الجنوب العربي: من حسم الخيار إلى تمكين القـرار

4 مايو/ د.أمين العلياني

يمرّ المشروع التحرري للجنوب العربي بمنعطف تاريخي حاسم، تُختبر فيه إرادة شعب، وثبات قيادة، وصلابة مشروع؛ فبعد مسيرة نضالية طويلة، تشرّب قيادته وشعبه الوعي الثوري والسلمي والكفاحي، لم يعد الجنوب حبيس المطالب أو رهين الانتظار؛ بل تحول، بإجماع شعبي وقيادة واعية، من مرحلة حسم الخيار الوطني نحو الاستقلال، إلى مرحلة تمكين هذا القرار على الأرض، والسير بها داخل الأورقة الدبلوماسية والسياسية في الوعي الإقليمي والدولي حتى يعلن دولته الجنوبية المستقلة الفيدرالية كاملة السيادة.

لطالما كان الجنوب ثابتًا على أهدافه، صامداً في ثوابته، راسخًا في مبادئه وقيمه الوطنية المؤمنة بعدالة قضيته المصيرية: قضية الحرية والكرامة واستعادة الدولة كاملة السيادة، غير أن تلك الرحلة لم تكن معبدة بالورود، بل كانت سجلًا حافلًا بالتضحيات والفداء، أثمرت بمقتضاها يقينًا راسخًا بأن الاستقرار الحقيقي والتحضر لا يتحققان إلا بموازاة استعادة الحق، ومكافحة مخاطر الإرهاب والتطرف والفساد والتهريب، وهو ما أثبتت القوات المسلحة والأمنية الجنوبية كفاءتها فيه؛ لتجعل من الجغرافيا الجنوبية صمام أمان للمشروع التحرري الجنوبي والعربي بأكمله.

وهذا المشروع التحرري الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي بتفويض شعبي واضح، منحه الشعب قاطبة للرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي ليصبح صاحب الحق الشرعي في تمثيل إرادة شعب الجنوب حكمة تحريك متجهات المعركة، سواء نحو الحرب مع مليشيا الحوثي الإيرانية، أو نحو السلام، بناء على معطيات المصلحة العليا للجنوب.

لقد فشلت تبريرات الحروب الجانبية التي حاولت بعض الأطراف الإخوانية والقوى المتماهية مع المليشيات الحوثية تحميل الجنوب تبعات عجزها وفشلها في مواجهة الحوثي في صنعاء، وتحويل المعارك جنوبًا لتكون ذريعة للخروج من مأزق المواجهة الحقيقية. كما قال الرئيس الزبيدي بوضوح: "من يريد تحرير صنعاء واجتثاث الحوثي، فالجنوب سندًا وعونًا ولا ولم ولن نسمح أن تصبح محافظات الجنوب مسرح للمعارك الجانبية" قاصدًا تلك الأجندات الإخوانية التي تريد تفتح معارك في المناطق المحررة للتهرب من مسؤولياتها الوطنية تجاه صنعاء. وهي المعركة الإعلامية والسياسية الخادمة لأجندات إخوانية معينة، التي حاولت ن خلاله تشويه هذا الموقف الوطني الثابت.

لقد وصلت قضية شعب الجنوب العربي إلى نقطة اللاعودة، حيث باتت فكرة البقاء في إطار الوحدة اللعينة مصدرًا للحروب والمشاريع التدميرية لدول الإقليم، لسبب جوهري يتحمله قادة النظام السابق في اليمن الشمالي، ممن تهاوَنوا أو تواطأوا، فسلموا العاصمة صنعاء والبلد بكل مؤسساته ومعسكراته للحوثي، ثم حاولوا تحويل معركة التحرير إلى "شماعة" لخلق حروب جانبية على الجنوب، لتبرير فشلهم وتحميل الجنوبيين تبعات عجزهم.

إن مطالبة الجنوبيين بحقهم المشروع في التحرير والاستقلال ليست نقطة ضعف، بل هي مصدر قوة يؤسس.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة 4 مايو

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة 4 مايو

منذ ساعة
منذ ساعة
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ ساعتين
صحيفة عدن الغد منذ 5 ساعات
عدن تايم منذ 6 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 6 ساعات
مأرب برس منذ 6 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 7 ساعات
عدن تايم منذ 4 ساعات
عدن تايم منذ 6 ساعات
عدن تايم منذ ساعتين