الحالةُ المطريَّةُ التي شهدتهَا مدينةُ جدَّة الأسبوع الماضي، لم تكن عابرةً، بل جاءت قياسيَّةً، وغير مسبوقةٍ في حدَّتِها، ولم تقتصر آثارها على جدَّة وحدها، بل شملت عددًا من مناطق المملكة، وفِي كلِّ مرَّة، تكشفُ مثلُ هذه الحالات عيوبَ المباني واختلالاتِها، وتُخرجُ إلى السَّطح ما كان مخفيًّا خلف الجدران، لتتصدَّر المشاهد، ووسائل التواصل الاجتماعيِّ بصورٍ مؤلمةٍ؛ بعضها فرضته قسوةُ الطبيعة، وبعضها الآخرُ كان نتيجة تراكماتٍ لا يمكن القفزُ عليها. المشهدُ الأكثرُ إيلامًا أنَّ الضَّرر لم يفرِّق بين بيتٍ متواضعٍ، أو منزلٍ فخمٍ؛ الجميع كان في دائرة الخطر نفسها، والجميع اكتشفَ أنَّ المظهر الخارجيَّ لا يكفي ليحكي قصَّة السَّلامة من الداخل، عن تجربة شخصيَّة، مررتُ بموقفٍ مشابهٍ قبل سنوات، ولا أزالُ أتعامل مع تبعاتِهِ بشكلٍ مختلفٍ، رغم تغيُّر الظروف، وتطوُّر اللوائح، وتعدُّد الخيارات.
خلال الأعوام الماضية، بُذلتُ جهود تنظيميَّة واضحة، أسهمت في رفع سقف الاشتراطات، ووُضعت أُطر تهدف إلى ضبط جودة البناء، والحدِّ من التجاوزات، كما بدأ الوعي بأهميَّة حماية المساكن عبر التأمين يتنامى تدريجيًّا، ومع ذلك، تبقى هذه الخُطوات غير مكتملة الأثر ما لم يقابلها وعيٌ موازٍ لدى الطَّرف الأهم.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة
