لم تعد شاشة السيارة مجرد إضافة جمالية أو وسيلة لتشغيل الموسيقى، ففي الجيل الجديد من السيارات، تحولت المقصورة إلى مساحة رقمية كاملة تتحكم فيها شاشة واحدة، كضبط التكييف، واختيار المسار، وإدارة أنظمة المساعدة، وأحياناً حتى إعدادات الأمان. لكن خلف هذا التقدم التقني يبرز تساؤل اقتصادي مهم، هل تحقق هذه الشاشات قيمة مضافة حقيقية، أم أنها تفرض مخاطر غير محسوبة على الطريق؟. التفاصيل في

لم تعد شاشة السيارة مجرد إضافة جمالية أو وسيلة لتشغيل الموسيقى، ففي الجيل الجديد من السيارات، تحولت المقصورة إلى مساحة رقمية كاملة تتحكم فيها شاشة واحدة، كضبط التكييف، واختيار المسار، وإدارة أنظمة المساعدة، وأحياناً حتى إعدادات الأمان.

هذا التحول، الذي قادته شركات تسعى إلى خفض التكاليف وتعزيز «التجربة الذكية»، أعاد تعريف العلاقة بين السائق والسيارة.

لكن خلف هذا التقدم التقني يبرز تساؤل اقتصادي مهم، هل تحقق هذه الشاشات قيمة مضافة حقيقية، أم أنها تفرض مخاطر غير محسوبة على الطريق؟

في عامين فقط.. كيف خطفت السيارات الهجينة الأضواء من الكهربائية؟

تشتيت الانتباه

في عالم الأعمال، تقاس الكفاءة بالوقت والنتائج، وعلى الطريق، يقاس الأمان بالثواني، فالدراسات الحديثة تشير إلى أن التعامل مع شاشات اللمس أثناء القيادة يستنزف انتباه السائق أكثر مما كان متوقعاً.

المشكلة الأساسية أن الشاشة، بخلاف الأزرار التقليدية، لا توفر ذاكرة لعضلات اليد تساعد السائق على التحكم دون النظر، وكل مهمة مهما بدت بسيطة تتطلب توجيه العين إلى قوائم الشاشة، ما يعني ثوان ثمينة خارج مجال الرؤية الأمامي.

ومن منظور اقتصادي، فإن أي عامل يزيد من احتمالات الحوادث يترجم في النهاية إلى خسائر، من ناحية تأمين أعلى، وتكاليف صحية، وتعطل في الإنتاجية.

شاشة ذكية في سيارة «نيو» طراز (EL6) الكهربائية، تعرض إعدادات الصوت في برلين، ألمانيا، 21 مايو 2024

التكنولوجيا تحت الاختبار

اختبارات ميدانية أوروبية قارنت بين سيارات حديثة تعتمد كلياً على الشاشات، وأخرى أقدم تستخدم أزراراً فعلية، أظهرت فجوة واضحة في زمن التفاعل. في بعض الطرازات الحديثة، استغرق تنفيذ مهام أساسية كتغيير محطة الراديو أو تعديل الحرارة أربع مرات أطول من السيارات التقليدية.

واللافت أن هذه الثواني الإضافية تعني قيادة مئات الأمتار دون تركيز كامل، وفي سياق السلامة المرورية، هذا رقم يصعب تجاهله.

الجهات الرقابية تفتح أعينها

القلق لم يعد محصوراً في الأبحاث الأكاديمية. مؤسسات تقييم السلامة في أوروبا بدأت بالفعل في ربط التصنيفات العليا بتصميم واجهات أكثر بساطة وأماناً.

اعتباراً من العام المقبل، لن تحصل بعض السيارات على أعلى تقييمات السلامة ما لم تعد الوظائف الأساسية مثل مؤشرات الانعطاف ومساحات الزجاج إلى مفاتيح واضحة، ورغم أن هذه المعايير ليست قوانين ملزمة، فإن وزنها التسويقي يجعلها مؤثرة بشدة على قرارات المصنعين.

عودة الأزرار

المفارقة أن هذا التحول لا يأتي فقط بدافع السلامة، بل استجابة لذوق المستهلك أيضاً. شريحة متزايدة من السائقين ترى أن الشاشات المعقدة تقلل من متعة القيادة بدلاً من تحسينها.

لهذا بدأت شركات كبرى في إعادة الأزرار والمقابض إلى تصاميمها الجديدة، في محاولة لتحقيق توازن بين الحداثة وسهولة الاستخدام. القرار هنا اقتصادي بقدر ما هو تقني، حيث أن رضا العملاء ينعكس مباشرة على المبيعات والسمعة.

صورة تظهر شاشة مزودة بأزرار لسيارة تسير على طريق ريفي، فيتنام، 20 مارس 2025

إلى أين تتجه الصناعة؟

بينما تتراجع هيمنة شاشات اللمس، لا يعني ذلك نهاية الابتكار. الاتجاه الجديد يركز على بدائل أقل تشتيتاً، مثل أنظمة التحكم الصوتي المتقدمة، والواجهات الذكية التي تقلل الحاجة للتفاعل اليدوي أثناء القيادة.

في المحصلة، يبدو أن صناعة السيارات تقف أمام مفترق طرق، إما الاستمرار في سباق الشاشات، أو إعادة تعريف الذكاء بوصفه القدرة على حماية السائق قبل إبهاره.

والسؤال الاقتصادي الأهم يبقى مفتوحاً، هل ستكسب الشركات ثقة السوق من خلال مزيد من الشاشات، أم من خلال تقنيات أكثر بساطة وأكثر أماناً؟

الصين تهيمن على سوق السيارات الكهربائية عالمياً في 2025


هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إرم بزنس

منذ 33 دقيقة
منذ 3 ساعات
منذ 53 دقيقة
منذ 3 ساعات
منذ ساعة
منذ 9 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعة
قناة CNBC عربية منذ ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 53 دقيقة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 4 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 51 دقيقة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 38 دقيقة