هل يقود العمل الحزبي إلى إدماج "حماس" في "منظمة التحرير"؟

د. أحمد يوسف **

في أعقاب الحرب الأخيرة على غزة، يواجه المشهد الفلسطيني تحديات استثنائية، تتقاطع فيها تداعيات النزاع مع الحاجة الماسة لإعادة بناء النظام السياسي، وإعادة ترتيب الأولويات الوطنية.

حركة حماس؛ باعتبارها أحد الفاعلين الرئيسيين على الساحة الفلسطينية، تجد نفسها أمام مفترق طرق يفرض عليها التفكير في أدوات عملها السياسي وإمكانات الحفاظ على حضورها الوطني ضمن مشروع التحرر الفلسطيني؛ فالعالم يتغيّر، والإقليم يعيد رسم تحالفاته، وميزان القوى الجديد يفرض على القوى الفلسطينية مراجعة استراتيجياتها، بما يجعلها قادرة على العبور إلى المرحلة المقبلة بأقل الخسائر وبأكبر قدر من الفاعلية.

لقد أثبتت التجربة التاريخية أن المقاومة المسلحة، مهما بلغت أهميتها، لا يمكن أن تظل الإطار الوحيد للتحرك السياسي؛ فالحفاظ على المنجزات وتحويل التضحيات إلى قوة سياسية مؤثرة، يتطلب وجود أطر سياسية شرعية وقادرة على إدارة الحالة الوطنية. وفي هذا السياق، تبدو مسألة تأسيس حزب سياسي لحركة حماس خيارًا استراتيجيًا محوريًا، يسمح للحركة بالمحافظة على حضورها الشعبي والسياسي، وإدماجها ضمن مؤسسات الشرعية الفلسطينية.

ولا ريب أن تأسيس حزب سياسي لم يعد خيارًا هامشيًا أو فكرة نظرية، بل أصبح ضرورة وطنية واستحقاقًا سياسيًا في مرحلة ما بعد الحرب. فالحزب السياسي هو الإطار الأكثر قدرة على دمج الحركة ضمن المؤسسات الشرعية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتحويل حضورها الشعبي إلى قوة سياسية منظمة تعمل وفق قواعد واضحة للشراكة. هذا التحوّل لا يشكل تنازلاً عن ثوابت المقاومة، بل يتيح للحركة الانخراط الفاعل في إعادة بناء النظام السياسي، والمساهمة في صياغة برنامج وطني جامع، بما يعزز وحدة الفلسطينيين ويحمي القواسم الوطنية المشتركة.

وعلى صعيد الواقع الميداني، تظهر "حماس" قادرة على الحفاظ على تماسكها التنظيمي رغم الخسائر التي لحقت بالبنية الإدارية والأمنية خلال الحرب. وقدرتها على إدارة الملفات المدنية والخدمية، رغم التحديات، تبقى مرتكزًا أساسيًا لشرعيتها الشعبية. القاعدة الشعبية، على الرغم من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الهائلة، لا تزال تدعم الحركة، لكن دعمها مشروط بقدرة حماس على تقديم حلول ملموسة في مجالات الإعمار والخدمات وإدارة شؤون المواطنين.

داخليًا، تشهد الحركة توازنًا بين 3 تيارات رئيسة:

1. اتجاه.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرؤية العمانية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الرؤية العمانية

منذ 5 ساعات
منذ ساعتين
منذ 5 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 7 ساعات
صحيفة العربي منذ 9 ساعات
عُمان نيوز منذ 14 ساعة
إذاعة الوصال منذ 8 ساعات
صحيفة أثير الإلكترونية منذ 12 ساعة
عُمان نيوز منذ 13 ساعة
صحيفة أثير الإلكترونية منذ 9 ساعات
صحيفة الرؤية العمانية منذ 5 ساعات
برق للاخبار - عُمان منذ 7 ساعات