أعاد الذكاء الاصطناعي تشكيل واحدة من أكثر ركائز العلم حساسية، وهي مراجعة النظراء، لكن هذا التحول يحدث بهدوء لافت ودون وعي كامل من المجتمع البحثي. فوفق دراسة حديثة قادتها «فرونتيرز ميديا»، يستخدم أكثر من نصف مراجعي الأبحاث اليوم أدوات الذكاء الاصطناعي عند تقييم المخطوطات العلمية، في حين لا يزال معظم الباحثين غير متأكدين مما إذا كان الناشرون أنفسهم يوظفون هذه الأدوات خلال عملية النشر.
تحول صامت
أظهر الاستطلاع، الذي شمل 1645 باحثًا من مختلف التخصصات والمناطق، أن 53 % من مراجعي النظراء يعتمدون الذكاء الاصطناعي بشكل أو بآخر، مع زيادة واضحة خلال العام الأخير. ويكشف هذا الرقم عن انتقال جذري في آليات التحقق العلمي، حدث دون نقاش علني واسع أو سياسات واضحة تنظم هذا الاستخدام، نقلا عن موقع studyfinds.
ثغرة شفافية
رغم هذا الانتشار، أفاد نحو ثلاثة أرباع الباحثين بأنهم لا يعرفون متى أو كيف يستخدم الناشرون الذكاء الاصطناعي في عمليات التحرير أو التقييم. هذه الضبابية خلقت فجوة ثقة، إذ يرى كثيرون أن القرارات المصيرية المتعلقة بقبول أو رفض الأبحاث باتت تتأثر بأدوات غير معلنة.
ثقة محدودة
يقر 66% من الباحثين بأن الذكاء الاصطناعي يسرّع عملية النشر، لكن 21% فقط يشعرون بأنه يعزز ثقتهم بالنظام العلمي. ويعكس هذا التناقض قناعة بأن الكفاءة الزمنية لا تعني بالضرورة جودة أعلى أو نزاهة أكبر.
استخدام سطحي
المفارقة أن غالبية المراجعين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في مهام محدودة، مثل تحسين الصياغة أو تصحيح اللغة، بدلًا من توظيفه في فحص المنهجيات أو تقييم السلامة الإحصائية. وبهذا، يتحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة تحريرية أكثر منه أداة علمية تعزز الصرامة البحثية.
فرص مهدرة
يرى خبراء أن الإمكانات الحقيقية للذكاء الاصطناعي تكمن في كشف العيوب المنهجية، وتحسين قابلية الاستنساخ، واختبار الفرضيات، وهي مجالات تعاني فيها مراجعة النظراء تقليديًا. غير أن الحذر، وغياب التدريب، والخوف من الأخطاء، يحول دون استغلال هذه.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية
