ملخص الوصول إلى عماد أمهز لم يكن سهلاً، لكنه كان يحتاج إلى دراسة الشخصية والتعرف إلى ميولها واهتماماتها عن قرب، واستعان الجيش الإسرائيلي بفتاة لا يمكن أن يخطر ببال أحد أنها مسؤولة عسكرية، بل تتولى حالياً وظيفة رئيسة شعبة الاستخبارات في سلاح البحرية الإسرائيلية.
لم يكن الصراع بين إسرائيل و"حزب الله" منذ أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 قاصراً على القصف الجوي المتبادل جنوب لبنان وشمال إسرائيل، ولا اتساع النطاق إلى العمليات الاستخباراتية التي أسفرت عن مقتل قيادات الحزب، بل شمل خطف مسؤولين استراتيجيين في قيادة "حزب الله" لجمع معلومات تساعد الجيش الإسرائيلي في تفكيك البنية العسكرية للحزب.
LIVE An error occurred. Please try again later
Tap to unmute Learn more من بين أهم القيادات العسكرية التي استهدفت العمليات الإسرائيلية خطفهم لأهداف معلوماتية، كان عماد أمهز المعروف بلقب "القبطان"، وهو المسؤول الأول عن سرية العمليات البحرية للحزب والذي يُعد مصدر إلهام لـ "الملف البحري السري" الذي يعتبر أحد أكثر مشاريع "حزب الله" سرية وتمويلاً، بل مشروعاً استراتيجياً إبداعياً وطموحاً كان الحزب يعمل عليه.
نجح الجيش الإسرائيلي في اختطاف عماد أمهز داخل لبنان في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2024، واقتاده إلى مكان مجهول للاحتجاز من دون أن يكشف عن تفاصيل عملية خطفه، ولا أية معلومات تحصل المحققون الاستخباراتيون عليها بعد تعريضه لضغوط من أجل تقديم بيانات عن مشروع الحزب.
اعتراف بعد مراوغة فاشلة وأخيراً نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" تفاصيل عملية اختطافه من لبنان التي خُطط لها مسبقاً، وكتبت الصحيفة تحت عنوان "من دون إطلاق رصاصة واحدة: كيف أسرت إسرائيل قبطان حزب الله "، مستعرضة استجابته للضغوط الإسرائيلية وتقديم معلومات وافية عن المشروع السري البحري للحزب بعد أكثر من عام على أسره.
"طوال العام الذي قضاه أسيراً، كشف عماد أمهز، الملقب بـ القبطان ، بدقة متناهية عن الصورة الكاملة وراء إحدى أكثر مبادرات حزب الله سرية وتمويلاً، وهو المشروع الاستراتيجي والإبداعي والطموح الذي أُطلق عليه اسم الملف البحري السري "، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
وحاول أمهز طول أكثر من عام مراوغة الإسرائيليين واللعب على عامل الوقت لعل شيئاً يحدث من الخارج في معادلة الصراع بين تل أبيب و"حزب الله"، ووفق الصحيفة الإسرائيلية "مرت أيام من الاستجوابات حاول خلالها كسب الوقت، والتغلب على خاطفيه، وإخفاء المعلومات، ولكن ما إن انهار سدّه، حتى أفصح عن كل شيء".
تسرد الصحيفة استجابته المتأخرة للتحقيق، قائلة "أجاب الرجل الملتحي، الجالس أمام محقق الوحدة 504، عن الأسئلة بصبر وتفصيل كبير، وبينما يرفرف العلم الإسرائيلي على الحائط خلفه، روى أمهز رحلاته إلى إيران، ورحلاته البحرية في أفريقيا".
طوال العام الذي قضاه أسيراً، كشف عماد أمهز عن اجتماعاته السرية مع رئيس أركان "حزب الله" فؤاد شكر، والتعليمات التي كانت تتدفق منه مباشرة من زعيم الحزب حسن نصرالله قبل مقتله.
الخطف والفرار وفي الثاني من نوفمبر 2024 كتب المراسل العسكري لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إيمانويل فابيان، منشوراً على منصة "إكس"، قائلاً إن وحدة الكوماندوز "شاييطت 13" التابعة للبحرية الإسرائيلية نفذت عملية في شمال لبنان ليلة أمس، أسفرت عن اعتقال مسؤول في "حزب الله" هو عماد أمهز الذي يعده الجيش الإسرائيلي "مصدراً مهماً للمعلومات" في القوات البحرية للحزب.
وأضاف المراسل "وصلت قوات شاييطت 13 من البحر، وداهمت شاليهاً على ساحل البترون، جنوب طرابلس، وأُخرج أمهز من المبنى، ثم غادرت القوات المنطقة باستخدام زوارق سريعة"، وفقاً لتقارير من لبنان، مؤكداً أن أمهز "يخضع حالياً للاستجواب من قبل الوحدة 504 التابعة لمديرية الاستخبارات العسكرية، والمتخصصة في الاستخبارات البشرية".
بعد اعترافات أمهز لا تجد تل أبيب غضاضة في الكشف عن المشروع البحري السري لـ"حزب الله" الذي تتحدث عنه للمرة الأولى، فضلاً عن تفاصيل جديدة حول عملية "الكوماندوز" لاختطاف أمهز من قلب لبنان، وهي العملية التي وصفتها الصحيفة بأنها "جريئة واستثنائية ظلت، بسبب أحداث الحرب، طي النسيان حتى الآن".
والوصول إلى عماد أمهز لم يكُن سهلاً، لكنه كان يحتاج إلى دراسة الشخصية والتعرف إلى ميولها واهتماماتها عن قرب، واستعان الجيش الإسرائيلي بفتاة لا يمكن أن يخطر ببال أحد أنها مسؤولة عسكرية، بل تتولى حالياً وظيفة رئيسة شعبة الاستخبارات في سلاح البحرية الإسرائيلية.
تلك الفتاة هي شابة تدعي (أ.) وهو اسم مستعار وتبلغ من العمر 23 سنة، ولم يكشف عن حقيقتها حتى اليوم، مظهرها نحيل وتبدو هادئة، حتى لو صادفتها في الشارع لما خطر ببالك أنها كانت المسؤولة الرئيسة عن واحدة من أكثر العمليات إثارة للإعجاب خلال الحرب.
بدأت الشابة الإسرائيلية مسيرتها المهنية باعتبارها "عربستية" في وحدة 8200، ثم انتقلت لاحقاً إلى استخبارات البحرية للعمل بوظيفة محللة، واليوم، تخدم بصفة دائمة برتبة رقيب أول، وتتمثل مهمتها في تعقب أي شخص قد يشكل تهديداً لسفن البحرية الإسرائيلية.
تتحدث الفتاة إلى الصحيفة الإسرائيلية عن العملية قائلة "في استخبارات البحرية لدينا أساليب وقدرات عملياتية تتيح لنا تتبع آثار.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

