نيفين عبدالهاديلقاء جلالة الملك عبدالله الثاني بقيادات دينية مسيحية وإسلامية مقدسية وأردنية في قصر الحسينية، أمس الأربعاء، حمل دلالات ورسائل غاية في الأهمية، تعكس اهتمام جلالة الملك بداية على هذا اللقاء الهام والذي بات علامة فارقة على الأجندة المسيحية والإسلامية بالأردن وفلسطين، إضافة لما تحمله من تأكيد ملكي على الاهتمام بحوار الأديان وتهنئة المسيحيين بالأعياد المجيدة، والتأكيد على الدور الأردني في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف من منطلق الوصاية الهاشمية.اللقاء يحمل أبعادا هامة جدا بأكثر من اتجاه، فهو لقاء يأتي بعد أيام من انعقاد اجتماعات العقبة التي عقدت بإطار العمل المشترك لتعزيز الحوار بين الأديان، وهو ما ركزت عليه جولة مبادرة «اجتماعات العقبة» التي استضافتها المملكة بالشراكة مع ألبانيا، إضافة لكونه يأتي بعد ما يقارب الشهرين من لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع قداسة البابا لاون الرابع عشر، حيث جرى التأكيد المشترك على حلّ الدولتين، وهو الموقف الذي جدّد البابا الإعلان عنه قبل أيام قليلة عقب زيارته إلى لبنان، ويتقاطع بوضوح مع الدبلوماسية الأردنية الحكيمة التي يقودها جلالة الملك بعبقرية.إضافة لكون اللقاء يأتي خلال فترة زمنية حرجة وهي الأكثر حساسية منذ سنين، تتزاحم بها الأحداث التي تشكّل خطرا في مفاصل تخص المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، إضافة لقضايا متعددة، من بينها التهديد الوجودي الذي يطال الوجود المسيحي هو تهديد حقيقي ومتفاقم، كما لا يُمكن التغاضي عما تتعرض له الأماكن الإسلامية والمسيحية من انتهاكات وتعديات مستمرة، وما يطال المقدسيين من اعتداءات على الحق في الوصول الحر إلى الأماكن المقدسة، وما يشهده المسجد الأقصى من اقتحامات يومية بكثافة زادت خطورتها بعد السابع من تشرين الأول 2023، ومحاولات إسرائيلية متعددة للاعتداء على الأقصى الشريف.وفي متابعة خاصة لـ»الدستور» لأهمية لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني أمس قيادات دينية مسيحية وإسلامية مقدسية وأردنية، أكدت شخصيات دينية ومحللون سياسيون من الأردن وفلسطين على أهمية هذا اللقاء الذي بات سنّة حميدة من لدّن جلالة الملك عبد الله الثاني، معتبرين أنه يأتي في وقت غاية في الأهمية، نظرا لما تشهده مدينة القدس من انتهاكات واعتداءات إسرائيلية، وما ترتكبه جماعات متطرفة بحق المسجد الأقصى المبارك، علاوة على تهديد الوجود المسيحي في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية، ما يجعل من اللقاء يحمل رسائل طمأنة من جلالته لكافة الفلسطينيين بوجود داعم لهم وسند ووصيّ على المقدسات بما يحميها.وأكد متحدثو «الدستور» على حرص جلالة الملك على إدامة التواصل مع الشخصيات الدينية الإسلامية والمسيحية في مناسبات عديدة، منها ذكرى مولد رسول المحبة عيسى المسيح عليه السلام، مشددين على أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والتي تمتد إلى العهدة العمرية، في حماية هذه المقدسات والهوية الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، وتعزيز صمود المقدسيين.وشدد المتحدثون على أن هذا اللقاء الهام يعبّر عن لحمة وطنية أصيلة بين القيادة الهاشمية الحكيمة والشعب بكل أطيافه، كما يجسّد اللحمة التاريخية بين المسلمين والمسيحيين في هذه الأرض، بحرص وتأكيد دائم من جلالته على ضرورة تحقيق الاستقرار الدائم، ووقف نهائي لإطلاق النار في غزة وفي عموم فلسطين، وصولا إلى تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حريته واستقلاله، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف. الشيخ محمد عزّام الخطيب رئيس مجلس أوقاف القدس ومدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك فضيلة الشيخ محمد عزام الخطيب، أكد على أهمية اللقاء، الذي حمل مضامين ورسائل غاية في الأهمية، تعكس حرص جلالة الملك عبد الله الثاني على الاهتمام بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، هذا الاهتمام المجسد بمكارم عديدة ومواقف هامة.وأكد الشيخ الخطيب على حرص جلالة الملك على إدامة التواصل مع الشخصيات الدينية الإسلامية والمسيحية في مناسبات عديدة، منها ذكرى مولد رسول المحبة عيسى المسيح عليه السلام.وشدد الشيخ الخطيب على أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والتي تمتد إلى العهدة العمرية، في حماية هذه المقدسات والهوية الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، وتعزيز صمود المقدسيين. الأب نبيل حدّادفيما أكد مدير المركز الأردني لبحوث التعايش بين الأديان الدكتور نبيل حدّاد أن اللقاء مع جلالة الملك عبدالله الثاني سنة هاشمية في مشهد الارتياح في الحسينية المكان العامر بالنفس الهاشمي، وفي حضرة الملك يؤكد المسيحيون كل عام مع اخوتهم المسلمين موقفا ثابتا راسخا في عمان المباركة صاحبة الرسالة وتتجلى فيه روح العيد، حيث تتعانق القلوب التي تنطق بكلمات الايمان وبرسائل هاشمية تُقرأ في أفعال المودة والرعاية والعناية وفي نموذجية وطننا وإرثنا في الوئام وريادته في نشر الاعتدال.وأضاف الأب حداد كلما التأم المسيحيون والمسلمون في حضرة الملك تكون القدس حاضرة كما كل فلسطين الحاضرة دوما قضيةً وشعبا ومقدسات، وتبقى كرامة القدس وحجارتها وفضاؤها.وقال الأب حدّاد في اللقاء أمس جددنا حبنا للعرش وصاحب العرش وللوطن العزيز فيما عبر أحبار المسيحيين في بيت المقدس عن ولائهم ووفائهم وجددوا مبايعتهم لصاحب الوصاية جلالة الملك.المطران عطاالله حنّارئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس «بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس» المطران عطا الله حنّا.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور الأردنية
