تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة كريمان، إحدى نجمات الزمن الجميل، التي ارتبط اسمها بأدوار الفتاة الراقية في سينما الخمسينيات والستينيات، قبل أن تختفي فجأة عن الأضواء وهي في قمة تألقها، لتبقى قصتها واحدة من أكثر حكايات الاعتزال المبكر إثارة للتساؤل في الوسط الفني.

ولدت الفنانة كريمان، واسمها الحقيقي كاريمان محمد سالم، في 18 ديسمبر 1936 بالقاهرة، وظهرت موهبتها الفنية في سن مبكرة، حيث مارست التمثيل على مسرح مدرسة «الليسيه» الفرنسية التي تلقت تعليمها بها، وشاركت في عدد من العروض المسرحية من بينها «قيصر وكليوباترا».

ولم يقتصر حضورها على المسرح فقط، بل شاركت في طفولتها بالبرنامج الإذاعي الشهير «بابا شارو» مع الإذاعي الكبير محمد محمود شعبان، الذي تنبأ لها بمستقبل فني واعد، لتكون هذه التجربة بوابتها الحقيقية إلى عالم الفن.

وفي مطلع الخمسينيات، خاضت كريمان أولى تجاربها السينمائية، حيث شاركت عام 1953 في فيلم «الحموات الفاتنات»، وقدمت خلاله دور «نبيلة» أمام الفنان كمال الشناوي، وهي التجربة التي مهدت لانطلاقها السريع نحو البطولة والنجومية.

وتوالت بعدها مشاركاتها في عدد من الأفلام التي رسخت مكانتها لدى الجمهور، من أبرزها: «أمريكانى من طنطا»، «موعد مع إبليس»، «عرايس في المزاد»، «بنات اليوم»، «تمر حنة»، «شباب اليوم»، و«الهاربة». كما حققت حضورًا لافتًا من خلال دورها في فيلم «الفانوس السحري»، حيث جسدت شخصية «هدى» خطيبة إسماعيل يس.

ورغم نجاحها الفني واستمرارها في الساحة لمدة 14 عامًا، فوجئ الجمهور باختفائها المفاجئ عن الفن والإعلام عام 1967، دون إعلان أسباب واضحة في ذلك الوقت، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول قرارها بالاعتزال.

وكشفت كريمان في أحد اللقاءات النادرة بعد سنوات طويلة من الغياب، أنها تلقت ستة عروض زواج في عام واحد ورفضتها جميعا، وكانت تحلم بتجسيد شخصية الملكة نفرتيتي.

وأوضحت بابتسامة خفيفة سبب ابتعادها عن الفن، قائلة إنها اكتفت بما قدمته وقررت التفرغ لحياتها الأسرية بعد الزواج وإنجاب طفلها الوحيد شيرين.

وأضافت أنها أصبحت جدة لأربعة أحفاد، يعملون في مجالات بعيدة عن الفن، مؤكدة رضاها الكامل عن قرار الاعتزال الذي اتخذته وهي في قمة شهرتها وجمالها، لتظل كريمان نموذج للفنانة التي فضلت الحياة الهادئة على استمرار الأضواء، مع احتفاظها بمكانة خاصة في ذاكرة السينما المصرية.

هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال