قال الدكتور عدلي تومة، العضو المنتدب لشركة جيميناي أفريقيا، ومؤسس «سينما تاك»، وأستاذ في الجامعة البريطانية وجامعات في أمريكا، إن برنامج «تأثيرها» طموح جدًا، تحدينا فيه العادات، وبعض التقاليد، والوقت.
وأوضح عدلي تومة، في تصريحات خاصة لـ «بوابة دار الهلال» على هامش احتفالية ختام برنامج «تأثيرها»، التي أُقيمت ظهر اليوم بالمتحف المصري الكبير، وتنظمها شركة جيميناي أفريقيا بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، أنه خلال خمسة أشهر عملوا على 96 سيدة من سبع محافظات مختلفة، كلهن تعرضن لعنف بطرق مختلفة، سواء عنف جسدي أو عنف بسبب بعض العادات، أو عنف بسبب المكان، أو عنف بصور مختلفة تأثرن به، مؤكداً أن الحقيقة أن هؤلاء النساء مظلومين، لكن إذا ظللنا نتعامل معهم فقط كضحايا، سيبقى التركيز على الدعم النفسي فقط دون التمكين الحقيقي.
وأشار إلى أن البرنامج يهدف لتفعيل فكرة «تمكين المرأة» وتمكين النساء اللواتي تعرضن لظروف صعبة، سواء عنف مجتمعي أو عنف أسري أو أي نوع من أنواع العنف، بما في ذلك العنف المرتبط بالمكان، وذلك عبر توفير مصدر رزق ودخل، بالإضافة للتدريب على ريادة الأعمال، الدعم النفسي، وتمكينهن اقتصاديًا، بحيث يكون لديهن استقلال مالي وثقة بالنفس، وقدرة على التأثير الإيجابي في المجتمع.
وأضاف أن البرنامج عمل على مدار ستة أشهر، حيث تعلمن المشاركات ما يعنيه إدارة الأعمال "ريادة الأعمال"، مفهوم دعم النفس، مفهوم التمكين الاقتصادي، وابتدأن بإنشاء شركات صغيرة، واليوم يمكن رؤية 15 شركة نمت من هذا البرنامج خلال هذه الفترة القصيرة، مشيراً إلى أن السيدات المشاركات بات لديهن شعور بالسعادة والفخر، بعد أن كن في السابق في حالة تراجع اجتماعي، واليوم يحتفلن بإنجازاتهن.
وأكد أن البرنامج ركز على الأفكار المجتمعية التي تخدم البيئة المحلية، بحيث يتم تطوير المنتجات أو الخدمات بما يفيد المجتمع المحيط، ويتيح للمشاركات فرصة تشغيل أشخاص آخرين والمساهمة في التأثير المجتمعي، مع التركيز على 17 هدفًا من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، بما في ذلك المشاركة والتأثير المجتمعي، وتمكين المشاركات من العمل معًا لإنتاج أفضل النتائج.
وأشار إلى أن البرنامج يسعى حالياً لإنتاج بعض الأفلام القصيرة التي توثق قصص النجاح لسيدات وشباب، بحيث لا يقتصر البرنامج على الجانب النسائي فقط، مؤكدًا أن هناك تجارب جارية حاليًا وسيتم عرضها قريبًا، وأنه يخطط لتوسيع نطاق البرنامج ليشمل 200 سيدات عبر ست محافظات، مع إمكانية الوصول إلى 12-15 محافظة مع بداية العام المقبل.
وعن اختيار المتحف المصري الكبير لإقامة الحفل الختامي، أوضح تومة أن المتحف يمثل فخرًا وطنيًا، ويتيح الاحتفال بالسيدات المشاركات من مختلف المحافظات مثل بني سويف، الفيوم، أسيوط، أسوان، المنيا، والإسكندرية، مؤكدًا أن الحفل جاء لإتاحة أجواء احتفالية مميزة، وأن جميع المشاركات فرحن واحتفلن بإنجازاتهن، وشكر فريق العمل والمتحف على دعمهما، وخص بالذكر الدكتور أحمد غنيم لدوره المساند في إنجاح الحفل.
وشهد المتحف المصري الكبير ظهر اليوم احتفالية ختام برنامج «تأثيرها»، الذي تنظمه شركة جيميناي أفريقيا بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، في إطار دعم وتمكين السيدات والفتيات وتعزيز دورهن المجتمعي.
وتضمنت الفعاليات عروضًا فنية مسرحية وغنائية لفرق من مصر والسودان، من بينها العرض الفني «ضلع مؤنث سالم»، إلى جانب عرض فيلم تسجيلي استعرض أهداف البرنامج ومحاوره، والدعم المقدم للمشاركات لتحويل أفكارهن إلى مشروعات واقعية ذات تأثير إيجابي.
ويُعد برنامج «تأثيرها» مبادرة تستهدف دعم السيدات والفتيات من خلال التدريب العملي على الريادة والقيادة، وتقديم الإرشاد والدعم الفني والنفسي، إلى جانب ورش توعوية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما يسهم في بناء قدراتهن وتعزيز ثقتهن بأنفسهن وتمكينهن اقتصاديًا. ويختتم البرنامج فعالياته اليوم بمشاركة عدد من السيدات في عرض مشروعاتهن ومنتجاتهن، في تجربة تعكس مخرجات البرنامج وتأثيره على المشاركات.
هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال
