أربيل (كوردستان 24)- حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء من أن روسيا تتهيّأ لخوض "سنة حرب" جديدة في أوكرانيا عام 2026، عقب تصريحات لنظيره الروسي فلاديمير بوتين أكّد فيها أن أهداف موسكو الحربية "ستتحقّق بكل تأكيد".
وقال زيلينسكي في خطابه اليومي "سمعنا اليوم إشارة جديدة من موسكو تفيد بأنهم (الروس) يستعدون لجعل السنة المقبلة سنة حرب جديدة".
وجاء ذلك تعليقا على بوتين الذي قال في وقت سابق إن روسيا ستحقق أهداف هجومها على أوكرانيا، ومنها استكمال السيطرة على الأراضي الأوكرانية التي أعلنت ضمها، وسط حراك دبلوماسي دولي لإنهاء الحرب.
وقال الرئيس الروسي أثناء اجتماع مع مسؤولي وزارة الدفاع في موسكو إن "أهداف العملية العسكرية الخاصة ستتحقق بكل تأكيد".
وأضاف "نفضّل القيام بذلك واجتثاث الأسباب الرئيسية للنزاع بالسبل الدبلوماسية"، متعهدا السيطرة على الأراضي التي أعلنت موسكو ضمّها "بالوسائل العسكرية" إذا "رفضت الدولة المعادية ورعاتها الأجانب الانخراط في مباحثات موضوعية".
تأتي تصريحات بوتين المتشددة فيما أشادت أوكرانيا الاثنين بـ"التقدم" المحرز بشأن مسألة الضمانات الأمنية المستقبلية لها، بعد يومين من المحادثات مع مبعوثي الرئيس الأميركي دونالد ترامب في برلين.
لكن وفقا لزيلينسكي، لا تزال الخلافات قائمة حول مسألة الأراضي التي سيتعين على أوكرانيا التنازل عنها لروسيا.
جدل حول الأصول الروسية المجمدة
وانتقدت أوكرانيا وحلفاؤها من الدول الأوروبي المسودة الأولى للخطة الأميركية لتسوية الحرب، معتبرين أنها منحازة لروسيا، ولا يزال مضمون الخطة المعدلة غير واضح.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "نتوقع أن يُبلغنا نظراؤنا الأميركيون، حالما يصبحون جاهزين، بنتائج عملهم مع الأوكرانيين والأوروبيين".
في أيلول/سبتمبر 2022، أعلنت روسيا ضمّ مناطق زابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك وخيرسون، رغم أنها لا تسيطر عسكريا بشكل كامل عليها كلها.
ومن المتوقع أن يحضر زيلينسكي قمة في بروكسل الخميس للضغط على قادة الاتحاد الأوروبي لتبني خطة لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم دفاعات أوكرانيا.
ودعا المستشار الألماني الأربعاء الاتحاد الأوروبي إلى استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل أوكرانيا.
وقال فريديريش ميرتس في برلين "يجب تكثيف الضغط على بوتين أكثر لحمله على التفاوض بجدية، ولهذا السبب نحتاج إلى قرار رؤساء الدول والحكومات الأوروبية".
وأضاف "هذا الأمر يتعلق بالطبع بمساعدة أوكرانيا، ولكنه يتعلق أيضا بإرسال إشارة واضحة إلى روسيا لكي تفهم أننا سنستخدم الوسائل المتاحة لدينا لإنهاء هذه الحرب في أسرع وقت ممكن".
في المقابل، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الأربعاء إن خطة الاتحاد الأوروبي لتمويل أوكرانيا باستخدام الأصول الروسية المجمدة "لا يمكن فرضها".
وأضافت "من الواضح أن إيطاليا تعتبر مبدأ أن تكون روسيا أول من يدفع تكاليف إعادة إعمار الدولة التي هاجمتها مبدأ مقدسا، لكن يجب أن يتحقق هذا على أساس قانوني متين".
وقال مسؤول أوكراني رفيع المستوى الأربعاء إن الإدارة الأميركية "تمارس ضغوطا على الدول الأوروبية للتخلي عن فكرة استخدام الأصول الروسية لدعم أوكرانيا".
وحذّر زيلينسكي في خطابه المسائي من أن إشارات بوتين العدائية "ليست موجهة إلينا فقط".
وأضاف "من المهم أن يرى شركاؤنا هذا، ومن المهم ألا يكتفوا برؤيته فحسب، بل أن يستجيبوا أيضا، بما في ذلك شركاؤنا في الولايات المتحدة الذين كثيرا ما يقولون إن روسيا تزعم أنها تريد إنهاء الحرب"، متهما موسكو بمحاولة "تقويض الدبلوماسية".
المصدر: فرانس برس
هذا المحتوى مقدم من كوردستان 24
