الهند تفرض إجراءات لمكافحة تلوث الهواء: حظر المركبات غير المطابقة وتنظيم حضور الموظفين

فرضت الهند، الأربعاء، إجراءات صارمة في العاصمة نيودلهي بهدف الحد من تلوث الهواء، شملت حظر المركبات غير المطابقة لأحدث معايير التحكم في الانبعاثات، وتنظيم حضور الموظفين في المكاتب الخاصة والحكومية.

وظل مؤشر جودة الهواء (AQI) في منطقة نيودلهي، التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة، ضمن فئة "الخطر"، خلال الأيام القليلة الماضية، وغالباً ما تجاوز 450، وتقل القراءة الجيدة عن 50.

بالإضافة إلى ذلك، ساهم الضباب الخفيف، القريب من الأرض، في أجزاء من المدينة، في تقليص مجال الرؤية، ما أثر على حركة الطيران، والقطارات.

والعاصمة الهندية نيودلهي من بين عواصم العالم التي تعاني أسوأ الأوضاع من حيث جودة الهواء؛ بسبب عمليات الحرق الزراعي، والانبعاثات الصناعية وحركة النقل البرّي

هذا المؤشر دفع لجنة إدارة جودة الهواء إلى تفعيل المرحلة الرابعة، وهي أعلى مستوى من خطة الاستجابة المتدرجة لنيودلهي والمناطق المحيطة، السبت.

وتشمل هذه المرحلة حظر دخول شاحنات الديزل القديمة إلى المدينة، وتعليق أعمال البناء، بما في ذلك المشروعات العامة، وفرض نظام التعليم المختلط، الذي يدمج بين التعلم حضورياً في المدارس، وعن بعد.

وأعلن كابيل ميشرا، وهو وزير في الحكومة المحلية، الأربعاء، أن جميع المكاتب الخاصة والحكومية في المدينة ستعمل بنسبة حضور 50%، على أن يعمل النصف الآخر من المنازل.

تعويض عمال البناء

وأضاف ميشرا، خلال مؤتمر صحافي في نيودلهي، أن جميع العمال المسجلين في قطاع البناء - كثير منهم يتقاضى أجراً يومياً - سيحصلون على تعويض قدره 10,000 روبية (نحو 110 دولارات) بسبب الحظر.

وقال وزير البيئة في نيودلهي، مانجيندر سينج سيرسا، في وقت متأخر الثلاثاء: "حكومتنا ملتزمة بتوفير هواء نظيف في نيودلهي".

وأضاف: "سنتخذ خطوات صارمة لضمان ذلك في الأيام المقبلة".

ويعد التلوث مشكلة سنوية في فصل الشتاء في نيودلهي وضواحيها، عندما يحبس الهواء البارد والكثيف الانبعاثات من المركبات، ومواقع البناء، وحرق المحاصيل في الولايات المجاورة، ما يرفع مستويات التلوث إلى معدلات بين الأعلى عالمياً، ويعرض السكان لأخطار تنفسية شديدة.

وتتعدد التقارير حول تلوث الهواء في الهند، وفي نوفمبر 2024، شهدت نيودلهي أعلى مستويات التلوث المسجلة على الإطلاق، إذ يتجاوز أحد مقاييس التلوث الحدود اليومية الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية بأكثر من 20 ضعفاً، بحسب تقارير.

ووفقاً لـ "بلومبرغ"، فإن الدراسات تُظهر أن الهواء الملوث في الهند يودي بحياة نحو مليون شخص أو أكثر سنوياً، وهو رقم ضخم لا تزال السلطات تكافح من أجل الحد منه، إذ يتنفس مئات الملايين من الهنود بعضاً من أكثر الهواء سمية في العالم على مدار العام.

وتساهم الانبعاثات من المركبات والمصانع ومحطات الطاقة التي تعمل بالفحم في الهواء الملوث، فيما يلعب البناء دوراً في هذا، وكذلك الأسر التي تشعل النيران للطهي والتدفئة.

وتوصلت دراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، معرضون لزيادة حالتهم سوءا إذا عاشوا في مناطق ترتفع فيها مستويات تلوث الهواء.

ويؤدي حرق بقايا المحاصيل في ولايات البنجاب وأوتار براديش وهاريانا وراجاستان المحيطة بالعاصمة، إلى ظهور دخان كثيف لدرجة أنه يمكن رؤيته من الفضاء.

وفي الفترات الأكثر دفئاً، يمكن أن يتشتت الدخان بسهولة أكبر، لكن الهواء البارد يمكن أن يحبس الجسيمات السامة، ويتسبب في بقائها بالقرب من الأرض، وهي حالة تعرف باسم "انعكاس درجة الحرارة"، وهذا هو السبب في أن تلوث الهواء في الهند، والموجود طوال العام، يصبح أكثر كثافة ووضوحاً خلال فصل الشتاء.

وفي عام 2023، كانت الهند موطناً لـ 9 من أكثر 10 مدن تلوثاً في العالم، وفقاً لقياس PM2.5.

وبحسب دراسة أجرتها IQAir، والتي تقول إنها تجمع البيانات من 30 ألف محطة مراقبة جودة الهواء في أكثر من 130 دولة ومنطقة، تتصدر نيودلهي القائمة بانتظام.

وذكرت الدراسة أن الهند لديها 42 من أكثر 50 مدينة ملوثة في العالم، وظلت جودة الهواء أعلى باستمرار من المستويات الآمنة على مدار العام، وعلى مستوى الدولة، كان أداء الهند أفضل قليلاً.


هذا المحتوى مقدم من قناة الرابعة

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة الرابعة

منذ 5 ساعات
منذ ساعة
منذ 3 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 6 ساعات
قناة السومرية منذ 11 ساعة
قناة اي نيوز الفضائية منذ 7 ساعات
قناة السومرية منذ 9 ساعات
قناة السومرية منذ 8 ساعات
قناة الاولى العراقية منذ 19 دقيقة
قناة السومرية منذ 12 ساعة
قناة السومرية منذ 6 ساعات
كوردستان 24 منذ 14 ساعة