ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1% يوم الأربعاء بعد أن أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بما وصفه بحظر كامل لجميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والتي تدخل أو تغادر فنزويلا، ما أدى إلى زيادة التوترات السياسية العالمية وتخفيف المخاوف من زيادة فائض النفط العالمي. وصلت عقود خام برنت الآجلة إلى 59.91 دولار للبرميل بارتفاع قدره 99 سنتاً، أي 1.68%، في تمام الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 56.20 دولار للبرميل بزيادة 93 سنتاً، أي 1.68%. مخاوف الإمدادات وتأثيرها على السوق أشارت الأسعار إلى استقرار عند مستويات منخفضة قرب أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات في الجلسة السابقة، بعد مؤشرات على تقدم محتمل في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، والتي قد تؤدي إلى تخفيف العقوبات الغربية على موسكو وتوفير الإمدادات الإضافية بينما لا يزال الطلب العالمي هشاً.
أوضح ترامب أن الحظر جاء بعد أسبوع من احتجاز ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة ساحل فنزويلا، مؤكداً اعتباره إدارة الرئيس نيكولاس مادورو منظمة إرهابية أجنبية. من جانبها، أعلنت الحكومة الفنزويلية رفضها لهذا التهديد، ووصفته بأنه «فظيع».
تحذر التحليلات من أن الحظر الأميركي يثير مخاطر واضحة على إمدادات النفط الفنزويلي، التي تمثل نحو 1% من الإنتاج العالمي، مع تركيز الإمدادات بين عدد محدود من المشترين، أبرزهم الصين، الولايات المتحدة وكوبا، بحسب المحللة مويو شو. وتعد الصين أكبر مشترٍ للخام الفنزويلي، إذ يشكل نحو 4% من وارداتها النفطية.
ارتفاع المخزونات الأميركية يحد من صعود الأسعار على الرغم من ذلك، قلّصت زيادة مخزونات البنزين والديزل في الولايات المتحدة بعضاً من زخم ارتفاع أسعار النفط الخام. وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، انخفضت مخزونات النفط الخام بمقدار 1.3 مليون برميل لتصل إلى 424.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 12 ديسمبر كانون الأول، بينما ارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 4.8 مليون برميل لتصل إلى 225.6 مليون برميل، وزادت مخزونات الديزل والتدفئة بمقدار 1.7 مليون برميل إلى 118.5 مليون برميل، وهو أعلى من توقعات المحللين. قال جيم ريتر بوش، مستشار شركة ريتر بوش وشركائه: «على الرغم من توقعنا استمرار فائض النفط بدءاً من الشهر المقبل، فإن هذا التوازن سيكون تحت ضغط موسمي لتراجع الإمدادات، بالإضافة إلى وتيرة غير معتادة لنشاط المصافي الأميركية». تحديات التنفيذ والرقابة الأميركية لا يزال من غير الواضح عدد الناقلات التي ستتأثر بالحظر الأميركي، وكيفية فرضه على الأرض، وما إذا كان ترامب سيلجأ إلى خفر السواحل للتصدي للناقلات كما فعل الأسبوع الماضي، وسط وجود سفن حربية أميركية في المنطقة. في الوقت نفسه، تنقل ناقلات النفط الفنزويلي الخام عبر طرق متعددة، بعضها تحت العقوبات، وبعضها الآخر ليس خاضعاً لها، بما في ذلك ناقلات تم تعيينها من قبل شركة شيفرون لنقل النفط إلى الولايات المتحدة بموجب تصاريح أميركية سابقة. (رويترز)
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
