عتبة "اقتصاد الحرب".. ألمانيا تتأهب للردع المبكر بميزانية عسكرية ضخمة

كشف تقرير حديث أن البرلمان الألماني بصدد المصادقة على أكثر من 50 مليار يورو "نحو 60 مليار دولار" من المشتريات العسكرية، في خطوة تعكس تحولًا حادًا في سياسة برلين من دولة اقتصادية حذرة إلى لاعب عسكري يرى في الردع المبكر قبل عام 2029 ضمانًا وحيدًا لاستقرار أوروبا.

وبحسب "فايننشال تايمز"، فإن أعضاء لجنة الميزانية في "البوندستاغ"، الذين يمتلكون صلاحية منع أو الموافقة على جميع مشتريات الأسلحة الكبيرة، تلقّوا طلبات للموافقة على عقود جديدة تشمل 21 مليار يورو لتجهيز الجنود بالملابس والدروع الواقية، و4 مليارات لمركبات قتالية من طراز "بوما"، ونحو 2 مليار يورو لتعزيز قدرات الاستطلاع عبر الأقمار الاصطناعية على الجناح الشرقي للناتو.

كما تشمل برامج ضخمة لمقاتلات "إف-35" الأمريكية، وطائرات "يوروفايتر تايفون" إضافية، وأنظمة دفاع صاروخي مثل "باتريوت" و"إيريس-تي"، وأكثر من 100 دبابة من طراز "ليوبارد 2 إيه 8"، و60 مروحية من طراز "شينوك"، إضافة إلى أسطول جديد من السفن والغواصات وذخائر بمليارات اليوروهات.

وكشفت مصادر أن هذه الاستثمارات تأتي ضمن إعلان "التحول الجذري في السياسة الدفاعية الألمانية" بعد الغزو الروسي لأوكرانيا العام 2022، الذي أصدره المستشار السابق أولاف شولتس، والذي دفع برلين إلى إطلاق صندوق بقيمة 100 مليار يورو لإصلاح الجيش.

من جهته ألغى المستشار الحالي فريدريش ميرتس قيود الاقتراض على الإنفاق الدفاعي ووضع هدفًا طموحًا: بناء أقوى جيش تقليدي في أوروبا، مع ميزانية إجمالية تصل إلى 650 مليار يورو للفترة 2025-2030، أي ضعف ما تم إنفاقه خلال السنوات الـ5 السابقة.

ويرى محللون أن هذا المسار السريع للمصادقة على العقود، من 46 مشروعًا في 2021 إلى 97 العام الماضي، يعكس رغبة الحكومة في تسريع عملية تعزيز قدرات الجيش، لكنه يواجه تحديات تتعلق بمواعيد التسليم الطويلة وارتفاع التكاليف؛ خصوصًا أن أولى مقاتلات "إف-35" لن يتم تسليمها إلَّا في منتصف عام 2027، كما أن الدبابات الجديدة لن تكتمل قبل عام 2030، فيما ستصل أولى طائرات "بي-8 بوسيدون" بعد 4 سنوات من طلبها.

بالإضافة إلى التسليح، يسعى وزير الدفاع بوريس بيستوريوس إلى توسيع الجيش المهني من 184 ألفًا إلى 260 ألف جندي بحلول 2035؛ تحسبًا لأي سيناريو محتمل مع روسيا، في ظل تغيّر طبيعة النزاعات وحاجة أوروبا إلى قوة ردع قوية قبل عام 2029.

ويعتقد مراقبون أن هذا التوجه العسكري المتسارع يعكس قناعة برلين بأن الردع المبكر والجاهزية العسكرية المتقدمة، هما السبيل الوحيد للحفاظ على أمن القارة، حتى لو تطلب الأمر استثمارات هائلة، وتجاوز العقبات البيروقراطية التقليدية.


هذا المحتوى مقدم من قناة الرابعة

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة الرابعة

منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ 54 دقيقة
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
كوردستان 24 منذ 8 ساعات
قناة السومرية منذ 7 ساعات
قناة السومرية منذ ساعتين
قناة السومرية منذ 21 ساعة
قناة السومرية منذ 3 ساعات
قناة السومرية منذ ساعة
قناة السومرية منذ 7 ساعات
قناة السومرية منذ 6 ساعات