحواذ المقدّم من «نتفليكس» (+1.61%).
وأفادت الشركة في بيان بأن عرض «باراماونت»، الذي قيّم «وارنر براذرز» عند 108 مليارات دولار، «لا يصبّ في مصلحة الشركة»، موصيةً المساهمين بتفضيل عرض «نتفليكس».
النفط وشركات الطاقة
ارتفعت أسعار النفط بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، فرض «حصار كامل» على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة إلى فنزويلا أو الخارجة منها، ما يعزّز الضغط الاقتصادي على كاراكاس في ظل أزمة متصاعدة بين البلدين.
وكتب ترامب على منصته «تروث سوشيال»: «أصدر اليوم أمراً بفرض حصار كامل وشامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات الداخلة إلى فنزويلا أو الخارجة منها».
وترى سوجين كيم، المحللة لدى «إم يو إف جي»، أن «هذا القرار يمثّل تصعيداً كبيراً في الضغوط الأميركية على فنزويلا، ويأتي بعد مصادرة ناقلة نفط أخيراً، ما يرفع مخاطر حدوث اضطرابات طويلة الأمد تطاول صادرات بنحو 590 ألف برميل يومياً، يذهب معظمها إلى الصين».
ويُباع النفط الفنزويلي، الخاضع لحظر أميركي منذ 2019، في السوق السوداء بأسعار أدنى بكثير، خصوصاً إلى الصين.
ورغم ذلك، بقيت ردّة فعل الأسعار محدودة. فبحلول 13:10 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر برميل «برنت» بحر الشمال 1.71% إلى 59.93 دولاراً، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط (WTI) 1.77% إلى 56.25 دولاراً.
وأشارت كيم إلى أن «أسواق النفط لا تزال تعاني ضغوطاً هيكلية مرتبطة بوفرة المعروض، في ظل إعادة «أوبك+» قدرات إنتاج كانت متوقّفة سابقاً إلى السوق بسرعة، إلى جانب زيادة الإنتاج من منتجين آخرين».
وأضافت أن «الطلب لا يزال ضعيفاً، كما أن أي اتفاق سلام محتمل في أوكرانيا قد يخفّف القيود على النفط الروسي، ما قد يدفع الأسعار إلى مسار هبوطي على مدار العام».
الذهب يلمع والفضة عند مستوى قياسي
اقتربت أونصة الذهب من مستواها القياسي المسجّل أواخر أكتوبر عند 4,381.52 دولاراً.وارتفعت 0.53% إلى 4,324.96 دولاراً بحلول 13:10 بتوقيت غرينتش، مدفوعة بتجدّد التوترات عقب إعلان «الحصار على ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات»، ما «يعزّز الضغط على نظام مادورو في سياق توترات عسكرية متزايدة»، وفقاً لكيم، وهو ما يدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل المعادن النفيسة.
في المقابل، قفزت الفضة، الأربعاء، إلى مستوى قياسي جديد عند 66.5284 دولاراً للأونصة، فيما ارتفع البلاتين إلى 1,935.28 دولاراً، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2008.
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس
