قال ثواي دي نغو، أستاذ الصحة العامة في جامعة كولومبيا، إن فوز زهران ممداني في انتخابات رئاسة بلدية نيويورك لم يكن مجرد تعبير عن غضب الناخبين من غلاء المعيشة، بل انعكاساً لوعي أعمق بالصلة العضوية بين القدرة على تحمّل التكاليف، والصحة العامة، وكرامة العيش في مدينة بلغت حدودها القصوى.
وأضاف الكاتب أن مستقبل نيويورك لن يُقاس فقط بانخفاض الأسعار، بل بقدرتها على تحويل سياسات الكلفة المعيشية إلى سياسات صحة وعدالة واستقرار طويل الأمد.
وأوضح نغو، المتخصص في سياسات الصحة والعدالة الاجتماعية، في مقاله بموقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن الأزمات الكبرى التي عاشتها المدينة خلال الأعوام الأخيرة كشفت هشاشة بنيتها الاجتماعية والصحية، وفرضت إعادة تعريف معنى الإصلاح الاقتصادي.
من إعصار إيدا إلى كوفيد-19
أشار الكاتب إلى أن إعصار "إيدا" عام 2021 شكّل لحظة كاشفة، بعدما غرق 11 شخصاً داخل منازلهم، معظمهم في شقق قبو غير آمنة.
وأضاف أن الكارثة جاءت في أعقاب صدمة جائحة كوفيد-19، التي أودت بحياة أكثر من 45 ألف شخص في نيويورك، وتركت مجتمعات بأكملها مثقلة بآثار نفسية واجتماعية عميقة.
وتابع نغو أن هاتين الأزمتين كشفتا أن السكن الآمن، والصحة العامة، والقدرة على تحمّل التكاليف ليست ملفات منفصلة، بل منظومة واحدة ينهار أحدها بانهيار الآخر.
إصلاحات اقتصادية أم سياسات صحة عامة؟
أوضح الكاتب أن الوعود الانتخابية التي حملت ممداني إلى السلطة، مثل النقل المجاني بالحافلات، ومتاجر غذاء تملكها المدينة، والتوسع في السكن الميسّر، ورعاية الأطفال الشاملة، ليست مجرد إجراءات اقتصادية، بل يمكن أن تتحول، إذا أُحسن تصميمها، إلى سياسات صحة عامة فاعلة.
وأضاف الكاتب أن خفض الكلفة لا يحقق الكرامة أو الحراك الاجتماعي ما لم تتغير الشروط البنيوية التي تحكم حياة الناس، من سكن آمن، وأمن مجتمعي، وعدالة إنجابية، وقدرة على مواجهة تغير المناخ، وبنية صحية قوية.
خطة صحية من 6 محاور
وأشار نغو إلى أن هذا الفهم دفع قسم صحة السكان والأسرة في جامعة كولومبيا إلى تقديم رسالة مفتوحة إلى رئيس البلدية المنتخب، تتضمن خطة من 6 محاور لتحويل أجندة الكلفة المعيشية إلى أساس للصحة والاستقرار والعدالة، لافتاً النظر إلى أن ما ستفعله نيويورك سيكون رسالة لبقية المدن الأمريكية.
السكن.. بوابة الصحة أو بوابة المرض
قال الكاتب إن عدم الاستقرار السكني يرتبط مباشرة بتدهور الصحة، موضحاً أن الأبحاث تُظهر أن الإخلاء القسري يزيد معدلات الوفاة واللجوء إلى الطوارئ والاضطرابات النفسية.
وأضاف أن ربع سكان نيويورك يعيشون تحت خط الفقر، وأن أكثر من 146 ألف طالب مدارس عامة عانوا من التشرد خلال عام دراسي واحد.
وأكد أن المقاربة الصحية للإسكان تتطلب ربط إصلاحات السكن بمؤشرات صحية واضحة، مثل: خفض معدلات الربو والإصابات في المباني المتهالكة،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من موقع 24 الإخباري
