يقف المنتخب الوطني لكرة القدم على أعتاب المجد، عندما يشمخ اليوم نسرًا محلّقًا أمام نظيره المغربي عند السابعة مساءً في ستاد لوسيل المونديالي في الدوحة، حيث النهائي التاريخي لبطولة كأس العرب فيفا قطر ٢٠٢٥.
ولم يعد النشامى مجرد فريقٍ ينافس داخل المستطيل الأخضر، بل أصبح قصة وطن تُروى، وعنوان فخرٍ يتجدد مع كل مباراة، فبروحٍ لا تعرف الانكسار، وبعزيمةٍ أردنية خالصة، نجح الفريق في ترسيخ اسمه بين المنتخبات التي تُحسب لها الحسابات، مثبتًا أن الطموح حين يقترن بالإيمان والعمل يتحول إلى إنجاز، وما يقدمه النشامى اليوم ليس فقط نتائج تُسجَّل، بل رسالة واضحة بأن الكرة الأردنية تسير بثبات نحو مكانتها التي تستحقها قارّيًا وعالميًا.
وفي زمنٍ تتقارب فيه المستويات وتشتد فيه المنافسة، يواصل النشامى ترسيخ حضوره كأحد العناوين المضيئة في الرياضة الأردنية، فما يقدمه لم يعد وليد الصدفة أو اجتهادًا لحظيًا، بل ثمرة عملٍ تراكمي، وروح جماعية، وثقافة تنافسية عكست شخصية الكرة الأردنية داخل الملعب وخارجه.
وبعد أن أصبح حالة وطنية، فإن افتخار الأردنيين بمنتخبهم اليوم يستند إلى أداء ثابت، وشخصية قوية، ورسالة واضحة مفادها أن النشامى باتوا رقمًا صعبًا، وصاحب رسالة عابرة للحدود.
طريق النهائي
استهل النشامى مشواره التاريخي نحو النهائي بانتصار مهم على الإمارات 2-1، في مباراة أظهر خلالها شخصية الفريق الكبير القادر على فرض أسلوبه والتحكم بإيقاع اللعب، ولم يكن الفوز مجرد ثلاث نقاط، بل إنذارًا لبقية المنافسين.
وفي المباراة الثانية، تجاوز الكويت 3-1، مؤكّدًا أن ما يقدمه ليس صدفة، بل نتيجة عمل منظم وانضباط تكتيكي واضح، إلى جانب حلول هجومية متنوعة ودفاع متماسك صعب الاختراق.
وفي الثالثة، أمام مصر، حقق النشامى فوزًا عريضًا بثلاثية نظيفة، في مباراة حملت الكثير من الدلالات، أهمها خوض اللقاء بتشكيلة احتياطية، ما كشف عن عمق حقيقي في دكة البدلاء وقدرة كل العناصر على تقديم نفس المستوى من الجودة والالتزام، دون أن يتأثر الأداء أو الهوية الفنية للفريق.
وفي الأدوار الإقصائية، واصل النشامى كتابة الإنجاز؛ فتجاوز العراق في ربع النهائي بثقة وصلابة بهدف دون رد، ثم حسم مواجهة نصف النهائي أمام السعودية بهدف ثمين، ليؤكد أحقيته بالوصول إلى النهائي عن جدارة واستحقاق.
خمسة انتصارات وعلامة كاملة هي أكثر من مجرد أرقام فحسب، بل شهادة نجاح لمنظومة متكاملة تجمع بين مدرب يعرف كيف يوظف إمكانيات لاعبيه، ولاعبين يتمتعون بالروح القتالية والانضباط العالي، وحضور بدني وتكتيكي جعل النشامى أحد أقوى منتخبات البطولة.
ومن جانبه، وصل المغرب إلى الختام بعد أن حقق نتائج متذبذبة بين انتصار وتعادل في أدوار البطولة؛ فبدأ دور المجموعات بانتصار على جزر القمر ٣/١، وتعادل مع عُمان سلبيًا، وفاز على السعودية ١/٠، وفي ربع النهائي عبر سوريا بنفس النتيجة، ووصل لنصف النهائي ليتجاوز الإمارات بنتيجة عريضة 3/0، ليظهر في النهائي اليوم.
ويُعتبر إنجاز المغرب بهذا المنتخب امتدادًا لإنجازات كبيرة تحققها كرة القدم المغربية على مدار سنين، ونتاج عمل دؤوب وتخطيط نموذجي في كرة القدم، حيث تحمل المنتخبات المغربية ألقابًا عالمية مهمة. وتمثلت إنجازات المنتخب المغربي في كأس العالم، حيث احتل في نسخة 2022 المركز الرابع عالميًا، ليصبح أول منتخب أفريقي وعربي يصل إلى الدور نصف النهائي.
وخلال مشواره التاريخي، تصدّر المغرب مجموعته التي ضمّت كرواتيا وبلجيكا وكندا، ثم أقصى إسبانيا والبرتغال في الأدوار الإقصائية. وفي كأس العالم 1986 أصبح أول منتخب أفريقي وعربي يتأهل إلى الدور الثاني (ثمن النهائي)، بعد أن تصدّر مجموعته التي كانت تضم إنجلترا وبولندا والبرتغال.
ومن الإنجازات العالمية الأخرى، حققت المنتخبات المغربية إنجازات عالمية في فئات سنية ورياضات مختلفة، وأبرزها نيل كأس العالم تحت 20 عامًا 2025 بعد فوزه على الأرجنتين في النهائي، وفي كرة القدم داخل الصالات حقق ألقابًا قارية وعربية، وأصبح ضمن أفضل المنتخبات عالميًا، ووصل إلى ربع نهائي كأس العالم في 2021، وفي الألعاب الأولمبية حصل «الأولمبي» على الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024، وبكأس العالم.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرأي الأردنية
