حافظ الدولارعلى قوته أمام سلة العملات الرئيسية، وذلك بسبب تموضع المستثمرين قبل قرارات مرتقبة من بنك إنجلترا، والبنك المركزي الأوروبي، وبنك اليابان. استقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام عملات رئيسية من بينها اليورو والين، قرب 98.4 نقطة، بعد صعود طفيف في الجلسة السابقة، في إشارة إلى أن الأسواق لا تزال ترى في الدولار ملاذاً آمناً في لحظة عدم اليقين.

لم تُحدث تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي لمح فيها إلى أن الرئيس المقبل للاحتياطي الفيدرالي سيكون مؤيداً لخفض كبير في أسعار الفائدة، هزة تُذكر في سوق الصرف، وفقاً لرويترز. الجنيه الإسترليني تحت ضغط التضخم المفاجئ بقي الجنيه الإسترليني ضعيفاً بعد بيانات أظهرت تباطؤاً غير متوقع في التضخم البريطاني، ما عزز رهانات الأسواق على خفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا.

تُسعّر العقود الآجلة الآن احتمالاً يقترب من 100% لخفض الفائدة بربع نقطة، وهو ما يفسر تراجع العملة البريطانية في الجلسات الأخيرة واستقرارها عند مستويات أقل من ذي قبل.

يدل هذا التحول في توقعات السياسة النقدية على قناعة متزايدة بأن الضغوط التضخمية في بريطانيا لم تعد بالحدة نفسها، وأن البنك المركزي بات يمتلك هامشاً للتحرك دعماً للنمو. اليابان تقترب من منعطف نقدي تاريخي في آسيا، قلّص الين الياباني خسائره مع انطلاق اجتماع بنك اليابان الذي يمتد ليومين، وسط شبه إجماع في الأسواق على رفع سعر الفائدة إلى 0.75%، وهو أعلى مستوى منذ ثلاثة عقود. يمثل ذلك، إن تم، تحولاً تاريخياً بعد سنوات طويلة من السياسة النقدية فائقة التيسير.

ورغم توقعات رفع الفائدة، لا تزال الأسواق حذرة من نبرة البنك في توجيهاته المستقبلية، إذ يرى بعض المستثمرين أن أي لهجة أقل تشدداً قد تضغط مؤقتاً على الين، حتى مع تشديد السياسة النقدية. أوروبا وأميركا.. تباين في المسارات استقر اليورو دون تغييرات كبيرة، مع ترجيح واسع بأن يُبقي البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة دون تغيير، مع إشارة محدودة إلى خفض قريب، ما يُظهر قلقاً أوروبياً من تخفيف السياسة النقدية قبل التأكد من السيطرة الكاملة على التضخم. في الولايات المتحدة، الصورة أكثر تعقيداً، أظهرت تصريحات متباينة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي انقساماً داخلياً حول توقيت خفض الفائدة، بين من يرى أن ضعف سوق العمل يفتح الباب لمزيد من التيسير، ومن يعتقد أن الخفض الأخير لم يكن ضرورياً. هذا الجدل، إلى جانب حديث ترامب عن استقلالية الفيدرالي واختيار خليفة جيروم باول، يضيف طبقة جديدة من عدم اليقين إلى المشهد النقدي الأميركي.

عملات السلع والعملات الرقمية تراجع الدولار الأسترالي والنيوزيلندي بشكل طفيف، في ظل هيمنة الحذر على تعاملات المستثمرين، رغم صدور بيانات إيجابية من نيوزيلندا أظهرت عودة الاقتصاد إلى النمو. في المقابل، سجلت العملات الرقمية مكاسب محدودة، مع صعود بيتكوين وإيثر، في تحركات تُري شهية مخاطرة انتقائية لا تزال حاضرة في الأسواق.

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية