قالت رشا عبد الله محمد، مؤسسة مبادرة «عطاء» لدعم التمكين الاقتصادي للمرأة، إن المبادرة تقوم على إنشاء مناحل لتربية النحل داخل قرية الجبلاء بمحافظة المنيا، باعتبارها قرية ريفية، بهدف دعم 30 سيدة معيلة من المطلقات والأرامل وذوي همم من لا يمتلكن أي مصدر دخل ثابت.

وأوضحت، في تصريحات خاصة لـ «بوابة دار الهلال» على هامش احتفالية ختام برنامج «تأثيرها»، التي أُقيمت ظهر اليوم بالمتحف المصري الكبير، وتنظمها شركة جيميناي أفريقيا بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن المبادرة تستهدف إنشاء منحل داخل 30 منزلًا خاصًا بالسيدات المستفيدات، بعد تدريبهن على تربية النحل واستخراج منتجات العسل وتجهيز المشروع بالكامل لهن.

وأضافت أن الهيكل الإداري للمبادرة سيتولى مسؤولية تسويق العسل بكل مشتقاته وإدارة المبيعات، دون تحميل السيدات أي أعباء تسويقية، بما يضمن لهن دخلًا شهريًا ثابتًا يسد احتياجتها ومن تعول، مؤكدة أن أحد أهم أهداف المبادرة هو توفير بيئة عمل آمنة للمرأة، وحمايتها من أشكال العنف المختلفة التي قد تتعرض لها داخل بيئات العمل غير الآمنة، أو أثناء التنقل في الشارع ووسائل المواصلات.

وأشارت إلى أن المبادرة انطلقت منذ نحو شهرين، وتم خلالها تنفيذ عدد من الخطوات على أرض الواقع، من بينها التنسيق مع جهات وجمعيات خيرية داخل القرية لتوفير كشوف بأسماء السيدات المستحقات للمشاركة، إلى جانب إنشاء منصة إلكترونية خاصة بالمبادرة.

وتابعت أنه جرى الاتفاق مع متخصصين من الطب البيطري وكلية الزراعة لتدريب السيدات على تربية النحل بشكل علمي، فضلًا عن التعاون مع خبراء في إنشاء المناحل لتدريبهن على الوقاية من لدغات النحل، والتعامل السليم مع الخلايا، واستخراج العسل بطريقة صحيحة دون إهدار.

وأكدت أن من أبرز المزايا التنافسية للمبادرة هو إنتاج عسل نحل طبيعي 100 في المئة بأيادٍ نسائية، مع ضمان جودة عالية، حيث تعتمد التغذية على الزهور والنباتات الطبيعية فقط دون استخدام السكر أو محلول الجلوكوز أو أي إضافات صناعية.

وعن انضمامها لبرنامج «تأثيرها» لشركة جيميناي أفريقيا، أوضحت أنها تعرفت على البرنامج من خلال موقع «فيسبوك» وتقدمت للمشاركة، وتم اختيارها للحصول على التدريب مع جيميناي في محافظة قنا، ثم تأهلت إلى المرحلة الثانية، وصولًا إلى المرحلة النهائية.

واختتمت حديثها بالتعبير عن مشاعرها أثناء مشاركتها في الحفل الختامي بالمتحف المصري الكبير، قائلة إن الشعور كان مزيجًا من الفخر والاعتزاز والقلق والحماس، مؤكدة أن وجودها في هذا المكان التاريخي منحها شعور بالحماس والدفئ الشديد، ودافعًا قويًا لتحويل مبادرة «عطاء» من حلم إلى مشروع واقعي قابل للتنفيذ على أرض الواقع.

وشهد المتحف المصري الكبير ظهر اليوم احتفالية ختام برنامج «تأثيرها»، الذي تنظمه شركة جيميناي أفريقيا بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، في إطار دعم وتمكين السيدات والفتيات وتعزيز دورهن المجتمعي.

وتضمنت الفعاليات عروضًا فنية مسرحية وغنائية لفرق من مصر والسودان، من بينها العرض الفني «ضلع مؤنث سالم»، إلى جانب عرض فيلم تسجيلي استعرض أهداف البرنامج ومحاوره، والدعم المقدم للمشاركات لتحويل أفكارهن إلى مشروعات واقعية ذات تأثير إيجابي.

ويُعد برنامج «تأثيرها» مبادرة تستهدف دعم السيدات والفتيات من خلال التدريب العملي على الريادة والقيادة، وتقديم الإرشاد والدعم الفني والنفسي، إلى جانب ورش توعوية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما يسهم في بناء قدراتهن وتعزيز ثقتهن بأنفسهن وتمكينهن اقتصاديًا. ويختتم البرنامج فعالياته اليوم بمشاركة عدد من السيدات في عرض مشروعاتهن ومنتجاتهن، في تجربة تعكس مخرجات البرنامج وتأثيره على المشاركات.

هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال