احتفت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، ممثلةً في كلية التربية بالرستاق، بقسم المتطلبات المساندة، باليوم العالمي للغة العربية؛ وذلك باستضافة أساتذة أكاديميين من جامعة كرامان أوغلو محمد بك جمهورية تركيا، في قسم الترجمة العربية التحريرية والشفوية، ومن جامعة قازان الفيدرالية روسيا الاتحادية، في معهد العلاقات الدولية.
وقد استفتح الأستاذ الدكتور حمود الدغيشي، من قسم المتطلبات المساندة، اللقاء بكلمةٍ قال فيها: اللغة العربية سِجِلٌّ حافلٌ بالعطاء الحضاري، وجِسْرٌ ممتدٌّ بالعلوم والمعرفة إلى الأُمم الإنسانية وشعوبها؛ فهي كائنٌ حيٌّ يواكب متطلبات الحضارة، فتتجدَّد ألفاظه وتراكيبه على الدوام؛ لأجل البقاء والاستمرارية. وما تزال اللغة العربية حتى يومنا هذا تحمل رسالتها الخالدة، ومنهجها العظيم في الحوار الحضاري، ونشر لغة المحبة والسلام مع الحضارات الأخرى، يرفدها في ذلك الدين الإسلامي الذي حملت رسالته منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا، وتوطدت به أركانها. لقد أفرز العالم المتغيِّر ثقافاتٍ عدة، ومعارف متنوعة، وعلومًا متقدمة جعلت العالم يبدو قريةً صغيرةً، تمهِّد للتحاور بين الأمم بشكل أسهل وأسرع من ذي قبل. وهو الأمر الذي يقرِّب مسافات الحوار والتفاهم والتعاون؛ لخلق عالمٍ ينعم بالأمن والسلام. من هنا كانت اللغة أداةً مهمة لفهم الآخر، ووسيلةً حضارية راقية للحوار. وبما أن اللغة العربية كانت، على مر تاريخها الطويل، رائدةً في مد جسور الحوار الحضاري من خلال رسالتها الإسلامية الخالدة، نجتمع معكم اليوم، أيها الأساتذة الكرام، في هذا اللقاء الدولي؛ لنحتفي بملهمة الحضارة العربية والإسلامية، اللغة العربية، في يومها العالمي.
بعدها ألقت مساعدة عميد الكلية للشؤون الأكاديمية والبحث العلمي كلمةً ترحيبية بالضيوف، ليبدأ بعد ذلك اللقاء الحواري في قضايا اللغة العربية وترجمتها وانفتاحها على العالم. وقد دارت الأسئلة من الأساتذة وطلبة الكلية للضيوف من الجامعتين حول ترجمة اللغة العربية، والتحديات التي يواجهها الطلبة غير العرب في تعلُّم اللغة العربية، فضلًا عن الأعمال التي قام بها الأساتذة بترجمتها ونقلها من اللغة العربية إلى اللغة التركية. وكان قد وُجِّه سؤالٌ للدكتور ظفر جيلان، أستاذ مشارك ورئيس قسم الترجمة العربية التحريرية والشفوية، عن الأنواع الأدبية باللغة العربية التي تحظى باهتمام الترجمة؛ حيث ذكر أن الرواية تحظى بالأولوية في الترجمة.
وفي الجانب الآخر تحدثت أليونا ريفينا، مديرة دائرة المشاريع في مركز الثقافة العربية «الحضارة»، في معهد العلاقات الدولية بجامعة قازان، عن مجالات عمل المركز، وأبرز مشاريعه في مجال تعليم اللغة العربية في السنوات الأخيرة، وكثيرٍ من الأسئلة التي دارت حول قضايا اللغة العربية في الجمهورية التركية ودولة روسيا الاتحادية.
وقد تفاعل الطلبة مع الضيوف بالأسئلة والمناقشات، وأثارت أسئلتهم كثيرًا من الردود العلمية المتزنة، فضلًا عن التكشُّف اللغوي والثقافي لدى الضيوف في سياقات الحوار المعرفي، وأعمالهم العلمية التي تخدم اللغة العربية؛ مما جعل اللقاء يمتد إلى أكثر من ساعتين، مؤمِّلين أن يتجدد هذا اللقاء كل عام احتفاءً باللغة العربية.
ويُحتفى باللغة العربية كل عام في الثامن عشر من ديسمبر، وهو التاريخ الذي اعتمدت فيه الأمم المتحدة اللغة العربية لغةً رسمية، وأصبحت العربية واحدةً من اللغات الست التي تعمل بها الأمم المتحدة، وهي: العربية، والصينية، والإنجليزية، والفرنسية، والروسية، والإسبانية، تحت عنوان: «اللغة العربية بين الأصالة والانفتاح: مقاربة معرفية».
هذا المحتوى مقدم من شؤون عُمانية
