قادة الرعاية الصحية يناقشون دور العلاج بالموسيقى في تسريع التعافي وتعزيز الصحة النفسية والجسدية للمرضى، وخبراء عالميون يستعرضون سبل دفع البحث والابتكار الطبي في هذا القطاع على المستويين الإقليمي والدولي.

لم تعد الموسيقى مجرد فن للترفيه، بل أداة فعّالة لتعزيز الصحة النفسية والجسدية ودعم التعافي السريري. لقد أظهرت الأبحاث الحديثة كيف يمكن للعلاج بالموسيقى أن يقلل القلق ويخفف الألم ويعزز تحمل المرضى للعلاج، بل ويساهم في تحسين وظائف الدماغ وإعادة تأهيل المرضى بعد الإصابات العصبية.

في ضوء هذه الأهمية، ركزت إحدى جلسات قمة فوربس الشرق الأوسط لقادة الرعاية الصحية على استكشاف إمكانيات دمج الموسيقى ضمن الرعاية الصحية بشكل فعّال ومستدام، مع الاستفادة من الابتكارات العلمية والتقنيات الحديثة لتعظيم الفائدة لكل من المرضى والممارسين الصحيين.

استضافت الجلسة الشريكة المؤسسة والمديرة التنفيذية لـ Creative Health Therapies ساشا ماكلويد، واختصاصية العلاج بالموسيقى في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU)- الولايات المتحدة كريستال فوستر، ورئيس معهد الأورام في مركز فاطمة بنت مبارك - كليفلاند كلينك أبوظبي ستيفن غروبماير، وأدارت الحوار رئيسة كلية بيركلي للموسيقى في الولايات المتحدة، جوي ألين.

علاج الموسيقى العصبية بالبيانات والقياسات السريرية أوضحت ساشا ماكلويد أن تخصصها يجمع بين العلوم العصبية والعلاج بالموسيقى، وهو نهج يوظف تقنيات العلاج الموسيقي ويربطها بالنتائج السريرية والبيانات العصبية القابلة للقياس. يركز عمل ماكلويد بشكل كبير على حالات الإصابات والسكتات الدماغية التي تسبب تحديات في التوازن والمشي، وأشارت إلى أن العلاج بالموسيقى في هذه الحالات يبدأ بتشخيص دقيق للمريض وتحديد الأهداف السريرية بالتعاون مع الفريق الطبي.

وبيّنت ماكلويد أهمية العمل ضمن فرق متعددة التخصصات، كما في تجربتها بالمملكة المتحدة، حيث يتكامل دور المعالج الموسيقي مع أخصائيي العلاج الطبيعي والوظيفي. وفي حين يركز العلاج الطبيعي على حركة المفاصل، يركز المعالج بالموسيقى على سرعة الحركة، تناسق الإيقاع، واستجابة المريض للمحفزات الصوتية.

وتطرقت إلى دور الموسيقى في حالات الخرف والاضطرابات العصبية كـ "محفز لاسترجاع الذاكرة"، مؤكدة أن هذا مثبت علمياً. وأظهرت صور الرنين المغناطيسي فرقاً واضحاً في نشاط الدماغ عند الاستماع إلى الموسيقى، ما يدل على تحفيز المسارات العصبية وفتح طرق جديدة لوظائف الدماغ.

وقدمت ماكلويد مثالاً عملياً حول استخدام الإيقاع لتحسين المشي لدى مرضى السكتة الدماغية إذ تبدأ العملية بقياس المسافة وسرعة الخطوات، للحفاظ على وتيرة ثابتة تنظم الحركة. وأكدت أن هذه التقنية فعالة وتحقق نتائج سريرية واضحة. واختتمت ماكلويد بالتأكيد على أن العلاج بالموسيقى العصبية ليس ممارسة مكملة، بل هو تدخل علاجي متكامل قائم على البيانات والقياسات والأهداف ضمن خطة علاجية واحدة.

الموسيقى تحسن الاستجابة المناعية في علاج السرطان استهل الدكتور ستيفن غروبماير حديثه بالتأكيد على أن تجربة تشخيص السرطان والخضوع لعلاجاته المكثفة تمثل إحدى أكثر الفترات ضغطاً وتوتراً في حياة المرضى. وأوضح أن الكوادر الطبية في مجال الأورام تدرك تماماً حجم العبء الذي يرافق هذه الرحلة، والذي لا يقتصر على صدمة التشخيص الأولية فحسب، بل يمتد ليشمل التأثيرات الجانبية العميقة للعلاجات، من اكتئاب وأرق وقلق وآلام جسدية مستمرة.

وأشار غروبماير إلى أن النهج التقليدي السائد كان يعتمد على معالجة كل عرض جانبي عبر إضافة أدوية جديدة، إلا أن التوجه الحديث في كليفلاند كلينك أبوظبي يميل نحو تبني مقاربات أكثر شمولية وإنسانية. وفي هذا السياق، يعمل المستشفى على إدماج الموسيقى بشكل منهجي ضمن رحلة العلاج، حيث استعرض أمثلة عملية تشمل إتاحة الخيار للمرضى للاستماع إلى الموسيقى التي يفضلونها أثناء جلسات العلاج الإشعاعي، كبديل فعال لأصوات الأجهزة المزعجة، ما يساهم بشكل مباشر في تبديد التوتر وتحويل التجربة العلاجية إلى مسار أكثر طمأنينة.

وفي إطار سعي المستشفى لتعزيز هذا التوجه، كشف غروبماير عن بناء شراكات فاعلة مع مؤسسات أكاديمية وثقافية رائدة، في مقدمتها كلية بيركلي للموسيقى وجهات فنية مرموقة في أبوظبي. وتهدف هذه التعاونات إلى إطلاق برامج موسيقية مخصصة يتم تقديمها داخل المنشآت الصحية، ولا تقتصر على الجلسات العلاجية المباشرة، بل تمتد لتشمل وجود عازفين متخصصين داخل ردهات المستشفى، ما يخلق أجواءً من السكينة تدعم المرضى نفسياً وتغير المفهوم التقليدي لبيئة المستشفيات.

على الصعيد العلمي، شدد غروبماير على أن تأثير الموسيقى يتجاوز الدعم النفسي ليصل إلى مستويات بيولوجية حاسمة، حيث تشير الأدلة العلمية الحديثة إلى أن الموسيقى قادرة على تحفيز نشاط الخلايا وهي عناصر جوهرية في نجاح العلاجات المناعية الواعدة. كما أوضح أن القدرة على خفض مستويات هرمون "الكورتيزول" المرتبط بالتوتر عبر الموسيقى ينعكس إيجاباً على استجابة الجسم للعلاج، ما يعزز فرص.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من فوربس الشرق الأوسط

منذ ساعة
منذ 52 دقيقة
منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 6 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 56 دقيقة
فوربس الشرق الأوسط منذ ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 10 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 6 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 8 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 14 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 14 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات