حزب الإخوان من لقاءات حسن البنا بالملك المؤسس إلى رؤية محمد بن سلمان الحاسمة

لم تكن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة إلى الولايات المتحدة مجرد محطة في مسار العلاقات السعودية-الأمريكية، بل جاءت في لحظة سياسية حساسة يتغير فيها الموقف الدولي من الحركات الإسلاموية السياسية وفي مقدمتها حزب الإخوان المسلمين.

في الخلفية، تقف ذاكرة تاريخية تعود إلى أكثر من ثمانية عقود، حين التقى مؤسس الجماعة حسن البنا بالملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - في زيارة حملت مبكرا ملامح التباين بين مشروع دولة وطنية ومشروع تنظيم عابر للحدود. واليوم في ظل قيادة الأمير محمد بن سلمان تتبلور رؤية سعودية أكثر وضوحا تجاه هذا التنظيم الذي يتمحور دوره في إفساد الأنظمة، وتغليب مصالحه الحزبية على مصالح الأوطان.

أولا: الزيارة التاريخية... حين قال الملك عبدالعزيز «نحن كلنا إخوان ومسلمون»

يصف عدد من المصادر التاريخية زيارة حسن البنا للمملكة في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث التقى الملك عبدالعزيز خلال موسم الحج، وطلب منه السماح بفتح فرع رسمي لجماعة الإخوان في السعودية، فجاء رد الملك المؤسس حاسما بعبارة بقيت راسخة في الذاكرة «نحن كلنا إخوان.. وكلنا مسلمون» في إشارة ذكية إلى رفض تحويل الدين إلى إطار حزبي تنظيمي داخل المملكة.

هذا الموقف لم يكن مجرد رد لغوي لطيف، بل يمكن قراءته اليوم كتأسيس مبكر لعقيدة سياسية سعودية تقول:

إن الإسلام هو هوية الدولة والمجتمع وليس بطاقة عضوية في تنظيم.

الشرعية في المملكة تبنى على البيعة والنظام الأساسي لا على «التنظيم السري» أو الولاء الحزبي.

إن أي حركة تسعى لبناء ولاء عابر للحدود تصطدم حتما مع منطق الدولة الوطنية.

ثانيا: السعودية تعلن موقفها الرافض تجاه الحزب

مع تحول الإخوان إلى لاعب سياسي مباشر في المنطقة وازدياد حضورهم في مشاريع «الإسلام السياسي» بعد الربيع العربي وصلت العلاقة مع المملكة إلى نقطة اللاعودة:

في مارس 2014 أعلنت السعودية رسميا تصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا.

في نوفمبر 2020 جددت هيئة كبار العلماء هذا الموقف مؤكدة أن الجماعة تنظيم إرهابي لا يمثل منهج الإسلام، وأنها تسعى إلى الوصول إلى السلطة عبر الصراع الحزبي والشقاق.

بهذا تحول الموقف من حالة تحفظ أو تحفظ حذر إلى قطيعة شرعية وقانونية تنسجم مع رؤية سعودية أوسع لتجفيف منابع التطرف ورفض توظيف الدين في الصراع السياسي.

ثالثا: محمد بن سلمان.. إعادة ضبط العلاقة مع الإسلام السياسي

مع صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بات الخطاب أكثر وضوحا وحدة تجاه الإخوان:

صرح سموه في مقابلات دولية بأن المملكة أكبر ضحية للأيديولوجيا المتطرفة، وأن جميع التنظيمات المتطرفة - بمن فيها الإخوان - تعامل كتنظيمات إرهابية في السعودية وعدة دول أخرى.

في حوار مع برنامج (60 دقيقة) على شبكة CBS أشار إلى أن المدارس السعودية غزتها عناصر من جماعة الإخوان، متعهدا باستئصالها من المنظومة التعليمية.

وفي سياق أوسع، أعلن أن هدفه هو عودة السعودية إلى الإسلام المعتدل، المنفتح على العالم، دون ترك فراغ تستغله التنظيمات المؤدلجة لاحتكار الحديث باسم الدين.

هذه الرؤية لا تتعامل مع الإخوان بوصفهم خصما عقديا فقط، بل بوصفهم مشروعا سياسيا يهدد استقرار الدول من الداخل، عبر اختراق التعليم وتسييس المنابر، وبناء شبكات ولاء موازية لمؤسسات الدولة.

رابعا: ما قبل وما بعد زيارة واشنطن..

جاءت زيارة ولي العهد الأخيرة إلى واشنطن (18-19 نوفمبر 2025) في سياق تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وتوسيع ملفات التعاون من الطاقة والدفاع إلى الذكاء الاصطناعي والاستثمارات الكبرى مع إعلان نية رفع حجم الاستثمارات السعودية في أمريكا إلى قرابة تريليون دولار خلال السنوات المقبلة.

لكن، في الخلفية الأوسع.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة مكة

منذ 6 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 7 ساعات
قناة الإخبارية السعودية منذ 17 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ ساعة
صحيفة سبق منذ 6 ساعات
صحيفة عكاظ منذ 9 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 3 ساعات
صحيفة عاجل منذ 9 ساعات
صحيفة عكاظ منذ 15 ساعة
صحيفة عاجل منذ 5 ساعات